د. هيثم القاسم

أكاديمي سوري

أضرار المخدرات الصحية والاجتماعية

رعب وخوف ، ضياع وتشرد ، ومجال خصب للرذيلة ، فيه تُقتل الكرامة ويموت الضمير ، هذا هو عالم المخدرات، حيث يلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار المخدرات بشكل مرعب مما أدى إلى تفاقم أضرارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أصبح تأثيرها يتخطى حدود الفرد ويمتد إلى الأسرة والمجتمع وباتت المخدرات داء رهيب يفتك بكل ما يحيط به.

أنواع المخدرات:

مخدرات المسكنات الأفيونية : وهي تشمل كل مشتقات مخدر الأفيون ( الهيروين ، المورفين ).

مخدرات المسكنات غير الأفيونية : مثل المشروبات الكحولية.

مخدرات منبهة : مثل البانجو ، الحشيش ، الكوكايين ، والكبتاجون.

مخدرات الهلوسة : مثل الإكستاسي والترامادول.

 أسباب السقوط في مصيدة المخدرات:

  •  عدم الوعي الكافي بأضرار المخدرات.
  •  مجالسة رفاق السوء.
  •  التفكك الأسري.
  •  انشغال الآباء عن الأبناء وعدم وجود رعاية ومتابعة كافية لهم.
  •  الثراء الفاحش والتبذير .
  •  البطالة والمشاكل الاجتماعية.
  •  الاعتقاد بأن المخدرات مانحة للسعادة ومقوية للجنس.

الفرق بين الإدمان والتعود:

إن المخدرات بجميع أنواعها تؤثر على المخ ، والكثير منها يسبب ضمور ( تموت ) خلايا الدماغ، وهناك مخدرات تسبب اعتياداً نفسياً دون تعود عضوي لأنسجة الجسم أهمها : القنب ( الحشيش ) ، القات ، وعند توفر الإرادة لدى المتعاطي فإن الإقلاع عنها لا يترك أي أعراض للانقطاع.

وبالمقابل هناك مخدرات تسبب اعتياداً نفسياً وعضوياً أهمها ( الأفيون ، المورفين ، الكوكايين ) وتعاطي تلك المخدرات يتسبب في أعراض انقطاع قاسية للغاية، تدفع المتعاطي للاستمرار بل وزيادة تعاطيه.

 الأضرار الصحية للمخدرات:

– اضطرابات في القلب وارتفاع ضغط الدم مما قد يسبب انفجار الشرايين والموت المفاجئ.

– الإصابة بالتهابات في المخ وتآكل الملايين من الخلايا العصبية التي تكون المخ مما يؤدي إلى الشعور بالهلوسة الفكرية والسمعية والبصرية وضعف أو فقدان الذاكرة.

– اضطرابات في الجهاز الهضمي  وفقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام مما يجعل المتعاطي يفقد وزنه وبالتالي ظهور هالات سوداء حول العينين     واحمرارهما.

– ضعف النشاط الجنسي.

– الشعور بالصداع الشديد.

– ارتفاع نسبة السموم في الجسم يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد.

– فقدان الأسنان وفقدان التوازن وارتعاش الأصابع والعضلات.

ضعف الجهاز المناعي.

– الإصابة بالصرع.

– التهابات رئوية مزمنة.

– نقل الأمراض والأوبئة مثل الإيدز  والتهاب الكبد الفيروسي.

– عند المرأة الحامل يؤدي إلى فقر الدم والإصابة بالسكر وإصابة الأجنة بعيوب خلقية وقد يسبب الإجهاض.

 الأضرار الاجتماعية للمخدرات: 

  •  انهيار أخلاقي وتفكك العلاقات الأسرية والاجتماعية .
  •  انتشار الجرائم ( سرقة ، قمار ، دعارة ، قتل ) .
  •  ارتفاع حوادث السير .
  •  تكاثر العصابات المنظمة .
  •   ارتفاع نسبة البطالة وتدني الحالة الاقتصادية ، حيث تؤدي المخدرات إلى تدمير القدرات العقلية للشخص المتعاطي مما يخرجه من دائرة العمل وبالتالي فقدان المجتمع للكوادر التي تساهم في زيادة الإنتاج والبناء.
  •   تهلك المخدرات نفس المدمن وتدمر شخصيته فيصبح عدوانياً وعنيفاً ويعاني من التوتر وتقلب المزاج والرغبة في إيذاء الذات والانتحار وإيذاء من حوله.

 العلاج من ادمان المخدرات:

– إن إزالة التسمم الناجم عن المخدرات من جسم المريض غير كاف للشفاء ، ويجب تحفيز المرضى لمواصلة العلاج وإعادة التأهيل.

– حيث أن تطبيق البروتوكول الطبي في العلاج من الإدمان لا يغني عن البروتوكولات الأخرى التي تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته وللآخرين ولسلوكه، حيث ينبغي النظر لإزالة التسمم كمقدمة لهذه الجوانب الأخرى.

– ويجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحد للوصول إلى النتيجة المطلوبة وهي الشفاء التام، ويكون العلاج عبر الخطوات التالية:

مرحلة التقييم والتشخيص لحالة المريض ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

  1.   وضع بروتوكول دوائي وعلاجي يستهدف سحب السموم من الجسم بدون ألم حيث يواجه المريض مجموعة من الأعراض الانسحابية نتيجة التوقف عن تعاطي المخدر.
  2.  تأهيل المريض نفسياً وسلوكياً عن طريق جلسات نفسية تستهدف معرفة الأسباب التي دفعته إلى الإدمان ، كما تستهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة  واللجوء إلى العلاج النفسي واستبدال السلوكيات والأفكار السلبية بأخرى إيجابية.
  3.  فترة النقاهة وما بعد العلاج حيث لابد من وجود دعم أسري لمساعدة المتعافي.
  4.  وللوصول إلى الشفاء التام يجب أن نصل مع المريض إلى استرداد عافيته من وجوهها الثلاثة ( الجسدية والنفسية والاجتماعية ) ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات.
%d مدونون معجبون بهذه: