د. هيثم القاسم

أكاديمي سوري

يحاولون إجهاض الثورة بزرع اليأس في نفوسنا…خاب مسعاكم

قتل وتهجير واعتقال وتدمير ، حصار وتجويع وتغيير ديموغرافي من قبل عصابة الأسد وحلفائها , مؤتمرات وضغوطات وخداع من قبل المجتمع الدولي وتشويه صورة الثورة والثوار , والهدف هو نقل الشعب السوري من مرحلة القهر إلى اليأس ثم الاستسلام لأي حل يتم طرحه من أجل الخلاص .

منذ الأيام الأولى للثورة الشعبية والمظاهرات العفوية  انطلقت محاولات وإجراءات الثورة المضادة لإخمادها , ورغم سلمية المظاهرات ( باعتراف رأس النظام ) بدأت وسائل إعلامه وأجهزته القمعية بوصمها بالإرهاب لبث الرعب في نفوس المواطنين , وإبعادهم عنها ولكسب تعاطف الرأي العام العالمي وتأييد القوى الدولية الكبرى بحجة محاربة الإرهاب .

أما القوى الكبرى فكان همها الأول وشغلها الشاغل  أمن إسرائيل, وقد استغل النظام هذه النقطة ولعب عليها من خلال الترويج بأنه محمي من قبل إسرائيل وبأن قرار بقائه وزواله بيدها،  ومن خلال تذكير إسرائيل بأن أمنها من أمنه وبأنه أفضل من يحمي حدودها بدليل ٤٠ سنة لم تطلق فيها طلقة واحدة عبر حدوده معها .

بالإضافة إلى عوامل كثيرة أخرى من ضمن مخطط الثورة المضادة كالاختراقات المخابراتية لمكونات الثورة وإغراقها بالمال وإفساد قادتها السياسيين والعسكريين .

أما العامل الأقوى تأثيراً فلقد كان وصم الثورة بالإرهاب حيث عمل الجميع على استيراد الجهاديين والمتطرفين من كل أطراف العالم وإخراجهم من سجون الأسد والمالكي ، وتحويل سورية إلى بؤرة تجمع للإرهابيين للقيام بإفشال تجربة الجيش الحر والقضاء عليه ، وللتخلص من الجهاديين والمتطرفين أنفسهم .

كما جرى العمل على تحويل القضية السورية من ثورة شعب من أجل الحرية والكرامة إلى قضية إنسانية من أجل المساعدات والمعونات .

وعلى مستوى الفصائل العسكرية فلقد تم العمل على تشتيتها وشرذمتها فتعددت تشكيلاتها وتعددت تبعياتها ومرجعياتها حسب الإمداد والتمويل بهدف ضبط عملها وقرارها ومنع قيامها بأعمال عسكرية هجومية وبالتالي منع سقوط النظام .

أما على المستوى السياسي , فقد كان العمل منصباً على إيجاد معارضة سياسية غير فاعلة وغير مستقلة بقرارها ، لا تمثل الشعب السوري بشكل حقيقي ولا تستطيع التواصل مع العالم لشرح القضية السورية فنحن لدينا العديد من الهيئات والهيكليات والأطر التي لا يوجد بينها حتى الحد الأدنى من التوافق ووحدة الرأي بل هي غارقة بالتنافس على الحصص والمناصب والأموال .

لقد قامت ثورتنا برقة ونقاء الياسمين من أجل الكرامة والحرية وكسر القيود , وبعون الله ..ستبقى ثورتنا وأحلامنا ، فواحة كعطر الياسمين ومتجددة كأزهاره.

%d مدونون معجبون بهذه: