
المهندس احمد عرابي
اكاديمي سوري
الحرب التي تسعى لإنقاذ النظام ..الى اين تنتهي هذه الحرب ؟

الحرب : هو نزاع منظم ينشب بين دول أو كيانات غير حكومية وعادة ما يستمر لمدة طويلة تتميز الحروب بشكل عام بالعنف المتطرف والفوضى الاجتماعية ومحاولة إلحاق الضرر والدمار والأذى بين الأطراف المتنازعة في قدراتها العسكرية أو المدنية بكل أشكالها والحروب هي مجموعة من العمليات السلبية حيث تتم بطابع الصراع التدميري العنيف فهي نزاع مسلح يقوم على استخدام القوة المسلحة ضمن مجموعات مسلحة منظمة تسمى جيوش نظامية وأحياناً جماعات شبه نظامية (ميليشيات ) مدعومة من دول وتستخدم القوة المسلحة والبطش والقتل والتدمير والخراب بشكل مرعب حيث استخدمت هذه الميليشيات في قمع ثورات الربيع العربي التي كانت جديرة بأن تكشف مدى وحشية وقذارة الأنظمة الحاكمة وأجهزتها الأمنية المستبدة التي صبت جام غضبها على مدن وقرى وبلدات معارضة لها وصدق قول الشاعر التشيلي الشهير ريكارد ( لكم أن تقطعوا كل الزهور وتبيدوا جميع الورود لكنكم لا تستطيعون إيقاف الربيع ) فعلاً لقد قطف الطغاة والمستبدين في البلاد العربية كل الورود والزهور واستعملوا كل أنواع القوة من قتل وتدمير وخراب من دون رحمة ولا شفقة ولكن هل أوقفوا الربيع ؟طبعاً لا فالطغاة لابد لهم أن يسقطوا ويذهبوا لكن الشعوب باقية وهي من تنتصر بالنهاية لأنها على حق وتطالب بالحرية والكرامة والعدل وما حصل في سورية قد فاق التصور وتجاوز الأمر بأولئك الذين يحاربون من أجل الدفاع عن حكم آل الأسد ومنظومة بشار الحاكم الفاسد المستبد وليس من السهل على الشعب السوري أن يتخلص من الاستبداد والتسلط ومن حكم آل الأسد الأب والأبن الذين جعلوا من سورية مزرعة لهم لهذا قاموا بالحرب ضد الشعب فقمعوه وجلبوا المستعمر الروسي الفاشي وإيران الفرس المجوس النظام الطائفي بجدارة وتعاونوا مع كل المرتزقة و ضباع العالم وباعوا سورية وخيراتها إلى هؤلاء المستعمرين للحفاظ على الحكم والبقاء فكان الثمن باهضاً فدمروا البلاد ونهبوا خيراتها وعموا في البلاد الفساد وأصبح لكل من الدول المتورطة في النزاع في سورية أجندتها الخاصة بها وأصبحت متورطة لدرجة أن الوضع بات معقداً للغاية وطال أمد الحرب والنزاع عشر سنوات عجاف وكل هؤلاء عملوا على تغذية الكراهية والطائفية مما جعل الأطراف المتنازعة ترتكب الفظائع فيما بينها وهنا الكارثة الكبرى فتمزق المجتمع وتحول الكل إلى الانتقام من الأخر بشتى الوسائل وغرقت البلاد في الحرب الأهلية بحيث تحول الأمر سريعاً لما هو أكبر من مجرد خلاف بين مؤيد للنظام ومعارض له وبدأت القوى الغربية والعربية أيضاً في انتقاء الأطراف التي تدعمها بالمال والسلاح والمقاتلين وتدهور الوضع وانتشرت الفوضى في كل أنحاء سورية هذا ما أراده بشار الأسد إنها (الحرب WAR ) التي اختارها من أجل البقاء على عرش السلطة التي أصبح فيها ذليلاً عند أسياده روسيا وإيران ولايملك من الأمر شيئاً فأصبح دمية بأيديهم . السؤال هنا : نحن أردنا التغيير والحرية والكرامة والعيش الطيب بسلام فلم ننجح بذلك ……….فمن كان سبب الفشل ؟
~ هل كان الفشل بسبب تعنت وجبروت النظام ضد الشعب ~ هل كان سبب الفشل من القوى الداعمة للنظام ~ هل السبب من الدول التي دعمت المعارضة وتخلت عنها ~ هل القوى الغربية لاتريد لهذه الشعوب الحرية ~ هل نحن غير مؤهلين وجاهزين للديمقراطية والحرية ~ هل الأنظمة العربية لاتريد لهذا النظام أن يسقط ~ هل الفساد الذي انتشر بين أبناء الشعب فترة حكم الأسد ~ هل الفشل في انقسام و تفكك وفساد المعارضة ~ هل تنافس قوى المعارضة المسلحة وقادتها على النفوذ ~ هل السبب اختلاف الجماعات المسلحة الإسلامية …. طبعاً هناك ألف ألف سؤال يدور في ذهن المواطن السوري عن أسباب الفشل الذريع لهذه الثورة التي أبهرت العالم بالبداية وأنا أقول : لم نتمكن نحن السوريين من بناء أسباب الثقة بيننا لا كأبناء ثورة ولا كمعارضين سياسيين ولا كأحزاب وقادة عسكريين وجماعات وتيارات خلال عشر سنوات من الثورة تم تأسيس ألاف الكيانات والهيئات والمؤسسات والمنظمات وأحزاب وقيادات عسكرية ومدنية من المجلس الوطني إلى الائتلاف والتقى هؤلاء مع وزراء خارجية وسفراء ومبعوثي أعظم وأقوى دول العالم والنهاية كانت عدم التوافق فيما بيننا والفشل الذريع .