ياسر بدوي

كاتب وصحفي سوري

جريمة حماس تتويجا لتمجيد المجرمين

لم تسعفني الذاكرة ولا الشبكة في العثور على كلام للمرحوم ياسر عرفات عندما قال إنه يرفض أن يحقق مصالح الشعب الفلسطيني على حساب الشعب العراقي، لحظة اختبار المواقف، فكيف تقبل حماس تحقيق مصلحتها على حساب الشعب السوري، وتذهب لمغازلة المجرم والسفاح بشار الأسد؟ وهل حقا لحماس مصلحة بإعادة العلاقات مع نظام معزول ومنبوذ دوليا وإقليميا وشعبيا وأخلاقيا ودينينا ودنيويا، وهل نقبل إذا وجدت المصلحة أن نضرب المبادئ والدين عرض الحائط ونلحق المصلحة التي هي أم المفاسد، ونحن هنا أما حركة رائدة في القوى السياسية الإسلامية وجزء مهم من تيار الاخوان المسلمين وبالتالي عليها ان تقدم تبريراتها السياسية والدينية، منذ تمجيدها للمجرم قاسم سليماني الذي ارتكب جرائم حرب بحق الشعب السوري واليمني والعراقي إلى الغزل مع الأسد، وكذلك لا بد من الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ترك التلاعب بالألفاظ لتبرير قرار حماس المخزي والمخالف للدين والسياسة والمصلحة وأن يقدموا لغة واضحة، ويحترموا عقل الناس والمسلمين وهم أمام مجرم وقاتل دمر التاريخ والشعب فما هو التبرير لهذه العلاقة وما هي المصلحة التي تجعل العاقل والمسلم والسياسي يلتمس الأعذار .

المؤسف أن يوصف هذا الفعل بأنه فعل سياسي والسياسة تحتمل؟ والمؤسف الثاني والأخطر أن يتم عزل الفعل السياسي عن الديني، وكأن الدين لوحة رومانسية للمتعة والنظر والسياسة هي الواقع والدين هو الطهر والسياسة نجس، هذا العزل موقف انتهازي ونفاق وتبرير للسوء النصوص الدينية القرآن والسنة وتجارب المسلمين تقول بالحق وتنهى عن الباطل ويتوعد ربنا المجرمين والمطفيين في حقوق الناس بعذاب جهنم، فماذا بقي من الإسلام فيكم وأنتم ترقصون سياسيا على عذابات مليون في مخيمات الشمال ومثلهم في لبنان وثلهم في الأردن ومثلهم في الأجداث واقل منهم مفقودين، تصريحات مثيرة للاشمئزاز التي يدعيها بعض المبررين لحماس أن النظام السوري مقاوم وسيحرر فلسطين؟ مقاوم صحيح لرغبة وتطلعات الشعب السوري، ومقاوم للمشروع العربي والإسلامي التي تدمره إيران وأذرعها.

الكلام يطول ويطول لكن الحقيقة الظاهرة أن حماس ارتكبت جريمة لن يغفرها التاريخ وأعطت مثالا يضر بصورة الإسلام والاخلاق والشرف. مع التقدير لمن رفضوا هذا السلوك المشين.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: