لجنة التطوير والدراسات

احد سيناريوهات الانسحاب الأمريكي من  الحي الإيراني ..

صورة لعربات عسكرية أمريكية في قاعدة التنف مأخوذة نهاية العام 2020 بعدسة كاميرا الرقيب اول في الجيش الأمريكي وليام هاورد

وفقا للخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط  موردخاي كيدار “تحولت سوريا الى حي إيراني”، وذلك في اعقاب الهجمات على قاعدة التنف في سوريا بتاريخ 20 أكتوبر بواسطة خمس طائرات بدون طيار محملة بعبوات ناسفة ، ووفقا لتصريح مسؤولين أمريكيين لوكالة اسوشيتد بريس فان ايران قدمت المواد وشجعت على الهجوم بالرغم من ان الطائرات لم تطلق بشكل مباشر من الأراضي الإيرانية ، ووفقا لتصريح المسؤولين الأمريكيين فان الهجمات لم تسفر عن أي اضرار مادية او خسائر بشرية بالرغم من تواجد 350 من الخبراء العسكريين والامنيين ( بريطانيين وامريكان وفرنسيين ) .

ويأتي التكتيك الإيراني الجديد في سوريا ضمن حملة استراتيجية للتوسع في العمليات في سوريا ليس من حيث زيادة عدد القوات وانما من حيث تطوير قدرات هذه الطائرات من حيث المدى ووزن الحمولات من المواد المتفجرة وذلك تدريجيا بشكل مشابه لتجربة الحوثيين في اليمن لتحويل الطائرات بدون طيار لسلاح رئيسي على الرغم من انه  في سوريا لايزال نظام ثانوي للتسلح يديرها وكلائهم في البلاد بحسب مصدر دفاعي إسرائيلي لوكالة بروكر ديفينس ، مايشكل تهديدا حقيقيا للقوات الامريكية المتواجدة في سوريا .

وعند النظر إلى التهديدات المحتملة، فإن احتمال شن هجمات انتحارية بطائرات بدون طيار تنظمها إيران يرتفع بسرعة.

يتصاعد قلق إسرائيل بعد توقيع اتفاق مؤخرا بين إيران وسوريا حول التعاون العسكري والتكنولوجي. حيث سافر محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، إلى دمشق لحضور مراسم التوقيع، حيث التقى بالرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وسائل الإعلام عن باقري قوله: “من الآن فصاعدا ستعزز إيران علاقاتها مع سوريا أكثر، على جميع المستويات”.

ووفقاً لأوفر هاروفي، وهو خبير إسرائيلي بارز في الطائرات بدون طيار ، إنه يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية  تستثمر بحكمة في تقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار، لكنه أشار إلى أن هذه الأنظمة المتقدمة لا تزال في المراحل المبكرة. وقال انه من الناحية المثالية فان مثل هذه الانظمة ” يمكنها اولا اكتشاف التهديد ثم القضاء عليه من خلال تدميره عبر السيطرة على التحكم بالطائرة  او اسقاطها بالوسائط النارية .

تجربة الحوثي في اليمن :

وفقا لبحث أجراه آري هيستين وإليشا ستوين من ال” INSSمركز أبحاث الامن القومي الإسرائيلي ” فإن الحوثيين “لديهم ترسانة واسعة من الطائرات بدون طيار، بما في ذلك نماذج صماد (نسبة للقيادي صالح الصماد الذي قتل على يد التحالف العسكري بصنعاء) بعيدة المدى ، حيث استخدمت الجماعة طائرات صماد -3 بدون طيار قادرة على حمل رأس متفجر زنة 45كغ ، لشن هجمات بعيدة المدى في عامي 2018 – 2019 (على اهداف في اكثر من دولة عربية)، وهي طائرة مطورة عن طائرة قاصف 1 ذات المدى 150 كم وقدرة على حمل رأس متفجر زنة 30 كغ ، ومع ذلك، فإن صواريخ صماد-3 التي تدعي الجماعة أن مداها التشغيلي يبلغ 1800 كيلومتر – وهو ما يكفي نظريا لشن هجوم على إسرائيل – ستكون قدرتها محدودة على إلحاق الضرر بالبنية التحتية الإسرائيلية ، نظرا لزنة الرأس المتفجر الذي تحمله .

ويشير الباحثون إلى أنه في مارس/آذار 2021 كشفت الصناعات العسكرية الحوثية عن نموذج صماد-4 الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر وقوة نيران أكبر، حيث تمتلك القدرة على حمل قنبلتين كل قنبلة بزنة 25 كغ ، مع القدرة على تنفيذ مهام استطلاعية ويقول الباحثون إن “هذه التطورات الأخيرة تشير إلى قفزة محتملة إلى الأمام في ترسانة الحوثيين من الأسلحة القادرة على ضرب إسرائيل”. مع الحديث عن تطوير نموذج طائرة “وعيد ” مع قدرة على الطيران لمسافة 2500كم.

الطائرة المسيرة صماد-4 في معرض صنعاء للصناعات العسكرية يوم الخميس 11مارس 2021

وهي تجربة حققت تأثير معنوي إيجابي لإيران وحلفائها ما شجعها على تعميم هذه التجربة وتطويرها في لبنان والعراق وسوريا.

سيناريو الهجوم الإيراني المحتمل على القوات الامريكية في سوريا :

مع وجود قوات أمريكية غالبا غير مجهزة لمعاكسة هذه الأنواع من الهجمات ووجود مناطق اطلاق محتملة قريبة من هذه القواعد ، الطبيعة الجغرافية لمناطق انتشار هذه القوات وعدم وجود عوائق ملاحية لهذه الطائرات مع الامكانية الكبيرة لتحليقها لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة جدا وصعوبة كشفها بوسائط السطع الراداري في حالات اطلاقها من مسافات بعيدة ، والتكلفة المنخفضة لتجهيز هذه الطائرات ( تقدر تكلفة تجهيز الطائرة المسيرة الانتحارية بحدود 500 دولار امريكي)، مع سهولة نقل المواد اللازمة للتصنيع والطاقم قليل العدد اللازم لعملية التجميع والاطلاق ، والبنى التحتية البسيطة اللازمة لعملية التجميع ، بالإضافة لوجود وكلاء محليين وخارجيين جاهزين لتنفيذ هذه المهام ، قد تلجأ ايران الى تكرار هذه الهجمات على نطاق أوسع زمانيا ومكانيا حيث يمكن تخيل سيناريو اطلاق عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية ضد القوات الامريكية او الأغراض التابعة لها بان واحد وبشكل منسق ما قد يحدث خسائر بشرية فادحة تدفع بالقيادة الامريكية لاتخاذ قرار انسحاب مفاجئ من سوريا على غرار انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية من بيروت في اعقاب التفجير الانتحاري الذي استهدف ثكنة قوات المارينز في بيروت بالعام 1983 .

%d مدونون معجبون بهذه: