

النقيب علاء مطر
برنامج التوعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب
مخاطر الألغام ومخلفات الحرب في سوريا
بعد مرور أعوام على معارك اندلعت ولم تنتهي بعد ، تستمر الألغام الأرضية أو الذخائر غير المنفجرة مخبّأة في الحقول والأراضي والأحياء والمنازل والطرق – إلى حين يجول شخص يجهل طبيعة المكان ويدوس لغما متسببا بانفجارٍ مميت، أو يجد طفل قذيفة غير منفجرة فيلعب بها. فتتفاقم مخاطر الألغام الأرضية والذخائر الغير منفجرة على الأطفال خصوصا أنها تثير انتباههم وفضولهم بتصاميمها وأشكالها المتنوعة.
هناك أخطار شائعة من الألغام والفخاخ المتفجرة والذخائر غير المنفجرة, والتي تعني بالتعريف (( هي عبارة عن ذخيرة غير منفجرة مثل القنابل العادية، أو القنابل اليدوية، أو الصواريخ، أو القذائف أو الطلقات, وأحياناً يشار إليها أيضاً باسم “مخلفات حرب متفجرة”)).
عند دخول أي منطقة يمكن أن يكون بها تهديد من الألغام، أو فخاخ متفجرة، أو ذخائر غير منفجرة في منطقتك، ينبغي توخي الحذر وعدم لمس أي شيء يثير الشك او يوحي بأنه جسم متفجر وينبغي عدم الاقتراب حتى من الأشياء التي تبدو أنها قد انفجرت, فقد تكون لا تزال مميتة على الأقل للأسباب التالية:
- يمكن ألا تكون قد انفجرت بالكامل
- قد تحتوي على مواد سامة
- قد تكون شركاً للفخاخ المتفجرة
حيث يقع أغلب الناس أحياناً تحت إغراء جمع أجزاء من ذخيرة متفجرة، أو حتى ذخيرة حية، كتذكار, ينبغي تجنب ذلك دائماً، بسبب المخاطر المذكورة، وأيضاً بسبب الشك الذي قد ينشأ إذا وجدت هذه الأشياء في حوزة إنسان غير عامل في مجال الألغام وإزالتها وإتلافها.
مخلفات الحرب في سوريا :
إذ أن الألغام والقذائف المجدبة (الغير منفجرة) هي من أكبر المخاطر على البشر في مناطق الصراعات وإن الصراع المعقد على الأرض السورية وطول مدة هذا الصراع خلفت الملايين من هذه المخلفات القاتلة والتي حذرت منها العديد من المنظمات الدولية والعالمية, فحسب الأمم المتحدة: فإن 10 ملايين سوري معرضون للخطر بسبب الألغام ومخلفات الحرب حيث حذرت الأمم المتحدة، من تعرض حياة أكثر من 10 ملايين سوري للتهديد، بسبب وجودهم في مناطق “ملوثة بالألغام”.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
ودعا حق، للعمل على إزالة مخلفات الحرب من المتفجرات، وضمان احترام وسلامة العاملين في المجال الإنساني المسؤولين عن إزالة الألغام.
وقال إن “أكثر من 10 ملايين سوري باتوا يعيشون في مناطق ملوثة بالألغام، وهو ما اعتبره العاملين في المجال الإنساني مصدراً كبيراً للخطر”.
وما زالت العديد من المناطق في سوريا تشهد صراعاً مسلحاً بين قوات النظام وحلفائه، وقوات الجيش الوطني, وكانت الأمم المتحدة أشارت إلى أن عدد القتلى جراء الحرب في سوريا بلغ نحو نصف مليون شخص منذ عام 2011، إضافة إلى 5 ملايين طالب لجوء، وأكثر من 6 ملايين نازح.
وحيث تنتهك الألغام الأرضية التي لم يجرِ إزالتها والذخائر غير المنفجرة غالبية المواد المدرجة في عدة اتفاقيات ومنها اتفاقية حقوق الطفل والتي تتضمن:
حق الطفل في الحياة والصّحّة والمياه النقية والظروف الصحيّة والتعليم المناسب ووجود بيئة آمنة للعب, وعلى الرغم من حاجتنا إلى عقود لإزالة معظم الألغام الأرضية، إلا أن حماية الأطفال منها تُشكّل التزاما رئيسيا في القوانين والأعراف الدولية, وتعمل منظمة اليونيسف ضمن برنامجها لإزالة الألغام و للتوعية من مخاطر الألغام، بهدف توعية الأطفال والعائلات من التهديد وتمكينهم من العيش بأمان أكبر مع وجود الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب من المتفجرات, وتعتبر هذه الأنشطة جزءا أساسيا من قطاع أوسع يسمى “الأعمال المتعلقة بالألغام” يتعامل مع المتفجرات من مخلفات الحرب بطريقة شاملةـ بما في ذلك إزالة الألغام ومساعدة الضحايا وتدمير ما خُزن منها, وقد وجهت هذه المنظمات العديد من رسائل السلامة التي تشارك بها الموظفون والمتطوعون المدربون مع الأطفال، مشيرين الى صورٍ لأجهزة ذات أشكال وأحجام مختلفة وطلبوا من الأطفال مشاركة ما تعلموه مع أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم.
منها: (اذا رأيت شيئا مجهولًا أو مشبوهًا أو عبوة ناسفة فلا تقترب! لا تلمس! أبلغ فورا الأشخاص الأكبر سنا أو السلطات حتى لا يتعرض أحد للأذى” )
مخاطر الألغام على الأطفال :
الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر, حثت المنظمات والقوانين الدولية ومجتمع المانحين على دعم توسيع نطاق أنشطة التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة وتوفيرها، بحيث يتلقى الأطفال وأفراد المجتمع الآخرون التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة في المدارس والمجتمعات المحلية في جميع المناطق المتأثرة بالنزاعات .
ودعت الوكالة الأممية إلى الحفاظ على سلامة الأطفال كاعتبار أساسي في جميع السياقات. وأشارت إلى أن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب غالبا ما تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين – لكن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر.
وأضاف البيان: “نظرا لأن الأطفال أصغر من البالغين، من المرجح أن يتعرضوا للتأثير الكامل للانفجار وبالتالي فهم أكثر عرضة للموت أو للإصابات الخطيرة.”
وحث البيان على تعزيز مساعدة الضحايا ودعم حق الطفل في بيئة متكاملة, إذ أنه بين كانون الثاني/يناير، وآب/أغسطس 2021، سجلت الأمم المتحدة خسائر في أرواح عدد من الأطفال من المتفجرات من مخلفات الحرب في جميع أنحاء البلاد، وتشويه آخرين.
يمثل ذلك، زيادة مقلقة في عدد الضحايا من الأطفال مقارنة بعام 2020، حيث تحققت الأمم المتحدة من مقتل ستة أطفال وتشويه 12 طفلا في نفس الفترة نتيجة المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية.
وقال بيان اليونيسف: “للأسف هذه ليست خسائر معزولة لأرواح أبرياء, وتعرب اليونيسف عن انزعاجها إزاء زيادة وفيات وإصابات الأطفال بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في الأشهر الأخيرة.”
المراجع:
جمعية الأمم المتحدة
منظمة اليونيسف
منظمة كيرCARE الدولية
قناة TRT