
كمال الشوفي
باحث وسياسي سوري
الحضارة السورية …… ثمانية آلاف سنة قبل الأديان

سوريا الثقافة والوعي والتاريخ والأبجدية قلب العروبة النابض خاصرة فلسطين وبوابة العرب نحو البحر, مما ايقظ الصراع الدولي بعقليته الاستعمارية عليها منذ نشأتها .
وبعد الربيع العربي تغيرت طبيعة الصراع وتحول الى صراع فوق الأرض السورية لتصفية حسابات دولية متشابكة ومعقدة , والعلاقات الدولية كما هو معروف تحكمها المصالح لا الأخلاق.
وبات حوض المتوسط تحت رحمة حرب عالمية ثالثة المنتصر فيها سيفرض شروطه على طاولة المفاوضات الدولية حسب نظرية فيتنز, وروسيا الآن هي المنفردة على الأرض السورية وهنا مربط الفرس .
فالولايات المتحدة الامريكية تدرك أنه لا يمكن لها أن تربح الحرب مع روسيا إن لم تحسم الحرب العالمية الثالثة القائمة الآن في حوض المتوسط لصالحها وإلا ستفلت من يدها قيادة النظام العالمي الجديد.
وأعتقد أن العنجهية الامريكية لن تسمح لروسيا أن تتمدد في منطقة الشرق الأوسط لتفرض شروط المنتصر على طاولة المفاوضات الدولية, فانعدام الوزن الدولي حتى الآن وبخاصة مجلس الامن والأمم المتحدة بعد 2015 والتحايل الروسي على جنيف1 وقرارها 2254 واستبداله بسوتشي واستانا بالتفاوض مع من لا يحق لهم التفاوض , مع فقدان الإحساس بالمسؤولية الوطنية لدى العصابة الفئوية ولدى جميع الحكام العرب بلا استثناء حين استقدموا لغة الدم بديلا عن لغة الحوار وتحمل شعب سورية العظيم ما لم يتحمله شعب في التاريخ على امتداد هذا العالم.
وعند العقدة كما يقول المثل يحز النجار , إن إزاحة رأس العصابة قسرا عن الإرادة الروسية ستعتبره هزيمة لها , وبنفس الوقت هو حائل دون إعادة الاعمار الذي تسعى إليه لأن الممولين لن يضخوا أموالهم بالمجهول فرأس المال جبان.
وإذا ما تم إعادة العمل بمقتضى جنيف واحد والقرار ٢٢٥٤ لإقامة هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات , من هي الجهة المخولة الموثوقة من الداخل السوري لتكن الهيئة الانتقالية الكاملة الصلاحيات ؟
ان التجمعات المعارضة المتناثرة لا تمتلك كاريزما القيادة في حين نحن بحاجة لمن يكفكف الفلتان الأمني ويعيد الجيش لثكناته ويلغي الاحكام العرفية والمحاكم الميدانية ويحمي مؤسسات الدولة من السقوط واذا كان لا يفل الحديد إلا الحديد لم يبقى امامنا إلا المجلس العسكري شرط ان يحسن الاختيار.
والذي عليه قبل بناء الحجر ان يبني الانسان ليعيد تأهيله وان يرمم الشخصية الوطنية من الداخل التي مزقتها عصابة الاستبداد الأمني الفئوية وعلى المجتمع الدولي أن يعترف بهيئة الحكم الانتقالي في الوقت الذي يُعتبر اعترافه مسحوبٌ ضمناً من النظام الحاكم حين خالف غيلة بانتخاباته الملفقة.
والسؤال الملح الآن…
كيف لهذا الاعتراف أن يتم ومازالت المصالح الدولية قيد التصفيات وروسيا الاحتلال ممعنة في سفك دم الطلاب والابادة والتهجير ومحاولة تعويم النظام من جديد وبالوقت الذي تمعن فيه المليشيات الإيرانية على نشر الفلتان الأمني والرعب الدموي في كل من العراق وسوريه ولبنان.