
صفاء شاوي
أكاديمية سورية
جرح الثورة النازف….. سورية بين الإبادة ونزيف الدماء
إن ما وصلنا إليه بعد نصف قرن من حكم عائلة الأسد الأب الطاغية والابن السفاح عائلة الضباع هو ما كان يخطط له الطاغية حافظ الأسد قبل الانقلاب وبعد الانقلاب وأثناء فترة حكمه يختصر كل ذلك في مقابلة له عندما سئل عن سورية من دون حكمه ومن دون حكم البعث كان قد أجاب بما يستحق التوقف عنده ..؟ ( لن تكون هناك سورية ….! ) هكذا كان الطاغية حافظ الأسد بشعاراته الكاذبة أهدافنا الوحدة والحرية والاشتراكية والنفاق الأكبر في شعاره أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة والخداع والدجل باسم المقاومة والممانعة وحزب البعث العربي الاشتراكي وشبيبة الثورة وطلائع البعث وسورية الأسد الصمود والتصدي سورية عرين الأسد إنها شعارات الطغاة ولم يكن بشار الأسد الذي اغتصب السلطة أفضل من أبيه الذي فاقه بالكذب والدجل والخداع والنفاق والغباء الذي جعله دمية ولعبة في يد إيران الفرس المجوس وعبداً ذليلاً لدى الروس فباع سورية وما فيها من خيرات إلى هؤلاء الغزاة المستعمرين من أجل أن يبقى في الحكم فقد كان كلام المجرم الأب أنه لن تكون هناك سورية دون حكمه ودون حكم حزب البعث, أما ابنه السفاح المجرم فقد توعد وتعهد وصادق على مقولة مرتزقته وشبيحته (الأسد أو نحرق البلد) وفعلاً حرقوا البلد ونهبوا خيرات الشعب وممتلكاتهم وباعوا سورية للمحتل الإيراني والروسي نعم إنها الكارثة بالنسبة للشعب السوري الذي قتل منه آلاف الأطفال والنساء والشباب وهجر أكثر من نصف الشعب نعم إنها كارثة ثلاثة ملايين طفل سوري خارج المدارس خلال سنوات الحرب العجاف يعني أن جيلاً كاملاً قد دمر وحرم من الطفولة والتعليم, والكارثة ليست بالتعليم فقط بل سيضاف إلى معاناته ما خلفته هذه الحرب من التشرد والفقر الذي أثر على بنيته النفسية وما يزيد الكارثة فداحة أيضاً المؤشر الذي يشكل تحدياً كبيراً للسوريين في دولتهم القادمة بعد سقوط الطاغية السفاح بشار الأسد وعصابته المجرمة هو ملف الإعاقة الذي ذكرته منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة في تقريرها عام 2018 أن في سورية ما يزيد عن (مليون ونصف) إعاقة دائمة, إذاً كيف سيتمكن بلد مدمر بكامله ومنهوب الاقتصاد وما تبقى منه مرهون لجهات خارجية من النهوض بأعباء مليون ونصف معاق على أقل تقدير حسب تقرير عام 2018 ونحن أواخر عام 2021 وعداك عن الأمراض النفسية التي أصيب بها الأطفال والنساء, والعدد الأكبر هم المعتقلون في عهد المجرم حافظ الأسد وفي فترة حكم ابنه السفاح بشار وخاصة طوال فترة هذه الحرب, ولوصف الحال الذي أوصلتنا إليه عائلة الضباع آل الأسد فإن ما دمره حكم هذه العائلة الفاشية النتنة ليس الدولة السورية فقط ولا بنيتها التحتية ولا اقتصادها ولا نسيجها الاجتماعي فقط لقد دمر عن سابق إصرار وتعمد ما هو أفظع بكثير من ذلك لقد دمر إمكانات نهوضها ودمر ركائز بقائها وفخخ مستقبلها بكوارث قابلة للانفجار في أي لحظة إنها الطائفية التي عمل عليها, عداك عن الظلم الاجتماعي الهائل الذي مورس على السوريين في عهد عائلة الضباع فترة الطاغية حافظ وشقيقه المجرم رفعت الأسد ومن بعدهم الابن السفاح والذي سيلقي بظلاله الثقيلة على سورية في عقودها القادمة فهناك ما يقارب مليون ضحية أو أكثر من ذلك وآلاف المجازر الوحشية ومئات آلاف المعذبين حتى الموت والمختفين في سجون عصابة الأسد, وفوق كل هذا قام السفاح بشار الأسد برهن سورية واقتصادها لجهات خارجية عبر اتفاقيات مجحفة وقعها مع كل من الاحتلال الروسي والاحتلال الإيراني لكي يحمي كرسيه وبقاؤه في الحكم فهل بعد هذا كله وما أوصلنا إليه نصف قرن من حكم هذه العائلة النتنة آل الأسد الفاشية وبعد عشر سنوات من الحرب المدمرة سيتمكن السوريون من اقتلاع هذه العائلة المجرمة وأن يطووا صفحتها بكل ما فيها وبما يترتب عليها وبكل ما تحمله كلمة طي من معنى وإلى الأبد ومحاسبة من كان سبباً في دمار سورية وقتل شعبها وتهجيرهم, هل سيتم محاسبة عائلة الضباع آل الأسد وآل شاليش وآل مخلوف والشبيحة والميليشيات التابعة لهم ؟ إنه السؤال الذي يفكر به كل أبناء الشعب السوري الحر الصغير منهم قبل الكبير.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها