حسين علي البسيس

محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا

كيف نبني الوطن

عند الحديث والكلام عن الوطن وكيفية بنائه يعجز اللسان عن الكلام والوصف بل أحياناً يتوقف التفكير للتعبير عن معنى تلك الكلمة فهي عميقة الجذور في أعماق كل فرد يشعر بانتمائه لوطن كريم لأن الوطن بطبيعته هو أجمل شيء في عيون كل الشعوب وهو الأقرب إلى قلوبهم

فمهما ابتعدوا عن ذلك الوطن بسبب تهجيرهم وطردهم وحرب شعواء ضدهم يبقى الحنين والشوق كبيراً لرؤيته ويبقى ذلك الحب متجذراً في تلك النفس البشرية حتى يعود إليه ليجده فاتحاً ذراعيه لضمه واحتضانه كالأم عندما تحتضن طفلها فالوطن هو صاحب الحق على ابنائه لتخليصه من تلك العصابة الحاكمة القابعة في دمشق المدعومة من ملالي طهران ولابد من العمل بجد ونشاط للحفاظ عليه من كل الفاسدين والمرتزقة واللصوص والقتلة المجرمين الذين يرفعون شعارات زائفة لا تغني ولا تسمن من جوع .فالوطن هو الحاضن الاساسي لكل المواطنين الذين يمارسون شؤون حياتهم وفعالياتهم اليومية ونشاطهم الطبيعي على أرضه فقيمة الوطن كبيرة ومكانته رفيعة في وجدان ونفوس ابناءه الذين هم الاكثر استعداد للدفاع عنه مهما كلف الثمن سواء بالمال والروح ضد نظام مجرم مدعوم بفتاوى تلك العقرب الصفراء

فهو رمز هوية الانسان وتاريخه وفخره وعزه وكرامته. وذلك المكان الذي من المفترض ان توجد فيه كل الحقوق سواء السياسية او الثقافية او الاقتصادية وغيرها من الحقوق التي نصت عليها القوانين والشرائع فحق الفرد بالحياة والتملك وممارسة الشعائر الدينية وممارسة تقاليده وعاداته والموروث الثقافي الذي يحمله عبر الاباء والاجداد يجب ان يكون مصان من خلال وجود حكومة وسلطة حقيقية تكون مهتمة به لتوفير كل تلك الحقوق لا ان تكون عصابة عميلة وطغمة حاكمة يقودها قتلة مجرمين لا يهمهم سواء البقاء في كرسي الحكم ولو على جماجم البشر انها سلطة نظام الاسد نظام الاستبداد نظام العصابة الحاكمة .لقد مل الشعب السوري على مدار عقود من كل تلك الشعارات الزائفة التي تغنى بها المحسوبين على السلطة المجرمة من مستفيدين ومنتفعين ولصوص ومصاصين لدماء الشعب السوري .فبناء الوطن يبدأ بشكل اولي واساسي من خلال بناء الإنسان لذاته ولنفسه فكلما كان الفرد قوياً يكون المجتمع قويا سليماً منيعاً وبالتالي يكون الوطن قوياً .ولا يكون الإنسان قوياً إلا من خلال معرفة وتحديد هدفه الحقيقي في الحياة والعمل من اجل تحقيقه وبذلك يجب ان تتلاقى المصلحة الشخصية مع مصلحة الوطن لكي يتم بناء الوطن المنشود . فالسر في نهوض الدول والأمم القوية هي تلك القوة الكامنة في بناء الأفراد لأنفسهم والذين استطاعوا بناء الاوطان مبتعدين عن أنا النفس وحب الذات بعيدين عن بث الفتن واشعال الصراع والحروب من اجل السلطة والبقاء بالحكم بشكل استبدادي فهذا الامر يتعارض دائماً مع الغاية السامية في بناء الأوطان.  بل أن السلطة الفاسدة كفيلة بالقضاء على أي منجز حضاري يتم بناءه على مر الزمن. ومن يريد بناء وطن فعليه الاهتمام بتثقيف المواطن ونشر العلم والمعرفة والقيم الحميدة بين المواطنين لجعلهم قادرين على التعايش والحياة مع بعضهم البعض على الرغم من الاختلافات الموجودة بينهم وان يكون هناك وعي كامل لمفهوم الوطن. فالوطن يجب أن يكون جامعاً لكل أبنائه لأن حب الوطن لا يتعارض مع افكار اخرى. لذلك في بناء الوطن تكون هناك حاجة ماسة إلى انسان لديه ضمير ووجدان يفكر باستمرار في العمل على رفعة الوطن وبناء مجده وأن يحارب الفساد ولا يرضى إلا بالعمل الصحيح ومن المفترض ان هذا الامر بات من الواجب ان تعمل عليه كل القوى الوطنية السورية عسكرية او مدنية لإنقاذ سوريا من عصابة الاشرار لإعادة بناء الوطن لكل ابنائه على اساس المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: