
أحمد عرابي
أكاديمي سوري
وطني جريحٌ , حزينٌ , مستباحٌ , معذب ……إلى متى ؟
بتاريخ 12 / 8 / 2015 وأنا في ألمانيا في مدينة كاسل كنت قد كتبت عن (الشجرة الملعونة)
عائلة الفساد في سوريا آل الأسد عائلة الضباع الشجرة الملعونة؟
~ زرعوا في الأرض جريمة وسقوها حتى تكبر.
~ صار لها أغصان كقرون الشيطان صارت تورق آثاماً وتثمر حقداً وضغينة.
~ سموها بعدُ فضيلة ما أكلوا ثمر جريمتهم ما نالوا عاقبة الإثم بل أكل الناس من الشجرة .
~ فصار الحقد لدينا عادة, صار غريباً وجه الحب بيننا صار خرافة.
~ جلس حزيناً كالثُكلى, باعوني أولادي باعوني, سينالون عقاب الغدر.
~ الحب جميلٌ نعرفه كالورد يفوح ونقطفهُ لكن صار كقرن الثور سكيناً يغرز في الصدر.
~ لا تحزن يا وطني كثيراً سينالون عقاب الغدر يكفي أن تبعد عنهم, أن تتركهم للأحقاد.
~ دعها تقتلهم تغنيهم زراع الشجرة الملعونة؟
سورية يا وطني الحبيب الجريح هذا حالك تسرُ الغرباء والأعداء وتُبكي الأجيال والأحرار والأصدقاء وحال أهلك بين القتل والتهجير والخذلان والضياع , فأصبحت يا وطني سجناً وألماً وحكاية حرب تُقصف وتُدمر وطني دميةٌ من يدٍ ليدٍ تلعب وأناس تعذب, وطني أصبح بحيرة ماءٍ ملوث , وطني أرضٌ للطغاة مسرح , في سماء الحقد ملبّد , وطني يا دمعة أمٍّ و يا أنين طفل على الجوع تعود و يا عجوزٌ على الرصيف مشرّد ومقبرة الأجيال والرضّع , وطني يا رمز الحرية وإن قلتها وقلت الحق تسجن بل وتقتل وأصبحت الحضارة فيك مدفن, وطني مأساةٌ تجرح وتقهر وتاريخٌ مكسورٌ ومدمّر واستقلالك مسلوبٌ وبالنار ُمتقع , وطني يا صراع الأمم الأدوار تتقلب في أرضك وتدور وحكامك خطفوك في غفلة القدر وزرعوا فيك الشوك وجعلوك ملاذاً للاستعمار والغجر وغيروك وبدلوك وكفنوك ودفنوك في مقبرة الجهل والحجر فأصبحت تعيش في وسط العتمة لا يُنير دربها لا شمس ولا قمر, فهل نكتب عن السلام وأهلنا غابت من قواميس حياتهم معاني السلام التي اغتيلت في ظلمات الغدر والهوان, أم نكتب عن الفرح وأهلنا نُحرت في صميم نفوسهم معاني السعادة والتمتع في الحياة فهل تستحق سورية كل هذا الألم؟ وهل تستحق بلادنا أن تهدم فوقنا ؟ فقط لأننا قررنا التغيير وطالبنا بالحرية والكرامة وبالعدل وبالعيش الكريم, هل الكرسيّ أغلى من كل هذا؟ هل الكرسي أغلى من دماء الأطفال وقتل الشباب والنساء؟ إنه جرحٌ لا تملك وصفه الكلمات مهما قلت وعبرت فيها, فمنذ عشر سنوات من الحرب والدمار يعاني الوطن الآلام والجراح والويلات ولا يعرف أيّاً منّا كيف يعيش ويحيا في هذا الوطن, لا يعرف كيف يموت على هذه الأرض ومن القاتل ومن المقتول (فقلب الوطن مجروح) وكلنا نعلم أنه مجروح منذ سنوات وسنوات ظل القهر والظلم والطغيان والاستبداد فيه هو العملة الرسمية للتعامل بين شعبه وصار الجهل والفقر والجوع والمرض صفات لا تفارق هذا الشعب فكان جرح الوطن في قلبه عميقاً لا يراه أو يشعر به إلا من أحب هذا الوطن بصدقٍ وإخلاص , فقلبي مفجوع مثلك يا شام فمن سيخيط لنا جرحنا الواسع الذي صنعه البغاة القتلة. نولد ونموت وبين هذا وذاك نبحث عن أنفسنا الضائعة, نبحث عن السعادة في عالم مليء بالحزن القهر والظلم والكراهية فإني والله أجد نفسي غريباً عن وطني وفيه قد ساد الطغاة الغرباء عبثاً وأصبحت الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والعصابات والمافيا الروسية تصول وتجول فيه كما تشاء, أجد نفسي غريباً في أرضٍ زرعتها بيدي وأجد كل ما حولي متخماً بالغرباء في وطني الذي تذبل الورود فيه قبل وقتها ومن المؤلم أن تعيش في وطن يلفظ أنفاسه الأخيرة بكل ما كان فيه من مقومات الحياة وخيبة الأمل بوطنٍ ناضلت من أجل تحريره من الطغاة فتبقى فيه ذليلاً وتبقى الهوية جرحاً أزلياَ وجسر عبور حتى تحصل على هوية أخرى من وطن آخر لتستطيع العيش مرة أخرى فهل يا وطني الحبيب سورية ستعود محرراً وتكون بلد القيم والمجد والحضارة وستنتصر على الوجع والقهر والظلم وسيكون الأمس هو مجرد حلم انقضى والغد هو مجرد رؤيا, ولكن سوف نعيش يومنا بصورةٍ جيدة وسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة وكل غدٍ رؤيا مليئة بالأمل ويكون عيدنا الحقيقي حينما تحيا بلادي سورية بلا دماء بلا إرهاب وبلا براميل متفجرة وبلا هدير الطائرات وأصوات المدافع, عيدنا الحقيقي حينما تعود الألفة والمحبة والتسامح بين السوريين كما كانت من قبل, عيدنا الحقيقي حينما نتكاتف مع بعضنا البعض للخلاص من الكارهين والحاقدين علينا فإن ليل الظالمين لن يطول .
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.