
ياسر بدوي
كاتب وصحفي سوري
تعويم النظام الوحشي
تختلف زوايا النظر الى تطور مسار الأحداث في سوريا والنظام القائم في دمشق، إذ ما تزال المخاوف قائمة من إعادة تأهيل النظام، وما تزال فئة لا يستهان بها من السوريين على قناعة من إعادة تعويم النظام عبر البوابة العربية، وهي قناعات ومخاوف ومواقف تعتمد على أخبار جزئية متقطعة تخرج من هنا وهناك، وتتعمد خلط التكتيك بالاستراتيجيا البعيدة التي تمتلكها الولايات المتحدة اتجاه سوريا حيث الخاتم الأخير لمهر أي حل في سوريا.
بعد قانون قيصر الأمريكي، قدم النائبان في مجلس النواب الأمريكي، النائب الجمهوري جو ويلسن، والديمقراطي منسيتي غونزالس مشروع قرار بعنوان الذكرى ال 11 للثورة السورية ضد بشار الأسد والاعتراف بها، وكان لافتا الوصف في صيغة المشروع وصف النظام بالوحشي وقد تكرر أكثر من خمس مرات وتم ربطه بنظام بشار الأسد الشيء الذي يؤشر الى جوهر السياسة الامريكية ببعدها الاستراتيجي.
لا شك أن المراوحة في المكان بشأن الحل في سوريا يجعل المتابع في حالة قلق وتساؤل لكن الرؤية السياسية التي تكون بمعزل عن العواطف والمعاناة تحكم مسارات الصراع، فروسيا وبعد عدوانها على أوكرانيا أظهرت أن بوتين لديه طموحات عالمية كبيرة، وسوريا من ضمن هذه الطموحات، وهذا يقلل من تأثير فرضيات كان يتهامل معها العقل السياسي السوري على أنها مسلمات والتي ترى أن الولايات المتحدة تستطيع طرد روسيا من سوريا بصرخة واحدة؟
تحاول روسيا الضغط على الدول العربية من أجل إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد الوحشي، وأبرز هذا الضغط على المملكة العربية السعودية تجلى من خلال زيارة مبعوثين وأمنيين روس برئاسة الكسندر لا فرنتيف واجراء لقاءات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الاستخبارات الفريق خالد الحميدان وعضو مجلس الشؤون السياسية والمنية مساعد العيبان، بهدف تليين الموقف السعودي إزاء الأسد، وفوجئ بمعارضة سعودية حازمة لعملية التطبيع في الوقت الحالي؟ حيث قال المسؤولون السعوديون بأن النظام السوري لا يزال غير مؤهل للبدء في عملية التطبيع لسببين، عدم مقدرته على تحجيم الدور الإيراني في سوريا وتصديره للمخدرات. وأن الجهود التي يقوم بها رجل الاستخبارات حسام لوقا لتهميش دور ونشاط الميلشيا الإيراني غير كافية، إضافة الى الريبة من زيارة علي مملوك الى طهران.
كذلك تعثر مشروع الكهرباء عبر الأراضي السورية اذ لا يوجد من يمول المشروع بسبب عقوبات قانون قيصر، حيث يحتاج المشروع الى 200 مليون دولار، وحتى القاهرة لن تقوم بإجراءات أحادية لتمويل المشروع تحسبا أن يعود عليها بعقوبات من قبل الخزانة الأمريكية.
خلاصة القول النظام محاصر بالعقوبات الغربية و بالماء السورية، والروس يحاولون إعادة تأهيل النظام لكن دون جدوى، والتعويم القائم هو في اطار الدعايات و المحاولات البائسة، التعويم الحقيقي هو لسوريا بنظام و حكومة راشدة تحقق العدل و الخير و السلام، و لعل جملة المندوب السعودي في الأمم المتحدة المعلمي ترد على المخاوف من تعويم النظام – لا تصدقوهم؟.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.