المحقق المساعد اول

هيثم صايل الجاسم

المشروع الإيراني في المنطقة…. توسع فارسي بأيادي غير فارسية

فيينا والمفاوضات بين الجانبين الإيراني والجانب  الدولي الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبداية الانكسار العالمي أمام البرنامج   النووي  الإيراني الفارسي حيث اصبح الحلم الإيراني حقيقة نووية وإن لم يتجرأ أي من الدول الغربية على ذكر ذلك بشكل علني والاعتراف بهذه الهزيمة الدولية أمام إيران الفارسية, نحن العرب وجميع الدول العربية والإسلامية اصبح الخطر الإيراني الفارسي الحقيقي يعيش بيننا ونحن الدول العربية  الأقرب إلى هذا الخطر الحقيقي.

في عام 1979 عندما عاد الخميني إلى إيران الفارسية من المنفى بعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي عاد برفقة طائرات فرنسية وبحماية جوية وأرضية غربية توهم المتابعون داخل إيران وخارجها أن رجل الدين الإيراني الذي عاش في المنفى قرابة 14 عاما زاهد حقا في الحكم وانطلى على داعميه من الاميركيين والفرنسيين ادعاؤه أن المرشد الديني لا يرغب بالحكم وان أقصى ما يطمح إليه هو أن يكون المرشد الروحي للثورة الإيرانية وفعلا لم يحكم الخميني إيران بالطريقة التقليدية للحكم أي لم يكن رئيسا للجمهورية الإيرانية بل كان أكبر من ذلك, لقد نجح الخميني في أن يكون المرشد الأعلى للدولة الإيرانية يتحكم فيها حيا وميتا وتبين بعد بضع سنوات أن لا فرق بين الشاه و الخميني إلا في تسمية الحكم  وأن هناك تشابها كبيرا على مستوى السياسات الكبرى للدولة الفارسية بل إن الخميني كان عازما على تحقيق ما فشل فيه آخر حكام إيران وهو إعادة التمدد الفارسي في المنطقة العربية وأطلق الخميني على هذا المشروع فكرة تصدير الثورة, وعمل الإيرانيون  بصمت تام على تطبيق مبدأ تصدير الثورة مختبئين خلف ضوضاء البرنامج النووي وشعارات الموت لإسرائيل وأميركا, فقاموا بإنشاء  الجمعيات الخيرية و المراكز الثقافية ثم وبعد أن استقوى النظام مستفيدا من السيطرة على الداخل والمداخيل المتأتية من تدفق أموال الخمس دخل مرحلة مد الأذرع العسكرية في الخارج عبر إنشاء حزب الله ودعم حركة حماس جاءت الفرصة المناسبة لرفع راية الثورة الخمينية مع التغييرات التي طرأت على المنطقة بعد اندلاع ثورة الربيع العربي وبالتحديد بعد تحول الأزمة في سوريا من انتفاضة شعبية سلمية مطالبة بالإصلاح ثم تغيير النظام إلى صراع مسلح دخلت فيه إيران بكل ثقلها ضمن سياسة تبدو في ظاهرها داعمة لنظام بشار الأسد لكنها في باطنها تطمح لاستكمال مشروع التمدد الذي بدأ بشكل جزئي مع حزب الله في لبنان ثم حقق خطوات كبيرة وتاريخية إثر الاحتلال الأميركي للعراق في سنة 2003 والذي أعقبه تدخل إيران بشكل مباشر في هذا البلد الذي خاض ضده الخمينيون حربا دامية لتحقيق طموحاتهم في المنطقة العربية,  فمثلا قبل الربيع العربي كان دور حزب الله منحصرا في سياسة داخلية لبنانية وآلة ضغط في السياسة الخارجية لإيران ولكن بعد الثورة السورية تغير هذا الدور وأصبح حزب الله يضطلع بدور إقليمي, طهران تغطي سياستها في المنطقة بغطاء عقائدي خبيث يجيش العواطف المذهبية مع توسع مشروع تصدير الثورة بات الإيرانيون يحتاجون إلى عدد أكبر من الجنود والبيادق وحزب الله وحده لايساعد خاصة انه خسر في الحرب السورية الكثير من جنوده ومن شعبيته كما أنه لايمكن للجيش الإيراني ان يخرج من حدوده ولذلك يستبدلون قواتهم بقوات أجنبيه مرتزقة ولأنه لم يكن ممكنا تجنيد المقاتلين من بين أبناء الشعب الإيراني توجه الإيرانيون إلى البلدان والمجتمعات التي عملوا في السنوات الماضية على التغلغل فيها عبر عمليات التجنيد التي تقوم بها إيران خارج حدودها لدعم المليشيات التي تقاتل باسمها في العراق وسوريا واليمن وتطمح لتوسع رقعة تمددها إلى جنوب آسيا وصولا إلى أفريقيا حيث تبنت سياسات مماثلة وأنشأت نسخة نيجيريا من عناصر حزب الله,  لقد أشرف الحرس الثوري الإيراني على تجنيد المئات من الشيعة الأفغان للقتال مع قوات النظام المجرم في سوريا كذلك في الصراع السعودي الإيراني إيران تستقطب المجندين من خلال إغرائهم ماديا وبراتب شهري وكافة الملتحقين هم من شيعة الهزارة الذين يتكلمون اللغة الفارسية وهم يمثلون 20 في المئة من سكان أفغانستان وينتشر الأفغان الذين تم تجنيدهم للقتال في الحرب السورية مع لواء الفاطميين الذي أطلقه الحرس الثوري الإيراني في عام 2014 وتقدر قوات الفاطميين بـ20 ألف مقاتل بحجة حماية المقدسات الشيعية في سوريا.

على نحو مماثل لواء الزينبين شيعة باكستان يقاتلون في سوريا والمعرف عنهم حزب الله باكستان كذلك هو الحال شيعة الهند للقتال في العراق تحت اسم قتال  مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق والهدف الحقيقي حماية المراقد والأضرحة الشيعية الهدف الخبيث للفارسي الإيرانيين الشيعة وما يكنون للعرب والمقصود عن الذبح بالقطنة والذي يشي بتركيبة سيكولوجية تحرض على إنهاء او تصفية الآخر ببطء وحيلة شديدين ومن دون أن يرف للذباح جفن أو يرتجف له قلب يعمل الفرس على ذلك القول المتداول بين العامة نهجا سياسيا للدولة الفارسية.

تغطي طهران سياستها في المنطقة بغطاء عقائدي ديني يجيش العواطف والانفعالات المذهبية بهدف كسب التأييد للهدف المعلن من تدخلها في دول الجوار على غرار ما يجري في سوريا

التي تعتبر حجر الزاوية بعد العراق لرسم حدود الدولة الدينية الكبرى كان قد تكرس منذ الثمانينيات من خلال إرساليات ثقافية للتبشير المذهبي.

ما هو الدرس العربي المستخلص من الصمت الدولي حيال غزو جحافل الميليشيات المذهبية المتعدّدة الجنسيات للدول العربية وسيطرتها على مفاصل الحياة السياسية فيها أنها مسؤولية عربية, العرب والدول العربية هم من يتحمل مسؤولية التمدد الإيراني في المنطقة العربية التعامل مع إيران الفارسية قضية قومية لم تفهمها الدول العربية, إيران ستصل يوما ما إلى عمق المنطقة العربية عسكريا وليس فكريا مالم يتم التعامل مع الواقع والخطر الحقيقي للفرس

فيجب كشف تورط إيران في الإرهاب الطائفي بالمنطقة والعمل على تجريم ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

ويجب وقف المشروع الإيراني الفارسي في المنطقة ومحاربة إيران بنفس أسلحتها وذلك بمساعدة الشعوب المضطهدة في الداخل ماديا وعسكريا وسياسيا وهي الحجة التي بنى عليها النظام الإيراني مبدأ تصدير الثورة.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها

%d مدونون معجبون بهذه: