العقيد محمد عيد الأحمد

مختص في الشؤون العسكرية

لماذا أخترع الإنسان الطائرة ..؟

كان الانسان يحلم بالطيران عندما كان يراقب الطيور التي تحلق في السماء وراح يفكر في كيفية اختراع أو حتى محاولة الطيران بنفسه من خلال تقليد الطائر كما فعل عباس بن فرناس والذي يعتبر هو أول أنسان يحاول الطيران في العالم .

ولعباس ابن فرناس اختراعات كثيرة مثل تصميمه لساعة مائية واخترع النظارة الشفافة من الحجارة ولكن اعظم إنجازاته هو صنع جناحين ومحاولة الطيران ليسبق بذلك كل من يدعي الطيران قبله, ثم تتالت بعد ذلك محاولات الطيران باختراعات ونماذج كثيرة وكان الاخوين رايت الامريكيان هم من اخترع اول طائرة حلقت بالسماء كما يدعون لان هناك الكثير قبلهم حاول مثل ما هم حاولوا ولكنهم نجحوا أخيرا بالطيران والتحليق كما كانوا يحبون رغم محاولات الفشل الكثيرة ولكن شقفهم بالطيران دفعهم الى النجاح أخيرا في عام ١٩٠٣وهذه صورة لأول طائرة لهما.

ثم بعد ذلك أصبح تطوير الطائرات وصناعتها سباق بين الدول وخاصة الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية حيث شهد عالم الطيران ثورة هائلة في التقدم ويتم تطوير الطائرات اثناء الحروب وخلال الطلعات الجوية من خلال معرفة الملاحظات التي يكتشفها الطيارون اثناء تنفيذ الطلعات الجوية سواء تدريبية أو قتالية خلال الحرب.

وصنعت  مجموعة متنوعة من الطائرات العسكرية وتشمل الطائرات القاذفة، والطائرات المقاتلة، وطائرات النقل العسكري، وطائرات التدريب، وطائرات الاستطلاع, وهذه  الأنواع المختلفة من الطائرات تسمح بإنجاز مجموعة واسعة من الأهداف العسكرية, ومن ثم وبعد التطور الهائل في التكنولوجيا تم صناعة الطائرات المسيرة بدون طيار والتي تستخدم لأكثر من غرض سواء تصوير واستطلاع وتنفيذ مهام قتالية بدقة متناهية.

ولكن سرعان ما تحول حلم الانسان بالطيران والتحليق في السماء الى كابوس وألة دمار قاتلة, حيث زجت الطائرات منذ البداية بالأعمال القتالية وشاركت بشكل فعال في تنفيذ مهام التغطية الجوية والمظلة الجوية للقوات الصديقة على محاور التحرك وعلى طول خطوط الجبهات.

في الحرب العالمية الأولى 1914ـ1918 استخدمت الطائرات ذات المحركات المروحية يعني محركات مكبسية تشبه الى حد ما محركات  السيارات

وكانت تصنع  بنيتها من الخشب والقماش و الأسلاك الناقلة للحركة وكانت أحادية الجناح أو ثنائية أو ثلاثية الأجنحة، بطيئة السرعة نسبياً, وكانت مناورتها بسيطة ومحددة حيث تحمل القنابل وتلقى يدويا على أهدافها تماما, وقد اقتصر تسليحها على المدافع الرشاشة ذات العيار الخفيف.

 ونتيجة للتطور السريع في صناعة الطائرات الحربية لتلبية الاحتياجات العسكرية ومتطلباتها، سواء في الأعمال الهجومية أم الدفاعية، استطاع الطيران قلب موازين القوى أثناء الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945.

وقد تطورت صناعة الطائرات بين الحربين العالمية الأولى والثانية حيث كانت الطائرات تعتمد على القاء اكبر كمية ممكنة من الذخائر والقنابل وبشكل عشوائي تماما كما فعل نظام الأسد في حربه ضد شعبه الذي طالب بالحرية والكرامة وانتشرت المصانع الضخمة  في أمريكا وأوروبا واصبح الانفجار التقني والفني في صناعة الطائرات القاذفة والمقاتلة وطائرات الاستطلاع وخاصة بعد صناعة الطائرة بمحرك نفاث وسرعة فوق الصوت وعجلات تطوى ضمن الاجنحة.

ومن ابرز الطائرات التي أظهرت قدرات قتالية عالية في تلك الفترة: سبيتفاير وهنكل ومسرشميث وسبيتفاير ومسرسميث وهاينكل, وهذه الصور لبعض النماذج

وباختراع  المحرك النفاث عالم صناعة الطائرات  دخل الطيران الحربي مرحلة جديدة في سباق صناعة الطائرات المقاتلة والقاذفة وطائرات الاستطلاع التي تحلق على ارتفاعات عالية وسرعات كبيرة جدا بالإضافة الى التطور الهائل في منظومة التسليح وتقنيات التسديد والإصابة بدقة عالية على مبدأ  أطلق وانسى .

وبعد الحرب العالمية الثانية ودخول مرحلة الحرب الباردة بين القطبين الأمريكي والاتحاد السوفييتي سابقا اصبح هناك تطور هائل في عالم الطيران العسكري بأنواعه المختلفة من مقاتلات وقاذفات وحوامات ونقل عسكري وظهرت مقاتلات لديها قدرة عالية على المناورة وتغيير الاتجاه والارتفاع بسرعة كبيرة, كما ظهر طائرات مزودة بمحركات توربينية نفاثة يمكنها تجاوز سرعة الصوت بأضعاف عدة وبأشكال اجنحة مختلفة (متراجعة وسهمية وافقية ومتحركة) ومنها طائرات اف بأنواعها والميغ بأنواعها والفانتوم

ومازال الباب مفتوحا على مصراعيه للابتكارات الجوية والاختراعات المميتة التي نشاهدها كل يوم كما فعلت ألة القتل الروسية التي دخلت الحرب بشكل فعلي في عام ٢٠١٥ الى جانب نظام القتل والاجرام نظام الأسد وجربت اكثر من ٢٠٠ نوع سلاح على شعب اعزل.

ان ما القاه النظام من أنواع الذخائر الجوية الغبية والذكية والموجهة والليزرية والرادارية وغيرها يفوق بحجم دماره ما تفعله القنبلة النووية, وكل هذا السلاح من صنع روسيا.

في النهاية حلم الطيران الذي كان مستحيلا اصبح واقعا ملموسا ولكن تحول ألة الحلم الى ألة للدمار وللقتل جعل من هذا الحلم كابوسا مخيف للبشرية.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها

%d مدونون معجبون بهذه: