العميد الركن المجاز

فايز عمرو

ما أحوجنا اليوم لمعاني الميلاد المجيد في السلام والمحبة والتواضع

تمر الأيام والأشهر والسنوات ومع هذا تبقى سردية ميلاد المسيح عليه السلام من اقدس وأعظم واروع القصص في التاريخ، قصة المحبة الأبدية  السامية التي يختص بها الله عز وجل لبني البشر.

سوف تبقى قصة الولادة أكثر روعة  وإشراقا في مسيرة الحياة، وسيبقى نور الميلاد ساطعا متألقا في عالم ينحدر كلما مر الزمن في مستنقع الهمجية والرذيلة والفساد.

– في ميلاده عليه السلام  ظهرت محبة الخالق لبني البشر فهل يتعظ الطغاة المستبدين؟

– في زمن أعظم أباطرة روما هيأ الله لولادة المسيح مخلص العالم فهل يتعظ طغاة اليوم الاقزام؟

– عند ولادته وضعته امه القديسة مريم العذراء في مذود وولد في مغارة وليس في قصر أو بناية فخمة و هذه إحدى أسمى صور البساطة والتواضع، فهل يتعظ طغاة اليوم الفاسدين؟

ما أحوجنا اليوم لمعاني الميلاد في السلام والمحبة والتواضع، ما أحوج هذا العالم المتكبر المتجبر الظالم لهذه المعاني.

ما أحوجنا اليوم لأنشودة الملائكة إلى الرعاة ؛ المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة.

ان العالم الذي يئن تحت وطأة الظلم والاستبداد والجوع والفقر  والفساد والقتل والتهجير  وفقدان الأمن والأمل بغد أفضل هو بأمس الحاجة  إلى أن يراجع قصة الميلاد من أجل إرساء دعائم السلام الحقيقي بين الإنسان وأخيه الإنسان .

– مع حلول أعياد الميلاد المجيد  باسم شعبنا السوري المنكوب الذي يئن تحت سوط الجلادين والطغاة الأقزام وتحت وطأة الجوع والبرد والألم والحصار في الداخل والخارج المهجرين منهم والنازحين نخاطب المجتمع الدولي قاطبة وعلى نحو الخصوص الدول التي تعتبر من رعاة الديمقراطية والحرية والمناصرة لحقوق الانسان مراجعة مواقفها من المجزرة التي تستهدف وجود ومستقبل الشعب السوري ونناشدها  التحلي بأبسط المعاني والقيم الإنسانية التي تشكل رسالة الميلاد مضمونها الحقيقي.

 وبهذه المناسبة نجدد العهد لأهلنا الأعزاء في الداخل والخارج بأن نبقى أوفياء للقيم والمبادئ التي نؤمن بها وقدسية المطالب التي خرج شعبنا من أجلها.

 لأهلنا بكل انتماءاتهم في هذه المناسبة  كل عام وانتم بخير نسأل الله ان يأتي الميلاد القادم  وقد تحققت امنياتكم في إنهاء دولة الاستبداد والعبودية وتكللت بالعودة إلى الديار.

تحية لكل المظلومين والخزي والعار للظالمين الطغاة وأتباعهم اين ما كانوا ومن أي بلد كانوا، وكل عام والبشرية جمعاء بألف خير.

%d مدونون معجبون بهذه: