النقيب علاء مطر

 برنامج التوعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب

الألغام والقذائف المجدبة ….. ميراث قاتل لنزاعات أكثر دموية

أولا– مقدمة

ما زالت الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب تتسبب في جميع أنحاء العالم بسقوط ضحيةٍ كل ساعتين من الزمن، ويواجه السكان تهديدات مختلفة منها الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع والألغام اليدوية الصنع وكذلك المتفجرات من مخلفات الصراعات الحديثة.

الكثير منّا بات اليوم يعلم مدى خطورة الألغام والقذائف ومخلفات الحروب الغير منفجرة على البشر في مناطق النزاعات المسلحة وخصوصا النزاعات الحديثة التي تمت في المدن والمناطق المأهولة .

كما أنها مشكلة واسعة الانتشار حيث لا زالت الكثير من الدول تعاني من مخلفات الحرب العالمية الثانية منذ عقود وتواجه مخاطر هذه المخلفات وقد يستغرق العثور على هذه المخلفات والعمل على إزالتها وإتلافها إلى سنوات طويلة, وتقوم الأمم المتحدة بمساعي وإجراءات قوية لجعل الأرض خالية من الألغام ومخلفات الحروب , ولا تقتصر الإجراءات المتعلقة بالألغام على إزالة الألغام الأرضية فقط، بل تشمل زيادة الجهود الرامية لحماية الناس من الخطر ومساعدة الضحايا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومساعدتهم ليصبحوا أعضاء ناشطين في مجتمعاتهم، بالإضافة لتوفير فرص الاستقرار والتنمية المستدامة لهم, كما تهدف الإجراءات المتعلقة بالألغام إلى تحديد والحد من آثار ومخاطر الألغام الأرضية ومخاطر المتفجرات إلى مستوى آمن للأفراد , كما ساهمت دائرة الأمم المتحدة في إنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش في المجتمعات المحلية التي مزقتها الصراعات، بما في ذلك منطقة أبيي (السودان وجنوب السودان)، وأفغانستان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وكولومبيا، وكوت ديفوار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، والعراق، ولبنان، وليبيا، ومالي، ودولة فلسطين، والصومال، والسودان (بما في ذلك دارفور)، وجنوب السودان، وسوريا، وإقليم الصحراء الغربية  , كما خصصت يوم 4 نيسان/أبريل من كل عام، للاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام.

وتعمل الأمم المتحدة على إزالة الألغام في إطار ثابت للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، واتفاقية حظر استخدام القنابل العنقودية والاتفاقية المتعلقة ببعض الأسلحة التقليدية، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة .

ورغم استمرار جهود نزع الألغام في أكثر من دولة ومنطقة نزاع حول العالم، إلا أن هناك تقديرات أشارت إلى أنه مقابل إزالة نحو 100 ألف لغم سنوياً يزرع حوالي مليوني لغم , ويفترض أنه في حال بقيت جهود إزالة الألغام على حالها ولم تُزرع ألغام جديدة، سيستغرق التخلص من جميع الألغام الأرضية النشطة في العالم 1100 عام، وذلك وفقاً لتقرير تم نشره عام 2013.

ثانيا- تعريف الألغام

اللغم عبارة عن وعاء من المعدن أو البلاستيك أو الخشب يحتوي على كمية من المواد المتفجرة مثل مادة “TNT” الشديدة الانفجار، وتركب عليه وسيلة تفجير، وينفجر بتأثير خارجي كالضغط عليه أو نزع فتيل الأمان أو بأي وسيلة أخرى متطورة إلكترونية أو زمنية أو مغناطيسية.

ثالثا- أنواع الألغام

وتنقسم الألغام إلى نوعين رئيسيين:

  • الألغام الأرضية.
  • الألغام البحرية.

الألغام الأرضية :

 تزرع في الأرض وتنشر بأعداد كبيرة إما بزرعها أو نثرها على مساحات واسعة لتكوين ما يسمى بحقل الألغام، وقد تستخدم فيها مواد متفجرة تحدث تدميرا مباشرا أو شظايا تنطلق لمسافات عند انفجار اللغم، وقد يحشى اللغم بدلا من المتفجرات مواد حارقة أو مواد كيميائية وغازات سامة. واستخدام هذه الألغام “الكيميائية” محرم دوليا.

ويتم الكشف عن الألغام الأرضية بواسطة مهندسين عسكريين مدربين أو باستخدام كاشفات الألغام وابرز أنواع الألغام:

1- الألغام الأرضية المضادة للأفراد: هي أجهزة متفجرة مصممة لإصابة أو قتل الناس ويمكن أن تظل نائمة لسنوات وعقود تحت الأرض أو على سطحها إلى أن يقوم شخص أو حيوان بإطلاق آلية التفجير, ويمكن تفعيلها بالضغط المباشر عليها من الأعلى أو بالضغط على سلك أو خيط مرتبط بمفتاح سحب، أو بإشارة لاسلكية أو أي طريقة إطلاق أخرى عن بُعد، أو حتى بمجرد اقتراب الشخص على مسافة محددة منها, وتصنع تلك الألغام من البلاستيك أو المعدن أو مواد أخرى، منها يحتوي على متفجرات منها على قطع من الشظايا. وقد يكون انفجار اللغم الأرضي قاتلاً أو يسبب العمى والحروق وبتر الأطراف والجروح من الشظايا. إن التسبب في انفجار لغم مضاد للأفراد سيؤدي دائمًا إلى إصابات في القدم والساق، كما تؤدي الإصابات الثانوية إلى بتر الأعضاء.

2- الألغام الأرضية المضادة للمركبات: مصممة لتنفجر عند استخدام 200 كيلوغرام من الضغط على الأقل فوقها، وذلك عند عبور السيارة أو الجيب أو الشاحنة أو الدبابة فوقها.

3- الذخائر العنقودية وهي عبارة عن قنابل تعمل من خلال إطلاقها لتنفجر في الهواء وعند انفجارها تطلق بدورها أعداداً كبيرة من القنابل الصغيرة التي تتساقط متفرقة على مساحات شاسعة تزيد عن مساحة عدة ملاعب كرة قدم مجتمعة. بعض تلك القنابل الصغيرة لا تنفجر فتعمل حينها عمل الألغام الأرضية لأنها تنفجر عند ملامستها.

الألغام البحرية :

تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية:

  1. الألغام الصوتية: وتنفجر بصوت مراوح دفع السفينة، ويكون التخلص منها عن طريق أجهزة باعثة للصوت تثبت تحت الماء.
  2. ألغام التماس: وتنفجر عندما تلمس أي جزء من جسم السفينة، والتخلص منها يكون بتثبيت كاسحات الألغام لأجهزة تقطع الأسلاك المثبتة في اللغم فيطفو اللغم ويفجر بالمدافع.
  3. الألغام المغناطيسية: وتنفجر بتأثير المجال المغناطيسي الذي يحيط بمعدن السفينة الحربية، ويمكن للسفينة استخدام خطوط كهربائية للتقليل أو إبطال المجال المغناطيسي وبذلك تتجنب انفجار اللغم، ويتم التخلص من هذا اللغم باستخدام جهاز يسمى “المطرقة” تقطره مروحية، وتنتج المطرقة مجالا مغناطيسيا يفجر هذا النوع من الألغام.
  4. ألغام الضغط: وتنفجر عندما يتغير ضغط الماء حول اللغم بتأثير مرور السفن، وتتم إزالتها باستخدام سفن صغيرة مجهزة لهذا الغرض.

رابعا- مخاطر الألغام واهمية التوعية منها

توضح منظمة “يونيسف” أن الإشارات والعلامات التحذيرية من الألغام قد لا تعني شيئاً للأطفال الذين لا يجيدون القراءة أو حتى للأشخاص الأميين، ناهيك بأن كثيرا من الناس يجدون أنفسهم مجبرين على البحث عن موارد حتى في المناطق المزروعة بالألغام، منها على سبيل المثال جمع الحطب أو جلب الماء أو رعاية القطعان أو الزراعة. لذلك تبرز أهمية التوعية من مخاطر الألغام للسكان المحليين وخصوصاً الأطفال منعاً لوقوع الحوادث المدمرة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 80 في المائة من المصابين بالألغام عادة هم من الأطفال، لذلك تعتبر المدارس المكان الأجدى والأبرز لتنشيط فعاليات التوعية والتثقيف بهذا الخصوص , وتشمل هذه المخاطر ما يلي:

– مخاطر جسدية: عدا عن الموت المحتمل لمن يتعرض لانفجار اللغم الأرضي، فإن الإصابة الأكثر شيوعا من جرائه هي فقدان واحد أو أكثر من الأطراف. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يبلغ معدل الإصابة بالبتر 1 لكل 22 ألف شخص، أما في أنغولا فتبلغ النسبة 30 لكل 10 آلاف شخص. كذلك يعيش المصابون بالبتر تحديات صعبة للحصول على أطراف اصطناعية مناسبة.

– مخاطر نفسية: إعادة التأهيل النفسي تغدو أصعب غالباً من التأهيل الجسدي لضحايا الألغام، وتحتاج أسرة المصاب أيضاً إلى التأهيل النفسي، خصوصاً أن وفاة أحد الوالدين تدمر حياة الأسر خصوصاً التي لديها أطفال، كما أن الإعاقة التي تصيب الضحية بالاكتئاب والإحباط والحزن، تؤثر على أفراد الأسرة جميعهم. كما أن عدم تلقي العلاج الطبي الكافي واللازم يسبب مشاكل نفسية معيقة للحياة كما يجب.

– مخاطر تنموية: تشكل الزراعة الدعامة الأساسية للاقتصاد في كثير من المناطق حول العالم. وزرع الألغام الأرضية في الحقول والغابات وحول الآبار ومصادر المياه والمنشآت الكهرومائية يجعلها غير صالحة للاستعمال أو قابلة للاستخدام.

– مخاطر ديمغرافية: يترتب على زراعة الألغام ملايين اللاجئين أو النازحين داخلياً. وكلما طالت عملية تنظيف الأراضي تطول مدة استقرار الناس في أماكن اللجوء والنزوح، وتتغير طبيعة السكان وتوزعهم فيها مع مرور الزمن.

– مخاطر اقتصادية: يؤثر وجود الألغام في مناطق محددة من دولة ما على السكان جميعاً وبالتالي على الاقتصاد الكلي. ويضاف إلى خسارة استغلال تلك المناطق، فإن الاستثمار الأجنبي ينخفض وكذلك تصبح السياحة محدودة. وبما أن الألغام الأرضية تعيق التنمية الاقتصادية، فإن إزالتها تساعد في انتعاش الاقتصاد، بحسب موقع HALO Trust.

خامسا- الإجراءات الضرورية لتجنب مخاطر الألغام الأرضية

أ‌-      الإجراءات حول التصرف الصحيح إذا وقعت في حقل الألغام:

1-     الهدوء.

2-     التوقف دون أي حراك .

3-     لا تلمس الأجسام الغريبة.

4-     لا ترمي أي شيء باتجاه اللغم.

5-     أُطلب المساعدة و لو بالصراخ.

ب‌-    الإجراءات عند العودة بعد النزوح:

عند العودة إلى منطقتك بعد وجود نزاع مسلح فيها، عليك أن تعلم أن وجودك في منطقة نزاع يعد إشارة لوجود الألغام، لهذا من الأسلم عدم العودة للمنازل إلا بعد أن يتم تأكيد تطهيرها من قبل المختصين.

في حال الإصرار على العودة للتحقق من وضع منزلك إياكم اصطحاب الأطفال أو أحد أفراد الأسرة الصغار، لأن الأطفال غالباً لا يعون خطورة المكان.

قم بتقييم الوضع و رصد كل شيء و خذ حذرك و عند تأكدك من وجود أجسام غريبة اتبع الخطوات التالية:

  • احذر الأبواب و النوافذ و الأدوات المنزلية، الغسالة، الثلاجة، خزانات الملابس و ألعاب الأطفال و الأشياء الثمينة التي قد تكون مفخخة.
  • لا تقترب، لا تلمس الأجسام الغريبة و لا تحاول فتحها.
  • العودة من الطريق الذي سلكته.
  • لا تجمع أو تبيع العبوات المتفجرة، فهي خطيرة جداً.
  • اترك علامة تحذيرية على وجود خطر.
  • احذر، لا تستخدم الحجارة في عمل علامة تحذيرية فقد تكن ملغومة.
  • اتصل بالفرق المتخصصة.

ج- إجراءات الأمان اذا كنت في مناطق غير معروفة:

  • استفسر من السكان المحليين أو المسؤولين عن الأماكن الآمنة.
  • انتبه للعلامات التحذيرية من مخاطر الألغام.
  • اسلك الطرق المعبدة أو عليها آثار مرور السيارات.
  • لا تحاول الاقتراب او فحص الأجسام المشكوك فيها.

سادسا- الإجراءات الضرورية لتجنب مخاطر الألغام البحرية

الألغام البحرية نوع من أنواع الألغام المستخدمة في الحروب، وهذه الفئة من الألغام قد لا تكون معروفة لدى الكثيرين، وهي بطبيعة الحالي لا تتواجد سوى في المناطق الساحلية. لهذا من المهم الانتباه إلى الإجراءات التالية:

  • لا تذهب للصيد قرب مناطق كان فيها نزاع مسلح.
  • تأكد من عدم وجود إشارات تحذيرية عن الألغام.
  • لا تلمس الأجسام الغريبة الموجودة بالساحل.
  • لا تجمع أو تبيع العبوات المتفجرة فهي خطيرة جداً.

سابعا- العلامات الدالة على وجود الألغام

على الأغلب تضع السلطات وفرق مكافحة الألغام والجهات ذات الاختصاص، علامات للدلالة على وجود ألغام، أو تطهير المنطقة من الألغام السابقة، فيما يلي لمحة سريعة عن هذه العلامات.

1-     العلامات المحلية

  • كومة من التراب و خشبتان على شكل حرف X.
  • تلوين الأحجار بلون أبيض، وهذا يدل على أن المنطقة آمنة، بينما الأحجار الحمراء تدل على أن المنطقة ملغومة.

2-     العلامات الدولية

  • الجمجمة و العظام المتقاطعة مكتوباً بجانبها “خطر ألغام/ خطر حقل ألغام.
  • حبل ملون يحيط المنطقة الخطيرة.
  • مثلث فيه كلمة لغم.

3-     المظاهر العامة التي تشير لوجود الألغام

توجد بعض المظاهر أو الأشياء اللي تشير إلى وجود ألغام في هذه المنطقة أو تلك، يمكن تخليص هذه الإشارات بالأمور التالية:

  • وجود حيوانات مصابة أو ميتة في المنطقة.
  • وجود أسلاك كهربائية و معدات في مناطق مكشوفة.
  • وجود أجسام غير مألوفة وغريبة عن المنطقة.
  • وجود اكوام من التراب او نتوءات أرضية غير اعتيادية.
  • وجود كتابات تحذيرية عن خطر الألغام.
  • وجود أعشاب طويلة في ارض لم يتم استخدامها من وقت طويل.

ثامنا- المعاهدات الخاصة بحظر الألغام والذخائر العنقودية

معاهدة حظر الألغام

في عام 1992، أسست الأميركية جودي ويليامز (69 عاماً)، وهي ناشطة سياسية وحقوقية، الحملة الدولية لمنع الألغام الأرضية، هي منظمة غير حكومية ومقرها جنيف، وضمت في انطلاقها ست منظمات هي: منظمة المعاقين الدولية، منظمة مراقبة حقوق الإنسان، منظمة ميدكو الدولية، المجموعة الاستشارية للألغام، منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، مؤسسة أميركا لمحاربي فيتنام القدامى.

بعد جهود الحملة المكثفة على مدى خمس سنوات وتوسع عملها ليشمل أكثر من 1300 منظمة في 95 دولة، وعقدها شراكات مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، تهيأت الظروف لصياغة معاهدة أوتوا في كندا.

وقعت المعاهدة 122 دولة في ديسمبر/كانون الأول 1997 وتسمى رسمياً اتفاقية حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام الأرضية المضادة للأفراد وتدميرها التي تسمى اختصاراً اتفاقية حظر الألغام، والتي أصبحت نافذة في الأول من مارس/آذار 1999.

وارتفع عدد الدول الموقعة على المعاهدة إلى 164 دولة بعد انضمام فلسطين وسريلانكا في ديسمبر/أيلول 2017. وأصبحت المعاهدة قانوناً دولياً في عام 1999، لكن الجدير ذكره أن الحظر لا يشمل الألغام المضادة للأفراد التي يتم تفجيرها عن بعد.

اتفاقية حظر الذخائر العنقودية

في 30 مايو/أيار 2008 تبنت 107 دول اتفاقية حظر القنابل العنقودية في دبلن في أيرلندا، وفتح باب التوقيع عليها في 3 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه في أوسلو في النرويج. وتلزم الأطراف الموقعة على تنظيف أراضيها من تلك القنابل خلال 10 سنوات وتدمير المخزون منها في غضون ثماني سنوات. واعتبرت الدوافع وراء إبرامها ملحة مثلها مثل معاهدة حظر الألغام. ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في أغسطس/آب 2010 لتصبح قانوناً دولياً ملزماً لجميع الدول الأطراف.

تاسعا- الألغام والمتفجرات الغير منفجرة والتي تنتشر في سوريا

في الحرب السورية حيث يزيد الأمر سوءاً  حيث أن هذه المخلفات تنتشر بأعداد كبيرة في مناطق النزوح وذلك نتيجة استخدام قوات النظام والقوات الروسية والمليشيات الإيرانية الداعمة  لصواريخ الطيران والقنابل العنقودية أو قذائف المدفعية حيث تم قصف المدن والمحافظات وحتى مخيمات  اللجوء  بشتى أنواع المتفجرات من براميل وصواريخ وقذائف , كما قامت قوات النظام وميليشياته بزرع الآلاف من الألغام بأنواعها المختلفة على تخوم مناطق سيطرتها وفي المدن والقرى التي دخلت إليها  خشية استعادة  السيطرة عليها من قبل قوات المعارضة.

ومن مخلفات الحرب والقذائف الأكثر خطورة وانتشار هي القنابل العنقودية فمخلفاتها ذات انتشار واسع في المناطق المأهولة بالمدنيين حيث أن طائرات نظام أسد المجرم وحليفه الروسي قامت بإلقاء الملايين من هذه القنابل على المدنيين في سوريا وإن هذه القنابل تحتوي كل واحدة منها على مئات القنابل الصغيرة التي ينفجر أغلبها أثناء توجيه الضربة ويبقى العديد منها غير منفجر, ويكون هذا النوع من القنابل الغير منفجرة شديد الحساسية لأي حركة  وتكون ذات خطورة عالية على المدنيين وخصوصا الأطفال حيث يظنون أنها ألعاب لأنها ذات شكل دائري توحي بأنها كرة صغيرة فيقوم  الكثير من الأطفال أو الأشخاص بمحاولة حملها فتقوم بالانفجار مسببة الوفاة أو بتر الأطراف أو تشويه جسدي كبير .

وهناك أيضا قذائف المدفعية والصواريخ من مختلف العيارات التي تم إطلاقها على منازل المدنيين وقراهم وقد تسببت بدمار هائل في تلك المناطق وخلّفت أيضا الآلاف من الذخائر الغير منفجرة والتي تشكل خطورة أكبر على المدنيين من حيث شدّة الحساسية لأي عبث بها  ودمار كبير وتأثير على الأفراد بشكل أكبر.

عاشرا- خاتمة

تمثل الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب بكل ما تجسده من مخاطر عائقاً حقيقاً يحول دون عودة السكان المستضعفين من النازحين واللاجئين،. إلى الآن ما زال الجميع في سوريا يعاني جراء مخلفات الحرب حيث أصابت الألغام 491 شخصاً على الأقل، بينهم 157 طفلاً ومات الكثير منهم، بين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2017 و20 يناير/كانون الثاني 2018، بعد طرد تنظيم “داعش”، بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”. وبيّنت بيانات منظمة “أطباء بلا حدود”، أن أكثر من ألف بالغ وطفل أصيبوا أو قُتلوا بسبب الألغام منذ أكتوبر 2017 في سورية.

انطلاقا مما تقدم نجد ان الألغام من مخلفات الحرب الأكثر فتكاً بالمدنيين في جميع مناطق النزاع المسلح أو التي انتهت فيها الحرب، لكن الخطر مستمر، ويوصف حديثاً بالسرطان الذي يصيب البلدان التي فيها نزاع مسلح لذا على الجميع ( دول ومنظمات ) العمل لتحويل حقول الألغام الى ملاعب حتى تكون هذه الأرض اكثر امنا من خلال إقامة دورات توعوية  وتثقيفية في المخيمات والمناطق المكتظة بالسكان لنشر التوعية تجاه مخاطر هذه المواد والمخلفات ليقوموا على توعية أهلهم وأطفالهم ومنعهم من الاقتراب أو العبث بهذه الأجسام,  والعمل على تشكيل فرق خاصة وتدريبها لإزالة هذه المخلفات والتعامل معها.

المراجع

موقع عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام

موقع الدبلوماسية الفرنسية

موقع العربي الجديد

موقع الجزيرة نت

موقع منصتي

%d مدونون معجبون بهذه: