
أميرة مصطفى
ناشطة في المجتمع المدني
الدور القيادي للمرأة السورية وانجازاتها في تطوير المجتمع وصنع السلام
يتطلب دور المرأة في المجتمع الحديث ثقة بالنفس، وسمواَ في الطموح والأفكار، بالإضافة إلى المبادرة، والمواظبة، والرغبة الكامنة في العمل والإنجاز والإبداع، فالمرأة هي الأم والقائدة القادرة على تربية شباب وشابات المجتمع تربية طيبة، وهي الأكثر تأثيرا وإسهاما في نجاحاتهم؛ لذلك يعد دور المرأة من أكثر الأدوار الإنسانية تأثيرا في المجتمع، وقد أثبتت المرأة في الوقت الحاضر أنها تستطيع أن تتكيف مع تطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها، ويؤكد تقدمها الملحوظ في المجالات التي تتطلب المعرفة والنقاش والعمل على ذلك وسأتحدث عن ثلاث نساء سوريات كانت لهم اعمال يشكرون عليها خلال الثورة السورية وسأسلط الضوء على كل شخصية نسائية على حدى بشكل مختصر.
أولى النساء السوريات الدكتورة صفاء القمري، وهي عالمة متخصصة في علم الفيروسات النباتية، وتبحث عن علاجات للأوبئة التي تعبث بالمحاصيل الزراعية فسادا, قضت الدكتورة صفاء سنوات طويلة في اكتشاف فصائل نباتية مقاومة للفيروسات، ومنها فصيل من الفول بإمكانه مقاومة فيروس السوس الأصفر ، وبعد اكتشافها بذورا تتمكن من ضمان الأمن الغذائي في سوريا، خاطرت بحياتها من أجل إنقاذ هذه البذور من مدينة حلب.
تقول الدكتورة صفاء تغير العالم كثيرا ، وعندما يتعلق الأمر بالتغلب على مثل هذه التضحيات، فإن الموضوع يعود لقدرات لا أشخاص، لا للجندر الذي ننتمي إليه، مشيرة أن على النساء أن يؤمن بأن مساهماتهن مساوية لمساهمات الرجال.
اما السيدة الثانية فهي وعد الخطيب، وهو اسم مستعار تستخدمه صحفية وناشطة ومخرِجة سورية، لإخفاء اسمها الحقيقي من أجل حماية أسرتها، انتقلت في العام 2009، حيث كانت حينها تبلغ من العمر 18 سنة، إلى مدينة حلب لدراسة الاقتصاد في جامعتها, ومع اندلاع الثورة السورية في آذار من العام 2011، بدأت وعد بنشر أخبار الاحتجاجات والمظاهرات على القناة الرابعة البريطانية، ووثقت حياتها في مدينة حلب على مدى خمس سنوات، وتزوجت من الطبيب حمزة وانجبت طفلتها سما واستخدمت هذا الاسم في تغطية حصار حلب، ما مكنها من الفوز بجائزة إيمي عن تقاريرها الإخبارية، لتكون بذلك أول سورية تفوز هذه الجائزة، كما فاز فيلمها من أجل سما بجائزة البافتا، عن فئة أفضل فيلم وثائقي، كما رشح لجائزة الأوسكار عن نفس الفئة.
تقول وعد نخسر فقط عندما نتخلى عن الأمل، أقول لكل امرأة أينما كانت استمري بالنضال في سبيل كل ما تؤمنين به، تجرئي على الاستمرار في الحلم، والأهم من كل هذا، لا تتخلي أبدا عن الأمل.
اما السيدة الثالثة فهي نادين كعدان, تعيش نادين حاليا في لندن، وهي مؤلفة كتب أطفال ورسامة حائزة على عدة جوائز، نشرت كتبها في عدد من البلدان وفي أكثر من لغة، وتقول إن مهمتها تتمثل في الدفاع عن الحق بتمثيل الجميع في كتب الأطفال، فهي تريد أن يتمكن كل طفل من رؤية نفسه في القصص التي يقرأها, عملت نادين مع اللاجئين من فئة الشباب، بهدف التخفيف من الصدمة التي مروا بها، والتي ترافق لمرحلة ما بعد الصراع، ألفت كتابين يتطرقان إلى التراث الثقافي السوري العريق الذي تفتخر به، إضافة إلى جوانب من حياة اللاجئين، رشحت نادين لنيل ميدالية كيت غريناواي كما فازت بجائزة المركز الثقافي العربي البريطاني في العام 2019.
تقول نادين خلال وباء كورونا وأثناء الصراعات، تستمر النساء بلعب دور القائدات وصانعات السلام. وبالرغم من ذلك، فإن الأنظمة مصممة لتكون ضدهن، يجب أن يستمر النضال من أجل إعادة تصميم هياكل هذه الأنظمة كي تتمكن النساء من التعبير عن أنفسهن بشكل كامل.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.