
المقدم محمد العبيد
مختص في الشؤون الأمنية

الإعلام والأمن و حتمية العلاقة بينهما – ج5
الإعلام والأمن و حتمية العلاقة بينهما – ج5
مهام الإعلام الأمني ودوره في تحقيق الأمن الوطني للدولة
المبحث الأول : أهم المواضيع التي يتطرق لها الأمن الإعلامي
1-الإعلام الأمني والإرهاب .
2-الإعلام الأمني والمخدرات .
3-الإعلام الأمني و الجريمة .
1-الإعلام الأمني والإرهاب: يعد الإرهاب أحد أهم المسائل التي تشكل تحد كبير للراي العالم العالمي حيث شغلته ولأجله عقدت الكثير من المؤتمرات كما كان لهذا الموضوع الكثير من الأبحاث التي تناولته بشكل تفصيلي نظراً لما يشكله من خطر على الحياة المجتمعية.
ورغم أهمية الموضوع لم يتم التوصل لتعريف إجرائي شامل له وذلك لأسباب تتعلق بالخلافات الإيديولوجية والسياسية، والطابع الدولي للإرهاب، وعليه يمكن أن يكون تعريف الإرهاب بأنه ” كل عمل عنف مسلح يرتكب لغرض سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو أيديولوجي أو ديني، ينتهك المبادئ العامة للقانون الإنساني التي تحرم استخدام وسائل وأساليب عنف قاسية أو مهاجمة أهداف مدنية بريئة.
مما تقدم يمكننا ايجاز الأسباب الناشئة للإرهاب ومنها:
– ضعف الدولة بشكل عام الأمر الذي ولد حالة ضعف من عدم الرقابة والمحاسبة مما ولد وشجع على ظهور تنظيمات إرهابية.
– الفراغ السياسي وغياب الديمقراطية وغياب حرية التعبير.
– لفت انتباه الرأي العام حول قضية محددة يكون الإرهاب أحد هذه الوسائل بلفت الانتباه.
– التعصب الديني وعدم الفهم الصحيح لتعاليم الدين والجهل بأحكامه.
– قيام الجماعات المعارضة بأعمال بهدف الحصول على التمويل اللازم لتنفيذها.
– انتشار الحقد والكراهية لدى بعض الطوائف.
– ظهور الأمراض النفسية لدى العديد من الأفراد.
أما دور الإعلام في التصدي للإرهاب فيكون على الشكل التالي:
-تعلب الوسائل الإعلامية دور كبير في تكوين الاتجاهات والميول حول الإرهاب.
-التعريف بعناصر الإرهاب ومنظماته وكشف مخططاتهم وتوضيح أهدافه ومدى خطورة الإرهاب على الأمن المحلي.
-العمل على إيجاد الإعلام القوي بحيث يعالج القضايا الإرهابية بكل مستوياتها المحلية والعالمية.
-توضيح أن الإرهاب ليس نتاج مجتمع أو دين أو مذهب وإنما هو مشكلة دولية يجب التعاون لتجاوزها ومحاربتها.
أما سلبيات الإعلام في المعالجة فتكون من خلال عدة أمور منها :
– تركيز الإعلام على الحدث أكثر من التركيز على أنه ظاهرة يجب التعاطي معها.
-غالباً ما تكون التغطية للإرهاب تأخذ صفة التغطية الإعلامية كأي حدث عادي.
-غياب التغطية الإعلامية ذات الطابع التحليلي للحدث والاستقصائي والتفسيري.
-عدم التطرق بالإعلام بمعالجة جذور الإرهاب وأسبابه العميقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية.
– تعالج مسألة الإرهاب كمسألة منعزلة مفصولة عن البيئة التي نشأت فيه.
– لا تنطلق التغطية الإعلامية من استراتيجية الإعلام الإرهابي.
-عدم وجود الكادر الإعلامي المختص بهذا الجانب المهم.
-غياب المختصين والخبراء في المجالات الأمنية والاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية والتربوية.
-الاعتماد على مصدر واحد كما تأخذ التغطية الجانب الرسمي وهو ما يضفي على التغطية الجمود.
-عدم الاستمرارية والمتابعة في عملية التغطية الإعلامية مما يجعلها متقطعة حتى تضعف وتتوارى.
– لا تقوم التغطية الإعلامية على قواعد على الإعلام ونظرياته وتفتقد للإقناع .
2- الإعلام الأمني والمخدرات : تعتبر المخدرات أحد أهم الأسباب التي تلحق الضرر الكبير بالمجتمع وذلك لأسباب تتعلق باستهدافها لطبقة الشباب بالدرجة الأولى ويمكننا أن نحصر أسباب انتشار المخدرات داخل المجتمع بما يلي :
-غياب دور التربية المنزلية وما له من أثر كبير في تقويم السلوك الصحيح.
– الفراغ الكبير لدى طبقة واسعة من الشباب وعدم استغلالها في ما يعود بالفائدة عليه وعلى المجتمع.
– التفكك الأسرة بالدرجة الأولى يقود لضياع أفرادها وسط جو غير سليم.
– اختيار الأصدقاء وما له من دور كبير في حرف سلوكيات إذا ما كان أحد الأصدقاء متعاطي للمخدرات أةو حتى يعمل في الترويج لها.
– البطالة قد تكون سبباً أخر في انتشار المخدرات.
وهنا علينا أن ندرك أن ظاهرة انتشار المخدرات لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة وقد ترافق انتشار المخدرات بالصراعات بين الدول فلم يعد الاتجار بالمخدرات مجرد تجارة وإنما أصبح جزء من سياسات الدول الخارجية وهذا ما نشاهده اليوم حيث باتت المخدرات تنطلق من دول تقوم بصناعتها وتصديرها إلى الدول المجاورة وبكميات كبيرة وغير معقولة.
دور الإعلام في الحد من انتشار المخدرات ،مما لاشك فيه فإن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في هذا المجال من خلال إذ يعتبر الإعلام سلاح ذو حدين في هذا المجال ومما تجدر الإشارة إليه هنا بأن الإعلام قد يلعب دوراً مغايراً من خلال بثه لبرامج ومسلسلات وأفلام تحتوي في مضمونها على انتشار المخدرات وجرائم الخطف والسرقة وهذا بحد ذاته سيولد حافزاً لطريق الانحراف الفكري والسلوكي.
مما تقدم يمكننا القول أنه يجب على الإعلام أن يقدم دور كبير من الوعي الأمني لهذه القضية التي تستهدف الشباب وبالتالي لابد من أن تكون مضامين الرسائل الموجهة تحتوي على نشر المعلومات والحقائق المتعلقة بظاهرة تعاطي المخدرات.
3-الإعلام الأمني والجريمة :دائما ما يكون الهدف من الإعلام الأمني هو تحقيق الأمن والاستقرار داخل المجتمع وعلى هذا الأساس بنت المؤسسة الإعلامية خططها بالتعاون مع المؤسسة الأمنية وبالتالي لابد لنا من معرفة أسباب الجريمة حتى يتمكن الإعلام من وضع المضامين المحددة لرسائله التي تستهدف الشريحة المطلوبة.
– تطور عمل عصابات الإجرام عبرا الحدود حيث بدأت تجارة المخدرات والسلاح وغسيل الأموال.
– الفقر والبطالة كلاهما له دور في توفير المناخ المناسب لانطلاق الجريمة بأنواعها
– الفوارق الطبقية داخل المجتمع شجعت على توفير بيئة مناسبة للجريمة داخل هذه الطبقة.
– انعدام التربية وانعدام كل أشكال الردع الأخلاقية كلها كانت أسباب في انتشار الجريمة.
– عدم وجود استقرار سياسي داخل الدولة يشجع في انتشار الجريمة لغياب القانون .
– عدم اختيار الرفاق الجيدين وهذا له دور كبير في انحراف فئات من الشباب لهذه الأسباب.
– غياب سلطة الأبوين له دور كبير في بناء الاسرة المتينة والمتماسكة.
دور الإعلام الأمني في محاربة الجريمة ، هناك علينا أن ندرك أن الإعلام قد يكون له دور سلبي.
– في أن البرامج التي تبث عبرا القنوات الفضائية قد تقدم العنف والإجرام في قالب دراماتيكي سينمائي يؤثر على شخصية الفرد.
– نقص في الكوادر المؤهلة والمتخصصة في مجال الإعلام الأمني.
– عدم توفر التدريب المناسب للعاملين في أجهزة الإعلام.
– عدم تزويد الأجهزة الإعلامية بالتقنيات الحديثة.
مما تقدم نجد أن الإعلام الأمني يجب أن يتضمن ما يلي:
– الإعلام الأمني يجب أن يحمل رسالة مهمة في تحقيق أمن الفرد والمجتمع من خلال بحث الأمن والطمأنينة ومحاربة كل مظاهر الجريمة.
– تعتبر الرسائل الإعلامية من أهم الوسائل التي تؤثر في شخصية وقيم وأفكار وممارسات الشباب.
– تكوين راي عام واسع حول قضية الجريمة ما يسهم في الاستقرار والنماء.
– وضع الضوابط العلمية بحيث تتناول القضايا والأحداث المختلفة ذات المردود الأمني.
– توعية الجماهير بوسائل المنع وطرق الوقاية من الجريمة وسبل علاجها.
– نشر الوعي الأمني بين المواطنين وتقوية الحس لديهم بأهمية المشاركة الفعلية والمستمرة في مكافحة الجريمة.
– الرقابة الدائمة والمستمرة على وسائل الإعلام والنشر.
– تثقيف افراد المجتمع بعض قواعد الوقائية من الجريمة.
– الخاتمة والاستنتاجات :
مما تقدم نجد أن الإعلام الأمني يسعى لتحقيق أهداف محددة وفق خطط استراتيجية مرسومة تتطابق مع مصالح الدولة والتي بدورها تخدم مصالح المجتمع والأفراد على حد سواء ، كما أن الإعلام أثبت أنه هو المجال الذي يكون أكثر التصاقاً بالجماهير وبالتالي لابد أن تكون كافة الرسائل الموجهة له ذات محتوى كبير من الوعي وتكوين الراي العام الموحد تجاه قضية ما تتعرض لها الدولة والمجتمع .وبالتالي لابد لنا من التأكيد على عدة نقاط هي:
– لابد من وجود سلطة إعلامية تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها كاملة.
– العمل على إيجاد كوادر متخصصة بهذا المجال الحيوي الذي يلامس متطلبات الدولة والمجتمع.
– وضع الخطط الاستراتيجية التي تتقاطع مع الخطط الأمنية والعمل سوية بما يخدم الصالح العام.
– تزويد الإعلام بكافة مستلزمات العمل الإعلامي والاحترافي ليشكل إعلاما وطنياً بإمتياز.
– التنسيق الدائم والمستمر مع المؤسسة الأمنية.
– وضع الضوابط والقيود المحددة للعمل الإعلامي والأمني في هذا المجال التخصصي.
– مصادر البحث :
– القاموس المحيط.
-بركة زامل الحوشان – العمل الإعلامي الأمني المشكلات والحلول
-علي عجوة الإعلام الأمني.
– محمد بن عبد الرحمن الحضيف ، كيف تؤثر وسائل الإعلام.
-عاطف عدلي العبد ،الاتصال والرأي العام.
-محمد ياسر الايوبي ، النظرية العامة للأمن ، نحو علم اجتماع أمني.
-القاموس المنجد في اللغة.
-القرأن الكريم: ((سورة يوسف ))اية64 – ((سورة قريش )).
– علي فايز الجحني الرقابة الإعلامية.
-بدر بن خالد حزام القحطاني “دور الإعلام الأمني في الوقاية من خطر المخدرات”
-أديب خضور: تخطيط برامج التوعية الأمنية لتكوين رأي عام ضد الجريمة
-أميرة عبد الله جاف مفهوم الإعلام الأمني وأهمية دوره في المجتمع.
-مجلة العلوم الاجتماعية دور الإعلام في الوقاية من الجريمة والانحراف.