المقدم محمد العبيد

مختص في الشؤون الأمنية

الإعلام والأمن و حتمية العلاقة بينهما- ج2

الإعلام والأمن و حتمية العلاقة بينهما- ج2

المبحث الثاني  – المعوقات  في تحقيق العلاقة الصحيحة ما بين الأمن والإعلام

1-     المشكلات التي تواجه الإعلام الأمني.

2-     الانفلات الأمني والانفلات الإعلامي.

3-     عناصر عملية الإعلام الأمني.

1- المشكلات التي تواجه الإعلام الأمني:

رغم ما تم ذكره من أهمية الإعلام والأمن إلا أن هذا الموضوع قد تواجهه بعض من المشكلات وخاصة في البلدان التي لازالت تسير في خطى تطبيق الديمقراطية.

1-الحدود الفاصلة ما بين حرية الإعلام وخصوصية الأمن.

هي من أخطر المشكلات حيث تشهد مختلف الديمقراطيات احترام  حرية الرأي والتعبير، إلا أنها تصطدم في كثير من الأحيان بضرورات الحفاظ على الأمن القومي للبلاد وهذا ما يدفع الدولة أحيانا لتقييد الحريات ، وبالتالي عدم نشر بعض المعلومات التي تتعارض مع أمن المجتمع.

2-المعلومات:

هذا يعني أنه لازالت هناك عقبات تحتم عدم اتاحة وضع كامل المعلومات أمام الإعلام لأسباب تراها المؤسسة الإعلامية أنها أمنية بحتة، وهذا ينعكس على طرح الإعلام لمعلومات غير مكتملة وبالتالي غير صحيحة.

3-الإرث الماضي للمؤسسة الأمنية :

اكتسبت المؤسسة الإعلامية عبرا تاريخها الطويل عداء شعبيا نظرا لطبيعة المهام التي تقوم بها وقد تكون المؤسسات الإعلامية بقصد أو دون قصد في تقديم الصورة السلبية عن المؤسسة والقائمين عليها.

4-الثقافة الرائجة:

تصطدم أعمال المؤسسة الأمنية بما إعتاد عليه المواطن من أساليب لعملها غير المنضبط، حيث تسعى المؤسسة الأمنية لكسب ثقة شعبها غلا أنها تصطدم بالثقافة المترسخة من ثقافة رائجة حولها حتى وإن قدمت ما يحقق الأمن للفرد والمجتمع.

5-غموض المصطلح الإعلام الأمني:

لازال هذا المصطلح محاط بكثير من الغموض فهو ليس مقتصرا بغموضه على المؤسسة الإعلامية فقط بل على المؤسسة الأمنية كذلك .وهذا ما يؤثر على نتائج العمل والعمل برمته.

6-ضعف الإمكانيات المتاحة للإعلام الأمني:

هذا يتعلق بإعداد الكوادر الضرورية لهذا العمل التخصصي وعدم امتلاك الرؤية العلمية واضحة لإعداد كوادر إعلامية مدربة يمكنها الخوض بهذا المجال التخصصي.

7-المنافسة بين وسائل الإعلام:

أدت المنافسة بين وسائل الإعلام لجذب الكثير من الجمهور لتحقيق المزيد من الأرباح على حساب الدقة بالمعلومات وتغليب السبق الإعلامي على الصدق والثقة.

8-عدم وجود خطط استراتيجية إعلامية للإعلام الأمني:

تفتقد الكثير من المؤسسات لمثل هذه الخطط وبالتالي تكتنف العمل الكثير من السلبيات من حيث طريقة إيصال الرسائل للجمهور وتكون الرسائل بمحتواها تحمل الكثير من المغالطات والعشوائية وغياب تام للمصداقية.

2-الانفلات الأمني والانفلات الإعلامي:

الانفلات الأمني:

يشكل الانفلات الأمني تحدي كبير لأمن المجتمع والدولة، وقد لاحظنا أن الأمن الذي يتناول الدولة هو الأمن الإنساني بكل قطاعاته وبالتالي فإن الانفلات الأمني الذي قد يطال “القطاع السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي، البيئي، العسكري” كل هذا له انعكاسات سلبية على حياة الفرد وبالتالي المجتمع والدولة، كما أن الانفلات الأمني قد يكون سببا في تفشي الكثير من الأمراض الاجتماعية المهددة للمجتمع برمته كما هو الحال في “انتشار المخدرات، الجريمة المنظمة، الإرهاب”.

الانفلات الإعلامي :

إن هذا النوع من الانفلات لا يقل خطورة عن سابقتها فغزو العقول بأفكار منحرفة واطلاعهم على قيم وعادات وسلوكيات لا تتفق مع القيم الأخلاقية للمجتمع يمثل تهديداً للهوية والمجتمع برمته.

وهنا لابد لنا من التوقف عند الانفلات الإعلامي من خلال:

  • تزايد عدد القنوات الفضائية غير المراقبة من جانب حكوماتها والتي تحمل في طياتها الكثير من الشوائب غير الصحيحة سواء سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا.
  • عدم وجود أي ضابط قانوني يضبط عمل هذه القنوات وبالتالي باتت سلاح فتاك داخل كل بيت.
  • غياب مواثيق العمل الإعلامي فالمتابع للشأن الإعلامي العربي لا يجد أية قوانين تنظم عمل القنوات الفضائية.
  • عدم وجود المختصين الإعلاميين حيث باتت مهنة من لا مهنة له.
  • الإعلام حتى الرسمي والحكومي بات يسهم في تشويه الكثير من الحقائق الثقافية العربية نتيجة التجاذبات السياسية بينهما.
  • إلهاء المتابع عن قضاياه الأساسية وواقعه الحالي ومشكلاته الحقيقية.
  • سيطرة الإعلان على القنوات مما أدى إلى غلبة المادة الإعلانية على المادة الإعلامية.
  • بات الربح هو الدافع الأكبر واراء استحداث هذه المحطات الإذاعية.
  • باتت غالبية المحطات تأخذ في طياتها البعد المذهبي لضرب وحدة المجتمع بدل من صهرها وتوحيدها.

3-عناصر عملية الإعلام الأمني:

تتشابه عناصر العمليتين الإعلام الأمني مع الإعلام العادي، وعليه فإن الخصائص هي:

-القائم بالاتصال: وهي الجهات الأمنية المختصة في اطلاق الرسالة الإعلامية، وموضوعها، والجمهور المستهدف.

-الرسالة: وهي المضمون، أو الفكرة، أو الموضوع، أو الخبر، أو المعلومة المراد نقلها إلى المتلقي وتعبر الرسالة هي الهدف الذي تصبو عملية الاتصال إلى تحقيقه كما يجب أن تتسم الرسالة بالتوازن بين الشكل والمضمون بالإضافة إلى الدقة والوضوح وعدم استخدام أي ألفاظ، أو جمل تقبل تأويلاً وتفسيرات متعددة.

-القناة الإعلامية: باختلاف أشكالها المقروءة أو المسموعة أو المرئية، وتحدد طبيعة الرسالة وخصائص الجمهور المستهدف ، ونوعية وسيلة الإعلام المراد استخدامها لهذا الغرض، وقد يستخدم الإعلام الأمني أكثر من أداة لنقل مضمون رسالته الإعلامية، خاصة إذا كانت تشمل عدة قطاعات، واتسعت رقعة الجمهور المستهدف.

-الجمهور المستهدف: يعتبر الجمهور هو الأساس الذي يبنى عليه الإعلام وبالتالي فإن كل ما يتعلق بالرسالة وما تحتويه من مضامين يجب أن تكون منسجمة مع خصائص الجمهور “عاداته، تقاليده، لغته، قيمه، مفاهيمه” وبالتالي فإن الرسالة لابد أن تأخذ كل ما ورد ذكره بعين الاعتبار، كل ذلك سيكون له انعكاسات إيجابية على الجمهور، وعلى اعتبار أن هذه المسألة لها أهميتها كان لابد لأي عملية تخطيط مسبقة أن تأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار.

-التغذية العكسية: هي كل ما يصدر عن الجمهور المتلقي من ردود أفعال وتعتبر هذه النقطة هي بمثابة اكتمال العملية الإعلامية والتي تمهد لدورة جديدة، كما يمكن القياس من خلال هذه العملية على مدى التأثير في الجمهور المستهدف، ومدى فهمهم لمحتواها وهو مايدل على فعالية الرسالة الإعلامية وضمان لاستمراريتها وهذا كله يتطلب نجاح عملية التخطيط والإنتاج للمحتوى الإعلامي.

%d مدونون معجبون بهذه: