
حسين علي البسيس
محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا
جرائم مرعبة لنظام متوحش
ان الدولة السورية منذ نشأتها حدث فيها الكثير من الجرائم وقد ترافق ذلك مع نتيجة تقلبات الأوضاع السياسية فيها فمنذ مرحلة الانقلابات العسكرية التي مرت بها البلاد حدثت حالات سجن واغتيالات كثيرة لا تعد ولا تحصى إلا أنها محفوظة في ذاكرة السوريين .وأنه منذ استلام حافظ الاسد السلطة بالقوة العسكرية واستخدامه حزب البعث كأداة لتثبيت حكمه حيث جعل السلطات الامنية المتعددة هي من يتحكم بالحياة اليومية والتحكم بحزب البعث والشعب بل وصلت درجة التحكم إلى أقصاها بمعرفة كل شاردة وواردة حتى الهواء الذي يتنفسه المواطن وهذا كله تم من خلال اتباع منهجية أمنية وعسكرية وسياسة الحديد والنار تم من خلالها وضع المواطنين بالسجون والقتل خارج نطاق القانون .وكل ذلك من اجل تثبيت حكم استبدادي أوليغارشي أسدي لم يرحم أحد .فقد أرتكب نظام الاسد منذ استلامه السلطة العديد من المجازر التي لا تعد ولا تحصى من خلال قتله لعدد من الضباط العسكريين والتخلص منهم وكذلك قتل عدد من الشخصيات المدنية التي لها دور كبير بقيادة المجتمع السوري وارتكابه لعدد من المجازر التي اصبحت معروفة للقاصي والداني في حقبة الثمانينات سواء في حلب وحماه وتدمر وكذلك حملات الاعتقالات التي طالت حتى من هم دون سن الثامنة عشر وقد تم قتلهم بدم بارد بل وصل حد الاجرام بهذا النظام الى قتل شخصيات عربية من دول عربية عدة من خلال رجال مخابراته التي كان ينشرهم داخل تلك الدول مهمتهم القتل والخطف حيث تم تصفية عدد كبير من اللبنانيين وقد استمر نظام الاستبداد بارتكاب تلك الجرائم بعد انتقال السلطة من الاسد الاب الى الاسد الابن الذي استلم البلاد بليلة وضحاها ودون انتخاب انما بقوة المخابرات والامن والجيش ولا ننسى يومها غض الطرف الدولي عن تلك الخديعة الكبرى لأن ذلك النظام هو من حقق كثيراً من مصالح تلك الدول مقابل بقاءه بالسلطة وهذا نتاج طبيعي لنظام مستبد .فمع حقبة الربيع العربي وانطلاق الثورة السورية أرتكب نظام الأسد الكثير والكثير من المجازر منها ما هو معروف ومنها لم يتم كشف النقاب عنه بعد .سواء ما حصل داخل السجون السورية كما في سجن صيدنايا سيء السمعة والصيت والفروع الامنية أو داخل المشافي العسكري كمشفى حرستا ومشفى حمص العسكري ومشفى تشرين العسكري ومشفى المزة العسكري 601 ومشافي أخرى او في اماكن سرية اخرى من سوريا فما حصل من مجازر كمجزرة البيضة والتريمسة والحولة والقبير والساعة في حمص واطفال الحرية في حماه ومجازر درعا ودوما وحرستا وداريا ونهر قويق والتضامن بدمشق ورسم النفل ولا ننسى مجزرة حيي الجورة والقصور بدير الزور التي راح ضحيتها اكثر من خمسمائة شخص مدني تم قتلهم بدم بارد وحرق القسم الأخر منهم من قبل عناصر الامن والحرس الجمهوري وعناصر مليشيات طائفية مدعومين من ايران تلك الدولة المارقة ومن حزب الله اللبناني الذين تم جلبهم لقتل السوريين والتنكيل بهم .بل هناك العديد من المجازر الأخرى التي تم فيها استخدام السلاح الكيمياوي ضد السوريين كما في الغوطة وخان شيخون وخان العسل وسراقب ومناطق اخرى وللأسف كل تلك الجرائم تحصل من قبل نظام الاسد على مرأى ومسمع العالم كله .أذا ًلا سلام بدون محاسبة المجرم الحقيقي بشار الاسد ونظامه وكل من تسبب بقتل وتدمير الشعب السوري فاليوم مطلوب من السوريين ليس فقط العمل الاعلامي بل يقع عليهم توحيد الجهود كاملة السياسية والحقوقية والاعلامية من أجل إسقاط نظام الاسد واعادة الدولة السورية للسوريين والضغط باتجاه عدم الاعتراف بما يقوم به أعضاء لجنة التفاوض واللجنة الدستورية من مفاوضات عبثية والذين كانوا سبب في تراجع قضية الشعب السوري والعمل بجد مع الجهات الوطنية التي تسعى بالضغط على المجتمع الدولي من اجل تطبيق قرار الانتقال السياسي في سوريا ومن ثم العمل على محاسبة المجرمين .ومن وجهة نظري فأن محاسبة المجرمين على الساحة السورية يجب أن تتم من خلال تشكيل محكمة خاصة بجرائم الحرب السورية تعمل على محاسبة المجرمين وجبر الضرر والتعويض لعل ذلك يخفف من الام السوريين وأنه في حال تحقق ذلك سيساهم باستقرار البلاد مرحلياً وعودة السوريين لبيوتهم والعيش في سوريا خالية من القتلة والمجرمين.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.