
جيهان الأحمد
إعلامية سورية
الإعلام والديمقراطية…. علاقات وطيدة
ُيعرف الإعلام بأنه الإخبار ونقل المعلومة وتوصيلها بعد التأكد منها للجمهور المتلقي، بكل حيادية وصدق.
والديموقراطية هي طريقة الحكم التي تضمن وصول الأشخاص والافراد لأماكنهم من خلال الانتخاب الحر وفق الدساتير والقوانين المرعية.
فإننا من هنا لابد وأن نرى علاقة نسبية بين التعريفين فكلما كانت هناك حرية أكبر فإن الديموقراطية ستكون أكثر ممارسة في المجتمع و يكون دور الاعلام أكبر وسلطته أوسع ويكون بحق السلطة الرابعة التي تمارس الرقابة والمتابعة وكشف الأخطاء والإضاءة على النواقص التي تعتري الممارسة السياسية والإدارية في المجتمع.
اذا كانت الديموقراطية هي السبيل للوصول الى حكم رشيد وحر يضمن الممارسة السياسية الفعالة لأبناء المجتمع ويضمن العدالة التمثيلية لهم فإن الإعلام هو من يدعم هذه الممارسات, كما أن وسائل الإعلام الحرة نتاج وثمرة العملية الديمقراطية، لأن وجود المناخ الديمقراطي من شأنه أن يضمن وجود وسائل إعلام مستقلة تعزز حرية التعبير وتثري العقل البشري، وهذا من شأنه أن يعلي من قيمة وممارسة حقوق الإنسان.
ومع انتشار مساحة ودور شبكات التواصل الاجتماعي أضحى من السهل بث وتداول معلومات كاذبة سريعا كماً وكيفاً، وهو أمر خطير يهدد العملية الديمقراطية ويحيطها بالخطر البالغ، حيث تساعد شبكات التواصل الاجتماعي على سرعة دوران ونشر المعلومات الكاذبة، وهو ما يتناقض تماما مع أسس الديمقراطية، بل يعرضها للخطر.
ومع خروج إعلام الثورة عن النص الذي فرضه نظام الأسد لعقود، وأنه قام على الانحياز لفكر الثورة السورية التي قامت ضد الاستبداد والدفاع عن الحريات العامة، وقيام دولة مواطنة وقيم الديمقراطية ونبذ خطاب الكراهية”، فقد أسهمت الثورة في ظهور منابر إعلامية كما أن تجربة عشر سنوات من العمل الإعلامي تميزت بعدد كمي كبير من التجارب الإعلامية”، كما أن الثورة كسرت القيود المفروضة على الإعلام، وخلقت مساحة من الحرية للصحفيين والصحفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تحديداً، إلا أن الإعلام السوري بشكل عام لم يرق لمستوى الحدث، خاصة وأن غالبية وسائل الإعلام السورية تنقل وجهة نظر واحدة من الصراع”، بحيث “ظهر إعلام حزبي، ومناطقي، وإعلام يتبع لمنظمات أو قيادات سياسية أو تيارات دينية. وهذا الإعلام يردّ على أي انتقادات، في تكرار لما حصل ويحصل في مناطق النظام”.
أسهم التحول الذي فرضته الثورة في ظهور صحافة المواطن، بمشاركة المواطنين السوريين في توثيق أحداث الثورة والانتهاكات التي رافقتها من كل قوى الصراع،
بالإضافة إلى عدم التنسيق بين وسائل الإعلام المعارضة لخلق نقاط تركيز حول قضايا محددة، وطغيان العمل الثوري على المهني، كما أن الإعلام المنحاز لقيم الديمقراطية كان محارَبا حتى في مناطق المعارضة بسبب هيمنة التنظيمات الراديكالية هناك”.
ويعود تدخل “سلطات الأمر الواقع في مختلف المناطق السورية في الإعلام نظراً لأهميته ودوره في تشكيل الرأي العام تجاه منطقة سيطرتها”
مما سبق نستنتج أن الديمقراطية الإعلامية هي عبارة عن مجموعة من الأفكار التي تدعو إلى إصلاح الإعلام وتقوية خدمة البث العامة وتطوير الإعلام البديل والصحافة العامة والغرض المعلن منها هو خلق نظام إعلامي يقوم بإخبار وتمكين جميع أفراد المجتمع وتعزيز القيم الديمقراطية.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها