
د. فرهاد شيخ بكر
أكاديمي سوري – معاون وزير التربية السابق
نحلة واحدة لا تجني العسل… الدواء والشفاء لهذا الوطن الجريح سوريا
سورية ضحية العشر سنوات من الحرب الطاحنة والمدمرة بكل أشكالها , فالحالة السورية متميزة بكثير من الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية ولكل منها مصالحها الخاصة من مصالح أمريكا إلى روسيا وإيران ومصالح أوربا ولا ننسى مصالح إسرائيل التي لها مخاوف ممن تعتبرهم تهديداً لها على حدودها مع سورية وهو وجود حزب الله والميليشيات التابعة لإيران .
وعلى الرغم من توافق المجتمع الدولي على الحل السياسي في سورية وبالإجماع ولكن غنيمة ما بعد الحرب هو الذي لم يتم التوافق عليها بين الطامعين على اقتسام الكعكة , وحول ما يدور من مبادرة السلام المطروحة من قبل الدول المتنازعة على النفوذ و القوة في سورية فإن اللاعبين الكبار في واشنطن وموسكو لديهم حسابات ومصالح مختلفة , منها ما يتعلق بمناطق النفوذ ومنها ما يتعلق بالسباق على قيادة الساحة الدولية, أما إيران فتريد توسيع نفوذها ودعم ميليشياتها في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا لتكون هي صاحبة القرار الأقوى في عملية التفاوض من أجل برنامجها النووي ويكون لها حصة من الكعكة السورية , وفي النتيجة الشعب السوري هو من يدفع ثمن الفاتورة الباهظة وذلك باستمرار النزيف الدموي والاقتتال والقصف من قبل الروس والنظام وإيران ومتابعة التدمير الممنهج لسوريا على كافة الأصعدة وذلك منذ عشرة أعوام رهيبة شهد العالم خلال هذه الفترة حمام الدم السوري بأكثر من مليون قتيل وآلاف المعاقين والمصابين جراء هذه الحرب المدمرة , كل هذا بلا أي مبالغة كارثة إنسانية بين مجازر سجون النظام ومآسي عائلات المفقودين ودمار عمراني وخراب هائل وتمزيق لنسيج المجتمع السوري العريق في التعايش على مدى مئات السنين , وهذه السياسة اتبعها نظام حافظ الأسد الذي استولى على السلطة فعمل على تشويه وهدم وتخريب هذا التعايش بين أبناء الشعب السوري من خلال اللعب على وتر الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي بالتفرقة والعنصرية وبسط النفوذ لعائلة آل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش ومن بعده تابع ابنه السفاح بشار الأسد ونظامه الفاسد ذات السياسة من خلال تبني (سياسة الأسد أو نحرق البلد ) والتي أدت إلى فقد الأسد ونظامه السيادة الفعلية على البلاد وتحولت سورية بفضل خيار القمع الوحشي لثورة شعبها إلى دولة فاشلة بكل المقاييس.
السؤال الذي يطرح نفسه وماذا بعد ذلك ؟
أليس هناك ضباطاً أو عسكريين أو سياسيين يفكرون ما هو الحل وما هو المخرج , نعم يوجد الكثير من الشرفاء من الضباط وصف الضباط من الجيش والشرطة الذين انشقوا عن هذا النظام القاتل ومن المثقفين والسياسيين المشهود لهم بالنزاهة والنضال الطويل ضد هذا النظام الفاسد الذين انضموا لثورة الشعب ويطالبون وبكل حزم بتنفيذ القرار الصادر عن الأمم المتحدة ( 2254 ) والذي بدوره يكون مستند قانوني لتشكيل المجلس العسكري السوري بالتعاون مع الهيئة المدنية لقيادة مرحلة انتقالية فيكون دور المجلس العسكري ضبط الأمن والاستقرار ونزع السلاح المنتشر في جميع المناطق السورية.
إن الحل لن يكون إلا بالتعاون مع كافة أطياف الشعب السوري يداً بيد من سياسيين وعسكريين وقيادات الثورة ومثقفين بالدعم والمساعدة وإيصال كلمة الشعب إلى أصحاب القرار في العالم وإلى الدول التي من شأنها مساعدة الشعب السوري ووقف نزيف الدم والمحافظة على النسيج الوطني لهذا الشعب, إن (تشكيل المجلس العسكري السوري ) سيكون الدواء والشفاء لهذا الوطن الجريح الذي مازال ينزف منذ عشر سنوات وعلينا إيقاف هذا النزف.
ويقع ذلك على عاتق كل من يستطيع التأثير بالقول أو الفعل فأقول : لأصحاب القرار والمؤثرين وأصحاب الحكمة والعقول النيرة من أبناء الشعب السوري وكافة أطياف المعارضة بالذات ( نحلةٌ واحدة لا تجني العسل ) فلا بد من أجل جني العسل ان نتكاتف فيما بيننا ونعمل جميعاً لتحقيق الحرية والعدالة وبناء سورية الدولة الديمقراطية التي يعيش كل أبناءها تحت سقف هذا الوطن دون تميز بين أفراده و دون إقصاء أحد , فالمعجزات وليدة الرجال المتحدين , والمهم في المشكلة التي وصلنا إليها ليس حلها ولكن القوة التي نكتسبها في إيجاد الحل, والحل موجود وهو دعم (المجلس العسكري السوري ) بقيادة الضباط الشرفاء والأحرار مع وجود هيئة مدنية تكون داعمة ومرافقة لهذا المشروع من أبناء هذا الوطن الشرفاء لنطوي صفحة الطغاة المستبدين وإلى الأبد وتكون سورية دولة حرة أبية مستقلة لكل أبناءها .