
د. هيثم القاسم
أكاديمي سوري
المشروع الفارسي في سوريا …تجنيد…تشييع…تغير ديموغرافي
رغم كل ما يقال فإن مشروع إيران الفارسي ( في المنطقة عموماً وفي سورية خصوصاً ) مستمر ( تجنيد , تشييع , تغيير ديموغرافي ) فمع قدوم الخميني ونظام الملالي إلى الحكم في إيران بدأ العمل على هذا المشروع تحت شعاري تصدير الثورة الإسلامية وتحرير القدس من خلال دعم بعض الحركات الإسلامية في الوطن العربي وإنشاء بعضها الآخر , كما تم عقد تحالف استراتيجي مع النظام الطائفي في سورية والعمل على تشكيل ما يسمى محور المقاومة والممانعة.
ومع انطلاقة الثورة السورية شعر الفرس بخطرها على مشروعهم فسخروا كل إمكانياتهم لدعم عميلهم ونظامه الطائفي في دمشق فجمعوا كل حثالات الأرض لإجهاضها ودعموه بالمال والسلاح والميليشيات الطائفية.
وبالإضافة إلى الجهد العسكري والمالي الضخم لجأ الفرس إلى استعمال سلاحين أكثر خطورة منه وهما المخدرات والتغيير الديموغرافي.
وكلنا يعلم ما للمخدرات من أثر هدّام على المجتمعات فهي تؤدي إلى:
– فقدان المجتمع للكوادر والطاقات التي تساهم في الإنتاج والبناء والتطور عبر تدمير القدرات العقلية للشخص المتعاطي مما يخرجه من دائرة العمل .
– انتشار واسع للأمراض المعدية والنفسية .
– انتشار التفكك الأسري والمجتمعي .
– انتشار الجريمة بكافة أشكالها ( قتل , سرقة , دعارة …).
– بالإضافة إلى كون المخدرات مصدراً مالياً كبيراً لتمويل المشروع والميليشيات وشراء الذمم , وتم تحويل سورية من بلد عبور إلى سوق مستهلك للمخدرات وبلد مُصنع ومُصدر لها.
أما السلاح الثاني والأشد خطورة فهو نشر التشيع والتغيير الديموغرافي :
– عبر اقتلاع أصحاب الأرض وتفريغ المدن والبلدات من سكانها الأصليين ودفعهم للهجرة والنزوح .
– استغلال الفقر والحاجة المادية لشراء الأراضي والعقارات والمنشآت , وفي عمليات التجنيد في الميليشيات الطائفية .
– نشر التشيع عبر الحوزات والمدارس الشرعية الشيعية والجامعات ( التي تم بناؤها ) مقابل الحصول على المساعدات الغذائية أو المالية وفق مبدأ الخبز مقابل العقيدة.
– تجنيس الإيرانيين وأفراد الميليشيات الطائفية وعائلاتهم في عملية استيطان للمدن والبلدات .
وكل هذا بهدف تغيير هوية سوريا الثقافية والعقائدية وامتداداً لمشروع التغيير الديموغرافي.
وكل ما سبق يجري على مرأى العالم أجمع في ظل غياب أي موقف عربي للدفاع عن عروبة سوريا وشعبها ، فالعرب متفرقة بين متحالف مع إيران وبين متخوف من مشروعها وبين عجزهم أو خضوعهم للأوامر الخارجية , وعندما تطالب بعض الدول العربية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية فإنها تريد إعادة بشار الأسد ولا تهتم بالشعب.
أما الدول الغربية المؤثرة في الشأن السوري فما يهمها هو السيطرة العسكرية والاقتصادية, في ظل غياب المعارضة السورية عن أي دور أو عمل فعال في مقاومة هذا المشروع حتى ولو بالتواصل مع العالم وشرح الدور الهدام للمشروع الفارسي.
بناء على ما سبق نستنتج أنه لا يوجد أي إمكانية لتغيير هذا الواقع السوري المرير واجتثاث المشروع الفارسي بدون إسقاط الأسد ونظامه وذلك عبر تطبيق قرارات مؤتمر جنيف ١ و القرار ٢٢٥٤ , ان ما يجري في سورية بغض النظر عن تدمير المدن والبلدات والبنى التحتية والاقتصادية والركائز الأساسية للدولة هو تدمير للمجتمع ولبنته الأساسية الإنسان , وإن إعادة بناء الإنسان سيحتاج منا جهداً كبيراً لأن ما تم تنفيذه عبر المشروع الفارسي عبر السنوات الماضية يحتاج إلى عقود من العمل والعلاج لإعادة بنائه….فبناء الدولة السليمة يبدأ من الإنسان أولاً.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.