كمال الشوفي

باحث وسياسي سوري

الوحدة هي كلمة سر النصر لكل قوى الحراك الوطني

قال عليه الصلاة والسلام (( اياكم وخضراء الدمن, قيل ما خضراء الدمن  يا رسول الله قال المرأة الحسناء في المنبت السوء, والشيء بالشيء يذكر.

فالكلمة الوطنية النقية المسؤولة في مجتمع الخيانة لا تأت اوكلها, ففي عام ال1977 وبعد ان حوصر الوضع الداخلي في سورية على يد رأس العصابة المقبور, حاول ان يغطي هزائمه فطلب اللقاء بالمرحوم صلاح البيطار وهيئ له شقة سكنية بفندق سميرا ميس بدمشق وعلى جدول الاعمال في اللقاء الأول ان يتسلم البيطار رئاسة الوزراء ويتسلم المرحوم منصور الأطرش رئاسة مجلس الشعب ويتسلم المرحوم حمود الشوفي وزارة الخارجية, فطلب البيطار موعدا ريثما يتشاور مع كل من منصور وحمود ورهط من أصحاب الرأي.

فكان الإصرار بالإجماع ممن التقاهم البيطار انه ممكن ذلك بشرط  ان يعود الجيش الى ثكناته وإلغاء المحاكم الميدانية وابعاد الجيش عن التدخل بالسياسة, في اللقاء الثاني تنكر المقبور, واتضحت للبيطار نواياه وبدلا ان يعود الى الفندق تابع سيره الى المطار وكان قد صدق  حدسه اذ تم تطويق الفندق لإخفائه على غرار ما فعل بموسى الصدر وما فعل  وريثه القاصر مؤخرا بشبلي العيسمي.

فالكلمة الحرة الجريئة في الموقع السيئ قد تودي بصاحبها, وبالمناسبة  فمقولة ( انا او لا احد) ليست حديثة الولادة, ففي عام 1980 كتب البيطار يفضح نظام العصابة في مجلة الاحياء العربي التي أقامها  في فرنسا صحبة حمود الشوفي بعد ان استقال  حمود من رئاسة مندوبية سورية في الأمم المتحدة.

وقد أدت لاغتياله في كمين له ولحمود بالمصعد وقد نجا حمود بفارق ثواني من دخول المصعد  !! مما يؤكد  عقلية العصابة (انا او لا احد او احرق البلد) وتدرك هيئة التفاوض  .. واللجنة الدستورية ذلك.

وامامنا  بأم العين والسمع انه لا عمل   للسلطات الثلاث  فلا عدل في وزارة العدل ولا تشريع في مجلس التشريع, ومع ان  الحكم  يقوم على المتناقضات فقد جاء بتوافقات دولية فالعلاقات بين الدول كما نعلم تحكمها المصالح لا الأخلاق, وإلا كيف لنظام فئوي فردي عائلي عسكري مناقض لجميع اعراف الممارسات الوطنية, ان يحكم سوريا, نظام يمارس الاستبداد الأمني, نظام قائم على تدمير البنى التحتية وتهجير الوطنيين والعلماء والمفكرين والأطباء والمهندسين والإعلاميين والمرافق لهبوط الليرة وجعل الحياة غير آمنة وتسهيل الفساد وافساد من لم يفسد بعد, وتقسيم الدولة الى دويلات والاستقواء بالأجنبي, ليطفو لدينا على السطح قيادات مبعثرة ضعيفة الإداء  تفتقر للتجربة  قذفت بهم الاحداث  المأسوية الى سوق السياسة وتسلل من خلالهم المنتفعين وتجار الحروب والمخبرين من الدول اللاعبة على الساحة السورية.

وحيال ما تقدم ذكره لابد  كما أرى, من  وقفة تأمل تؤدي الى فرز  تخصصات وطنية قيمة ذات حظوة, وان كلمة سر  النصر هي الوحدة لكل قوى الحراك الوطني الشعبي  يتقدمها مجموعة ريادية وليست قيادية لترشيد الطريق نحو الثورة التي لم تبدأ بعد  ولا يمكن  ان تأخذ طريقها من الخارج, فالثورة عمدتها  من الداخل وعلى ارض الثورة, على ان تتوفر فيهم  الخبرة والكفاءة  والمناقبية لاستعادة القرار الوطني المستقل بإرادة حرة تملي ولا تستوحي  وإلا فلا نزل القطر.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: