
إن ما يزعم به النظام يوميا” وعبر شاشات الفضائيات التي تحت سيطرته من بيانات واخبار بانتصارات وهمية سواء في مدينة درعا وغيرها وقوله بان تلك الانتصارات حققها الجيش السوري متناسيا دعم الروس والايرانيين ومتناسيا” بأنه لم يعد في سوريا جيش أصلا” ويوميا يطل ببيانات لتمجيد ذلك ولكن الحقيقة التي يعرفها الجميع وايضا يعرفها نظام الاسد ذاته ويدركها تماما كل مسؤولي النظام بأن تلك الانتصارات المزيفة هي امتداد لأكاذيب يمارسها نظام الاستبداد من خلال منظومته الامنية والعسكرية وعلى امتداد اكثر من خمسين عاما” حتى وقتنا الحالي . فهو لا يزال يوميا” يمارس التضييق على ما تبقى من الشعب السوري في مناطق سيطرته ويتم اذلالهم بطريقة ممنهجة في لقمة عيشهم وغذائهم ويهدف من وراء ذلك إلى ألهائهم عن الكوارث والمآسي التي تسبب بها خلال عشرة أعوام من انطلاق الثورة السورية وأيضا يهدف من اختلاق تلك الانتصارات المزيفة الوهمية رفع معنويات أنصاره ومؤيديه الذين بدأوا يتحسسون ذلك حتى في أحلامهم اليومية .ويبدوا ان نظام الاسد وباستغلاله الدعم الروسي والإيراني يحاول ان يحلم بأن يعيد سيطرته على سوريا من جديد ويقوم برفع العلم السوري ذو اللون الأحمر على كل مكان متناسيا” انه يقوم بوضع هذا العلم فوق جماجم وقبور الشهداء وفوق البيوت والمدارس والمشافي والمساجد التي دمرتها ألته العسكرية وطائراته الحربية ومليشيات أيران الطائفية .ومتناسيا ان ما يحضر له من أسفين سيدق بنعش النظام سيكون كتاب يتم تدريسه في الأكاديميات والمدارس بأن الأنظمة الفاشية الاستبدادية مهما طال عليها الزمن مصيرها الزوال .ولن يكون لها دور في حكم الشعوب التي تنشد الحرية وتدفع ثمن تلك الحرية من دماء أبنائها .أن هذه الانتصارات المزيفة الوهمية لن يصدقها أي سوري ألا من كانوا ثمالى بحبهم للأسد .وأجزم بأنه حتى لو انتشر جيش النظام في كل مكان من سوريا بأنه لن يعاد تدوير النفايات من عصابة الأسد .وذلك واضح من خلال متابعة سير الأحداث على الساحة الدولية والسورية .والتي تدل على أن نظام الاسد لم يعد مقبولا” على المستوى الدولي والوطني لأنه أصبح وجلاوزته مجرمي حرب وبدون أخلاق وفق كل القوانين الوطنية والدولية وستتم محاكمتهم نتيجة ارتكابهم لأبشع الجرائم بحق الشعب السوري .وسيكون حتما هناك انتقال سياسي للسلطة وفق ما صدر من بيانات وقرارات دولية ومنها بيان جنيف لعام 2012 والفقرة 16 من القرار 2118 والفقرة 4 من القرار 2254 وكذلك توافقات اجتماعات فيينا وما سيصدر قريبا من قرارات دولية مفسرة لما صدر سابقا” .لذلك من المفيد لكل السوريين الوطنيين ومن كل الأطياف الذين يؤمنون بتحرير سوريا من الاستبداد الجاثم على صدرها ان يستفيدوا من كل التجارب وان يعيدوا النظر بكثير من المسائل التي تخص الشأن السوري بأن يجتمعون مع بعضهم البعض لتشكيل حالة وطنية تضم الوطنيين الشرفاء لتخليص سوريا من خطر رهيب ونفق مظلم ولكي يدير دفة الدولة السورية من هم رجال دولة ولديهم القبول الدولي والتأثير في المجتمع ومن المهم جدا” وضع الخرائط على الطاولة لتحديد جهة المسير لان الساحة السورية اليوم تمر بحالة من الفوضى وترتيبها يحتاج إلى قوة عسكرية منضبطة بتراتبية وهيكلية حقيقية وخاضعة لقوانين وتتبع خطط مرسومة ولديها أشراف ومتابعة على ما يتم عمله. وهذا كله من أجل تنظيف البلاد من حالة فوضى السلاح وانتشار المليشيات على الارض. وهذا يحتاج لهيئة عسكرية أو مجلس عسكري وطني يقوم بالمهمة على أكمل وجه لأن هذه الفوضى العارمة من السلاح والمليشيات لن يتم ضبطها بموجب بيانات سياسية وأقوال على الشاشات الزرقاء ولن يستطيع إخراجها وضبطها الا قوة عسكرية وهذا يتطلب من كل من يؤمن بإعادة بناء سوريا أن يقف مع مشروع بناء تلك القوة العسكرية الوطنية ورجالاتها لأنها السبيل الوحيد في ظل هذه الظروف الحالية للخلاص مما نحن فيه من فوضى ولكي تعود الامور إلى نصابها الصحيح وتعود سوريا دولة قوية منيعة بدون عصابة الأسد.