
حسين علي البسيس
محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا
مساهمة المجلس العسكري بإعادة الحياة السياسية
على الرغم مما تثيره كلمة عسكرة في أذهان الشعوب من تساؤلات وأقاويل لكن في الحالة السورية فالوضع قد يكون مختلف تماماً لأسباب معروفة للقاصي والداني فبعد كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد على مدار أعوام الثورة بل كل ما ارتكبه نظام الأسد الاب أيضا من جرائم على مدى اكثر من نصف قرن حيث لم تسلم أي بلد من شره وخاصة العربية منها بأن طالتها تلك الجرائم والأمثلة على ذلك كثيرة مما يجعل من الواجب على المواطن السوري بشكل ضروري جداً التفكير ملياً بتغيير ادواته لتحقيق التغيير المنشود وإيجاد حل كامل للقضية السورية التي وصلت الى وصف الكثيرين لها بانها قضية عقيمة الحل بل يكاد المتابع للشأن السوري بأن يقول انها قضية قد وصلت إلى طريق مسدود لا حل لها فبعد فشل ذريع للكثير ممن هم في بوتقة السياسيين وكذلك الاجسام السياسية التي استلمت زمام أمور الثورة السورية على مدار اعوامها التي خلت واخذت دور الممثل للشعب السوري الثائر على نظام الأسد رغم تحفظ الشعب الذي ثار على كثير من شخوص تلك المؤسسات التي ادعت تمثيله لمعرفته بمدى ارتباطات مشبوهة للكثير منهم, حيث لم يستطيعون إلى هذه اللحظة تحريك المياه الراكدة بل على العكس تماماً كان دورهم اكثر هدماً لمكتسبات الثورة التي حققها الشارع السوري نتيجة ما قدمه من تضحيات جسام من شهداء ومعتقلين ومغيبين ولاجئين فهذه الاجسام المهترئة قد أصبحت عالة على كاهل الثورة السورية لأن شخوص تلك المؤسسات انحازوا لمصالحهم الشخصية ولم يقوموا بدور قيادي حقيقي يرقى الى تلك التضحيات الجسام. فقد عملوا على ترك مسار جنيف الذي هو مسار اممي للحل السياسي في سوريا وذهبوا الى طرق أخرى جعلت المشهد السوري اكثر تعقيداً فمسار سوتشي واستانة كانا اشبه بسكين لذبح الثورة من الوريد الى الوريد لدرجة انه أصبح دورمن يحضرون تلك الاجتماعات مقتصراً فقط على عد حلقات مسلسل الاجتماعات المارونية القادمة التي تشبه الى حد كبير مسلسل مكسيكي دون نتاج ملموس على أرض الواقع, فيبدو أن الرؤية والهدف غائبة لمن يحضر تلك اللقاءات التي لا تغني ولا تسمن من جوع لدرجة جعلت المبعوث الاممي ( بيدرسون ) يصرح من العاصمة الإيرانية طهران بقوله أن الأطراف لم تعد تتحدث عن إسقاط النظام, وهذا ان دل على شيء فهو يدل على الدور الهزيل لأجسام المعارضة الحالية وشخوصها الذين يديرون دفة الهياكل السياسية والعسكرية الحالية للثورة من هيئة تفاوض وائتلاف وطني ولجنة دستورية وحكومة مؤقته, سيما ان الكثير ممن هم موجودين في هذه المؤسسات جاؤوا نتيجة اجتماعات وتزكيات خلف الكواليس ضمن مصطلح ما يسمى (المرضي عنهم ) وان الغاية والهدف من جلبهم هو تحقيق مصالح شخصية لا أكثر وهذه هي الطامة الكبرى, وهذا ما يجعل الثوار الذين لازالوا على مسار طريق الثورة والنضال يفكروا ملياً بان تصبح لديهم خيارات جديدة بمعطيات جديدة وشخوص جدد نتيجة أدراكهم بان النظام لن يتفاوض مع من هو اضعف منه كما هو الحال مع المعارضة الحالية التي وضعت يدها على مؤسسات الثورة كأنها ملك شخصي. وبالتالي فإن نظام الاستبداد المدعوم من قوى دولية لن يعير أي اهتمام لتلك المعارضة الهشة وخاصة بعد ان أعتبر نفسه قد حقق تقدم عسكري على الأرض وهو غير آبه بالعقوبات الدولية الاقتصادية بينما الاجسام المعارضة مهتمين بتشكيل كانتونات ليحتموا بها ويفتحون معابرهم مع النظام المجرم حيث اصبح همهم إبقاء الحال على ما هو عليه. لذلك فالخيار امام الثوار هو دعم مشروع المجلس العسكري السوري الذي يحوي في هيكلته كتلة عسكرية كبيرة من الضباط وصف الضباط الذين يحاولون إعادة بناء الدولة السورية من جديد ضمن المشروع الوطني لسوريا كاملة على أساس المواطنة السورية بعد ان دمرها نظام الاستبداد ولصوص من المعارضة التي اصبح دور عدد منهم تقديم خدمات لسفارات بعض الدول وتركهم الشعب لمصير مجهول امام نظام مجرم وقوى إرهابية وأخرى ذات أفكار تقسيمية. فاليوم الشعب السوري بحاجة ماسة الى قوة عسكرية موحدة على كل الأرض السورية لحفظ الامن وطرد المحتلين وشذاذ الافاق وإعادة حالة الاستقرار وتقديم المجرمين للعدالة وان العمل الذي يقوم به المجلس العسكري السوري ليس طارئاً بل له أساس قانوني موجود في صلب القرار الدولي 2254 سيما ان عمله محدد بفترة انتقالية.
وعليه فلا بد من استغلال الوضع الدولي والمتغيرات على الساحة الدولية التي تحدث سواء في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم والوضع الإيراني والوضع العربي من قبل الشارع السوري لمطالبة المجتمع الدولي بالإسراع بدعم تشكيل المجلس العسكري السوري وذلك للعمل على إعادة الحياة السياسية لسوريا لان النظام والمعارضة الحالية بشقيها السياسي والعسكري الحالي يريدون بقاء الحال على ما هو عليه وان سقوط احدهم هو سقوط للأخر فالمواطن السوري يتعرض يومياً لسلسلة من الجرائم وعلى كافة تراب الأرض السورية من مجرمين قتلة خارجين عن القانون سببت حالة من الخوف والرعب والقهر لدى المواطن السوري مما يجعل الواجب على كل الوطنيين الوقوف مع خيار المجلس العسكري السوري ورفض الهياكل الحالية الموجودة على كل الساحة السورية التي اثبتت فشلها بكل المقاييس وبنتيجة المطاف فالمجلس العسكري سيقوم بدوره لتحقيق الانتقال السياسي مع بقية الهيئات الأخرى من سياسية وقضائية واقتصادي واعادة الحياة السياسية التي يريدها السوريين بعد تهيئة المناخ الملائم وإعادة دورة الحياة للشعب السوري الذي لازال مستمر بتقديم التضحيات فالعمل هو رفع الشعب المقهور لصوته رغم ما يعتريه من حالات تشرذم لدعم تلك القوة العسكرية الوطنية لتخليص سوريا من الإرهاب الموجود المتمثل بإرهاب الدولة ونظام الاستبداد الذي جلب كل القوى الغير سورية ومليشيات أيران الدولة المارقة الى داخل الوطن وساهم بانتشار المخدرات وشبكات الدعارة والاتجار بالبشر والتفكك المجتمعي وساهم بتحويل المجتمع المدني الى مجتمع فاشل وربطه بعجلة الامن والمخابرات.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.