ادوارد حشوة

اكاديمي سوري

الحرب وآخر المحطات في المسألة اللبنانية وثورة لبنان ..

1- احتلت فتح مناطق في الجنوب واقامت عليها قواعد عسكرية في ( ارض فتح) ومنها انطلقت العمليات عبر الحدود في وقت أغلقت فيه مصر والأردن وسورية حدودها ومنعت الفلسطينيين وغيرهم من أي عمليات ضد إسرائيل !
الدول العربية ضغطت على لبنان و برعاية القاهرةً تم توقيع اتفاق يلزم المقاومة ان تنسق مع الجيش اللبناني بقيادة العماد البستاني وبقي ذلك على الورق ولم تتقيد به كل المنظمات !
لبنان افتقد التوافق السياسي عليه وانقسم بين مؤيد ومعارض وكانت اغلبية الشيعه في الجنوب ضد العمليات لانهم سيدفعون ثمن الردود الاسرائيلية دما وخرابا .
-٢- قام الفلسطينيون بتسليح جماعة الحركة الوطنية لدعم مؤيدوهم وقام الرئيس سليمان فرنجية بالسماح للفريق الاخر بالتسلح المضاد .
في ١٣ نيسان ١٩٧٥ وفي حادث الباص انطلقت الحرب الاهلية !
انقسم الجيش اللبناني وصار هناك جيش رسمي في الجنوب والجيش العربي برئاسة الضابط الخطيب وجيش الشرعية برئاسة الجنرال عون وفي كل منطقة هنا وهناك صار هناك ميليشيات محلية من الطرفين منسوبة لاديان وطوائف وأحزاب ومناطق !
كانت تبدو في الشكل حربا بين مسلمين ومسيحين ولكن تبين انها في الحقيقة ضد الوجود الفلسطيني المسلح وشرط ترحيله هو باب الحل الذي قادته السعودية مدعومة بالاتفاق العربي والدولي وفي الطائف تم توقيع الاتفاقية ورحل المسلحون الفلسطينيون الى تونس وتم توزيع السلطة بين امراء الحرب !٠
-٣- التدخل السوري المباشر جاء ً من قبل الرئيس سليمان فرنجية بعد الاتفاق مع شمعون والجميل ( وقال لي ذلك شخصيا عام ١٩٨٥ بدعوة لي على العشاء في زغرتا ) .
كان التدخل بموافقة ودعم الأردن ومصر وفرنسا وبريطانيا وأميركا واخذ في البداية اسم قوات الردع العربية!
-٤- بعد فترة خرجت القوات العربية وبقي على الأرض اللبنانية طرفان سوري واسرائيلي سرعان ما اتفقا على : يسيطر السوريون على الحكم في لبنان الأرض اما الجو فللإسرائيليين وحدهم ولا يعترضهم السوريون ابدا ولا يسمحون باي عمليات من جنوب لبنان ضدهم ! واستقر التفاهم السوري – الإسرائيلي اكثر من ربع قرن حتى مقتل الحريري وخروج سورية مهرولة ومتهمة من لبنان !
-٥- نجحت الأمم المتحدة ومجلس الامن في اصدار قرار يجبر إسرائيل
على الانسحاب من لبنان على غرار الانسحاب السوري وجرى تنفيذ ذلك حتى آخر شبر من المناطق المحتلة.
بقي هناك خلاف حول مزارع شبعا وهي منطقة حدودية لبنانية سورية إسرائيلية مساحتها ٦ كم لم تنسحب منها إسرائيل مدعية انها ارض سورية وابرزت خرائط الهدنةُ مع سورية حيث وردت المزارع فيها ضمن الاتفاقية كأرض سورية .
الحكومة اللبنانية رفضت ذلك وابرزت وثائق ملكية الأرض المسجلة رسميا لديها وأسماء السكان اللبنانيين وادعت ان الخطأ في الترسيم في غيابها لا يعطي الاتفاق أي مشروعية وطالبت بانسحاب إسرائيل .
إسرائيل رفضت ودعت الى اتفاق سورية مع لبنان وبعدها اذا كانت لبنانية تنسحب منها واذا كانت سورية تنسحب منها في اتفاق سلام مع سوريا.
الحكم في سورية والمهزوم رفض إعطاء الأمم المتحدة اعترافا بلبنانية المزارع مفضلا بقاءها عند العدو ودفع بإيران وعميلها نبيه بري الى تبني مقاومة بحجة
كي لا يسلم سلاح حركة امل للجيش كما هو الامر في اتفاق الطائف واستخدام حركة امل كقاعدة بديلة عن النفوذ السوري .
-٦- د خل الإيرانيون الى لبنان بعد ثورتهم الإسلامية وشكلوا مقاومة مسلحة
امدوها بالمال والسلاح وجندوا عشرات الألوف من الشيعة وقللوا من نفوذ حركة امل التي ادعت ان الجنوب مسؤوليتها وحدها واصطدموا مع حزب الله ثم تم الاتفاق بينهما بوساطة إيرانية بحيث تكون السلطة السياسية في لبنان شراكة بينهما في حين تكون المقاومة المسلحة لحزب الله وحده التابع لإيران بموافقة سورية”””
⁃ ٧- قام حزب الله منفردا بعمليات وحرب محدودة لأيام حققت إصابات وبدا انه جاد في التحرير ولقي دعما داخليا .
⁃ عام ٢٠٠٥ عقد حزب الله وعبر تفاهم نيسان بين فرنسا وإسرائيل وسورية سلاما دائما تضمن ما يلي :
يسحب حزب الله كل قواته الى مسافة ٥٠ كم بعيدا عن حدود إسرائيل ويتعهد بوقف أي عمليات ضدها منه ومن غيره ويحرس السلام فيها
بالمقابل اطلقت إسرائيل حزب الله باتجاه السلطة في لبنان وسهلت له ذلك
وبالمقابل حصلت على حق إسرائيل في الطيران فوق كل لبنان آمنا من أي رد من حزب الله كما هو السلام الواقعي في حدودها مع سورية وفق اتفاق الأسد مع كيسنجر!_
-٨- من عام ٢٠٠٥ حتى الآن استقر السلام بينهما وتحول حزب الله الى دويلة إيرانية تتبع ولاية الفقيه وتحتل جزء كبيرا من السلطة متحالفة مع سورية التي صارت هي أيضا في الحضن الإيراني بعد عام ٢٠١١ وانتقل من واجب التحرير لمزارع شبعا الى المشاركة في حرب النظام ضد الشعب وارسل معظم قواته وسلاحه وارتكب مجاز وهجر مليون من سورية
واستولى على أراضيهم في القصير والزبداني والقلمون وسيطر على الحدود. بين سورية ولبنان وعلى المعابر ومارس التهريب بما في ذلك المخدرات وحقق أرباحا هاًئلة وادى. ذلك الى افلاس الخزينة الرسمية لدولة لبنان !
—١٠- توقفت الحكومة عن دفع أقساط ديونها فهبطت قيمة الليرة من ١٧٠٠ ليرة للدولار الواحد الى عشرين الفا وتوقفت الكهرباء وفقد والمازوت والبنزين والغاز من الأسواق لتوقف دفع اثمانها
وتوقفت ًالسعودية والخليج عن تغطية العجز ودعم لبنان بالقروض كما كانت تفعل وذلك بسبب حزب الله الإيراني ودوره في السلطة كما توقفت. دول العالم والبنك الدولي عن ذلك وتوقفت الاستثمارات الأجنبية وبدأت الودائع بالهرب وجمدت ودائع الناس .
كل ذلك فجر ثورة شعبية سلمية في -١٧ تشرين الأول عام ٢٠١٩ وأعلنت شعار ترحيل كل الطبقة الحاكمة في لبنان بما في ذلك حزب الله وحركة امل !
حزب الله وحركة امل وقفا ضد التظاهرات الكاسحة وارسلوا افرادا مسلحين للتصدي وتفريق التظاهرات ونشر الرعب لمنع امتدا د ثورة الشعب .
١١- في ٤ آب انفجر في المرفأ مستودع نترات الامونيوم وهدم جزءا من بيروت. وتسبب في مقتل ٢٠٠ وجرح الألوف واتهم حزب الله باستيراد
النترات لصناعة الصواريخ ولا رسال اكثرها الى سورية لصناعة البراميل التي قتلت الشعب السوري وتم إحالة الجريمة الى المجلس العدلي وعين قاضي تحقيق هاجمه حزب الله وهدده فاستقال وعين آخر اعلن عليه حسن نصرالله وبري الحرب في سابقة خطيرة وطالب بطرده فقامت التظاهرات السلمية لدعم حق القاضي في التحقيق وتوقيف قيادات من حزب الله وغيره فرد حزب الله وامل بمظاهرة مضادة مسلحة وبدلا من الذهاب الى ساحة قصر العدل عرجت على عين الرمانة المركز المعروف للمعارضة في تحدي وكسروا المحال والسيارات وانطلق الرصاص بين الطرفين وسقط منهما جرحى وقتلى عدد ٧ من حزب الله واستمر الرصاص ٤ ساعات الى ان تدخل الجيش وحزب الله اتهم حزب القوات. بانه يخطط للحرب الاهلية وهدد القوات بها و بانه سيثأر وان لديه مئة الف مقاتل وسلاحا وهاجم القاضي وكل التحقيق واعتبره مسيسا دون دليل .!
-١٢ -كل الدلائل تشير الى وجود انقسام سياسي بين فريق يريد تفادي الحرب عن طريق التفاهم مع حزب الله وايران والقبول بهيمنته وبين فريق لا يرى حلا غير مواجهة الحزب ويطالب بتسليم سلاحه للجيش ولا يرغبون في اقصاء الشيعة سياسيا.
-١٢ -كل الدلائل تشير الى وجود انقسام سياسي بين فريق يريد تفادي الحرب عن طريق التفاهم مع حزب الله وايران والقبول بهيمنته وبين فريق لا يرى حلا غير مواجهة الحزب ويطالب بتسليم سلاحه للجيش ولا يرغبون في اقصاء الشيعة سياسيا.
هذه محطات في المسالة اللبنانية وكلها تتجه الى حرب ضد حزب الله والدويلة الايرانية.!
من منظور المعارضة السورية قد تساعد هذه الحرب على اضعاف حزب الله
وايران والنظام وإعادة المعارضة اللبنانية بعيدا عن سياسة النأي بالنفس عن دعم الثورة السورية الى التوحد معها على أساس ان حرية لبنان واستقلاله من حرية سورية واستقلالها ويدوران معا في الوجود والعدم !
%d مدونون معجبون بهذه: