أحمد عرابي

أكاديمي سوري

مبشرات النصر زوال الطغاة ….. بشار بوتين الخميني

إن مصارع الطغاة من مبشرات النصر فيقيناً رحيل الظالم نعمة, فالظالم مهما ظن أنه في عصمة من أمره وحماية ومنعة, فيأتيه المكر والفناء من مأمنه وتلك سنن باقية وممتدة إلى يوم القيامة, والبغي عاقبة أمره الخسران والخزي في الدنيا وعذاب الآخرة , وإن الناظر في التاريخ يجد الظالمين مذكورين بكل مواقف الخسة والفضيحة والقدح  فآثارهم وجرائمهم وسفكهم للدماء مازالت تنزف حتى الآن فالتاريخ لن يخلد إلا الأحرار الشرفاء الذين قدموا لشعوبهم وأوطانهم كل القيم والمحبة والعطاء والدفاع عنه ضد هؤلاء الطغاة المستبدين  الطاغية … من أين يأتي منا أم مما كسبت أيدينا ؟ هل يمثلنا الطاغية بشكل أو بآخر؟ هل ننتمي إليه وينتمي إلينا ؟ ألا تخجل الشعوب من نفسها في وجود طاغية في بلدانهم كالطاغية بشار الأسد في سورية والطاغية بوتين في روسيا والطاغية الخميني في إيران و..الخ,  فإن المسألة هنا فعلاً مسألة كرامة شخصية, فردية وجماعية, لأن الطاغية موجود , وفي وجوده إهانتنا واهتزاز ثقتنا بنا وخجلنا أمام  أنفسنا وأمام الآخرين ومن هنا راح الطاغية يخفض ويرفع, يعزل ويولي, يذل ويعز, حتى لم يعد في الدولة كبير أو صغير, قائد أو سياسي, يحس اطمئناناً أو سكينة نفس إزاء أفاعيل الطاغية الرهيب الذي لم يغيره ما نال من حظوة وسيادة فظل على ما كان عليه شاذاً قاتلاً  قذر الهيئة أشعث المنظر…!  كل طاغية عندما يقترب من مصرعه يردد في أعماقه : لقد قامرت حتى النهاية ولكني غُلبت على أمري ولا يمكن للإنسان أن يتحدى القدر مرتين وكل طاغية يموت الموتة التي تتناسب مع طباعه وأخلاقه وعمق أطماعه  وحين لم يتبق أمامه أي شيء أو أمل ولم يعد هناك أي شرف أو أدنى ولاء له وتلك هي حياته وذلك هو مصيره من الوحل إلى السلطة ومن السلطة يعود مرة أخرى إلى الوحل…! هكذا قالها الشيطان غريغوري راسبوتين وهو يتلقى الرصاصات القاتلة في بطرسبورج, وقالها هتلر قبل أن ينتحر في مخبئه بدار الاستشارية في برلين كما قالها الدوتشي في ميلانو قبل أن تضرب جثته بالأقدام وتنهال عليه مئات النعال وهكذا أيضا قالها شاوشيسكو في رومانيا قبل أن يستسلم لتكون له النهاية نفسها, ثم هكذا أيضاً قالها معمر القذافي  وهم يسحبونه على الأرض لتكون نهاية الطريق مثل باقي الطغاة في التاريخ الحديث ..الطاغية الشيطان بشار الأسد !

وكان في سورية حتماً أن يثير كل هذا كراهية يذكي أوارها الخوف ويؤجج سعيرها ما أشيع من أن هذا الشيطان الذي تقمّص  دور الطبيب الشاب المنفتح المتحضر الذي درس في بلاد أوربا بلاد الحرية والديمقراطية أنه يسعى إلى الغدر والخبث والخيانة للشعب السوري وقد أعدت كل من إيران وروسيا شهية الشيطان الذي لا يشبعه شيء ولم يكن هذا يتصور أن كل هذه المشهيات مليئة بالسموم التي أعدت جيدا للقضاء على كل من يعارض هذا الشيطان وعصابته المجرمة في سورية التي خطط لاحتلالها وقتل شعبها.

انتصار الشعب : وحدث ما قرره  الشيطان رغم طغيان قادته وما فعلوه من قتل واعتقال للشعب إلا أن قوة الثوار وتقدمهم اضطره إلى التراجع بعد هزائم متوالية وهي ضربة لم يستطع هو ولا قواته أن يبرأ منها بعد ذلك وأصبح الطريق أمام الشيطان بشار الأسد الطاغية مؤدياً إلى الكارثة ونقطة التحوّل الكبرى التي لم تمنعها أوامره إلى قواده الشبيحة الطغاة ممنوع الاستسلام نهائياً وعلى الجيوش أن تحتفظ بمواقعها إلى آخر رجل فيها وإلى آخر طلقة معها ولكن كان لابد من الانهيار, وأخذ نجم الطاغية بشار الأسد يأفل سريعاً وكان تفكيره الأكبر أن يحصل له ما حصل للرئيس معمر القذافي من قبله فقال في نفسه : ( لقد قررت ألا أقع في أيدي الأعداء الذين يطلبون أن يمثلوا بي أمام الجماهير) ولكن ذكرى الكابوس الذي خلفه على الشعب السوري ومقتل ملايين الأبرياء من البشر وتشريدهم لاتزال باقية ومستمرة حتى الآن .

آخر الطغاة حتى الآن :

أحداث السقوط الأخير للطاغية : ( إنه كان مثل كل الطغاة مغروراً, جاهلاً, جباناً, إذ توهّم أن جيشه من الأشاوس والمغاوير والنشامى سوف يكونون ستراً وغطاء له ولكن ذلك الجيش منهم من انشق عنه ومنهم من استسلم وفر هارباً  وسقط جيش الطاغية الشيطان, ولأنه جبان انفضت الدنيا من حوله لا جيش ولا شعب ولا أصدقاء له بل نبذته كل دول العالم فاستعان بالشيطان الأكبر بوتين رئيس المافيا في روسيا, وهنا أنقذ الشيطان الأكبر الشيطان الأصغر من السقوط ولكن بعد أن دمر كل سورية وقتل ما قتل وشرد أهلها وأصبح فرعون وظنّ أنه الأعلى فقام بالهجوم لاحتلال أوكرانيا وقتل ما قتل ودمر البلاد ولكنه لم يحسب حساباته الصحيحة بأن أوكرانيا ليست سورية فانقلب السحر على الساحر وأصبح هو وشعبه منبوذاً من كل دول العالم وأصبح محاصراً عالمياً, لقد دخل فرعون البحر لكي يغرق به ويلقى مصير الطغاة الذين سبقوه إنها نهاية كل فرعون طغى وتجبر .

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: