د. ملك صهيوني

كاتبة وأديبة سورية

المجلس العسكري السوري … سوريا الوطن تنتظركم و تنتظرنا لتنهض

 

الى وطني… الى وطن أرهقته الحياة وما زال راضيا ينتظر…نحن قادمون اليك… لنملأك فرحا وأملا…..بقدر ألمك وتحمّلك غيابنا عنك.

يقول ثيودور ادورنو: “بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن, تصبح الكتابة مكانا له ليعيش فيه”

الكتابة فعل تضامني يتفاعل وما يجيش في القلب من حب ويأس وفرح, من حزن واحباط وامل…انها لا تختلف عن الوطن, عن سوريا في كل جنباتها اليوم…

قلوب منهكة يائسة في كل مكان, جيل من الأطفال يحلم, وآخر من الشباب ينتظر دعما ليتابع مسيرته في حياة تعثرت وما تزال…

سوريا الوطن تنتظركم و تنتظرنا لتنهض, لتسترد عافيتها ولتشعر أنها ليست وحيدة

بل أنتم هناك تنتظرون صامدين في وجه أعداءها المتكالبين عليها…

سوريا الوطن هي الموقع الجيوسياسي الأهم في المنطقة, وفي استراتيجيات التطلعات العالمية…فكل الأطماع تمر في الأراضي السورية الوطن, ولهذا نجد في هذه الأرض الغنية الدافئة قواعد أمريكية وأخرى روسية وضباعا نتنة فارسية, ونظاما ديكتاتوريا عميلا ترك الأرض لكل الأعداء وكأنها ماخور يغتصبون فيه كل ما فيها, يغتصبون الحرية والأمل وكرامة الانسان.

سوريا بمعاناتها الخمسينية, في قهرها اليوم تنتظر على أحر من الجمر عودتك يا حامي الوطن ومنقذ أهله من مخالب الأعداء , ففي وسط المذبحة لا تستطيع أن تكون حياديا ولا متفرجا وأنت مدرك للقاتل من المقتول, فحيادك جريمة وسكوتك جريمة, ولكن في موقفك وصوتك النصر.

صارت معظم الأراضي السورية مستباحة لكل طامع , ومسرح لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة, وهنا نفتقدكم يا جنود الوطن , يا حماة الوطن و يا مخلصيه مما هو فيه.

يحضرني من الذاكرة, حين كنا صغارا, المواضيع الإنشائية الأولى التي كان على الطالب ان يكتب فيها موضوعا عما يعنيه الوطن لك, وآخر عن حماة الوطن.

نتعرف على الوطن منذ الصغر , نحبه ونجله ونحب كل من يحميه ويدافع عنه ويصير لجنود الوطن وبواسله مكان في قلوب الصغار والكبار.

عقد من الزمن مرّ على الوطن والمواطن , عقد زاخر بكل أنواع العذابات والدراما من تهجير وتغييب للآلاف في المعتقلات وفي معاقل تجار الأعضاء البشرية ,عقد زمني والمواطنون الأحرار ينتظرون معارضة وطنية تقف بوجه النظام الديكتاتوري المجرم…حتى تحول الحلم الى خيبات متلاحقة…وكاد ان ينفذ الصبر…لولا إطلالة المجلس العسكري السوري, فجاء ليجمع ما تشتت من الجسد وتناثر, ليعيد البعض الى الكل, والثقة والاطمئنان الى قلب المواطن.

اليوم جنود الوطن المذبوح هم ضباط المجلس العسكري و جنوده, فمنذ زمن ليس بالبعيد وهم يتهيأون, ومنذ زمن ونحن ننتظر خلاصنا على أيديهم , وهنا لا أجامل, هي الحقيقة وهم عين الصواب.

ففي مرحلة الحكم الانتقالي لا بد من وجودهم, وما من وطن تقوم له قائمة من دون جيش يدافع عنه ويحميه , ضباط المجلس العسكري لم يأتوا من الدول المجاورة ولم يتورطوا في صراعات مسلحة او يقوموا بتشكيل جماعات من اللصوص المرتزقة, وما كانوا يوما من القتلة, هم أبناء سوريا من ضباطها الشرفاء من متقاعدين ومنشقين, عملهم الأول سيكون جمع السلاح ,القضاء على الإرهاب, وحماية الوطن والمواطن.

المجلس العسكري السوري هو الخيار الأنجع والأكثر فائدة وأهمية للوضع السوري المأساوي و المتشرذم القائم, ونحن نعلم أنه لا يمكن لأية خطوة سياسية في حكومة انتقالية أن تنجح من دون وجود مجلس عسكري وطني إلى جانبها وبإشراف من الأمم المتحدة, وهنا يكمن الحل الكامل للقضية السورية ولكل ما في ملفها من عقد وإرباكات داخلية وخارجية, فالمجلس العسكري سينهي حقبة زمنية من الإجرام وسيؤسس لمتغيرات واضحة تخدم الواقع السوري المنهك اقتصاديا, اجتماعيا وسياسيا, وسيعيد بناء مؤسسات المجتمع المدني من خلال استتباب الأمن والحرية والديمقراطية.

من قصائد محمود درويش عن الوطن, قصيدة أحبك أكثر, يقول:

تكبَّر… تكبَّر!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك

وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكر

وإني أحبك … أكثر

يداك خمائل

ولكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل… أقاتل

لأني أحبك أكثر!

%d مدونون معجبون بهذه: