كمال الشوفي

باحث وسياسي سوري

ثقافة اليأس التي تراهن عليها الثورة المضادة.. لا مكان لها عند الشعوب

صرح الأمين العام للأمم المتحدة (عالمنا حاليا يتجه نحو الفوضى ونحن نسير في الطريق الخاطئ وعلينا اتخاذ قرارات مصيرية) .

ترى هل الأمم المتحدة قادرة على  المبادرة لاتخاذ  قرارات مصيرية بمفردها بمعزل عن دول الفيتو..؟ وهل من الممكن الرهان على النخبة المثقفة لتطويق الفوضى وإصلاح ما يمكن إصلاحه ..؟

يتضح لنا كشعب… ان الموقف الدولي غير معني بحقوقنا المشروعة ولا ببناء دولة ديمقراطية مدنية ولا بفك عقال سورية من سجنها الكبير , وما زال قميص عثمان بمحاربة الإرهاب حق يراد به باطل .فهل يعد انتصار دولة نووية على شعب أعزل إلا من إيمانه الأسطوري بوطنه,  انتصار ؟

في الحقيقة حتى لو أطلقوا عليه اسم انتصار, فهو انتصار افتراضي غير مشرف وغير قادر على إعادة تدوير النظام,  كما انه عاجز عن إعادة الإعمار.

بناء على ذلك يتوجب على الشعب السوري أن يدرك أن هناك  تفاهمات دولية لتحطيم البنى التحتية وصولا الى التغيير الديمغرافي, وفرض شكل جديد لنظام سياسي  , وخارطة ترسمها  روسيا وإسرائيل وأمريكا على أسس إثنية وطائفية ودينية , كي يستمر الصراع الطائفي شريان نمائهم , وإن استمرار هذا الصراع يشكل كارثة على المنطقة ككل حيث تتحول سوريا الى بؤرة نزاع قد ينفجر في أي لحظة ليعبر الحدود.

فعلى شعبنا اليوم ومعه المجلس العسكري المسلح بالوعي الثوري الوطني النضالي التطوعي , الوقوف بوجه كل التحديات التي تسعى لاقتلاعنا من الجذور, ووضع الخطط  القادرة على إعادة الأمور الى نصابها,  وقد علّمنا التاريخ ان إرادة الشعوب لا تقهر.

(فحرب السرايا ((كما يقول المثل))…. لا ينطبق على حرب القرايا )

وثقافة اليأس التي تراهن عليها  الثورة المضادة لا مكان لها عند الشعوب , ولسنا ببعيد عن لحظة النضج الوطنية.

وليعلم الجميع انه لن يكن هناك توازن جيوسياسي  في الشرق الأوسط ما لم تعيد أمريكا الثقل الجيوسياسي الى كل من العراق وسورية , ولن تربح حرب ضفاف البحر الأسود إن لم تحسم معركة البحر الأبيض.

%d مدونون معجبون بهذه: