المقدم محمد العبيد

مختص في الشؤون الأمنية

التطبيقات الإدارية في سلوك الأمن ج2

الفصل الثاني: التخطيط المؤسسي الأمني

التخطيط المؤسساتي الأمني

  • مفهوم ووظيفة التخطيط .
  • خطوات التخطيط الاستراتيجية.
  • مبادئ ومرتكزات التخطيط الاستراتيجية .
  • سمات التخطيط الاستراتيجية.
  • شروط التخطيط الاستراتيجية .
  • محاور التخطيط الاستراتيجية .

–    مفهوم ووظيفة  التخطيط الاستراتيجي:

يعتبر التخطيط من اهم الخطوات فهي النشاط الأول في العملية الإدارية وبالتالي فبموجبها تتم دراسة كل ما من شانه الاطلاع على بيانات السابقة والحالية والتي تكون تأسيساً لرؤية مستقبلية وصولا للهدف المحدد والمرسوم وهذا بالطبع يقودنا لوضع الخطط المناسبة بالدرجة الأولى من خلال وضوح الهدف وواقعية كل ذلك لابد له من خلال :

 – تحديد الوسائل الخاصة بالعمل .

– اختيار الأساليب الأكثر فعالية في العمل وبما ينعكس على الكفاءة الضرورية .

– وضع السياسات الملائمة للهدف بالدرجة الأولى .

– تحديد الزمن اللازم للوصول للهدف من خلال جدول زمني تحدد فيه مراحل العمل .

– بلورة ثقافة العمل بما يمنحها قدرة من المناورة .

– تحديد مجال العمل ونطاقه الاستراتيجي .

– تحقيق درجة عالية من التكامل والتناسق داخليا وخارجيا .

وعليه يمكننا القول بأن كل ما ذكر لابد أن يستند لجدوى موضوعية حيث تشتمل الجدوى على ما يلي :

1-توجيه كامل عمل المؤسسة تجاه الهدف الاستراتيجي .

2-تنظيم وتنسيق عمل كافة الوحدات التنظيمية وكافة المستويات الادارية بما يخدم الهدف .

3-تحديد طريقة العمل المثلى لإنجاز المهمة وصولا للهدف بأقل جهد ووقت ممكن .

4-تحديد وتوصيف الإمكانيات الضرورية ويشمل ذلك  ” الإمكانيات المادية والبشرية والفنية والمالية ”  لإنجاز العمل وهذا ما ينعكس على طريقة العمل .

5-وضع الخطط الكفيلة بالمتابعة وتقييم العمل في كل مراحله وهذا ما يتيح تقييم النتائج وتصحيح المسارات بما يحقق الأهداف .

إن عملية تشكيل خطوات التخطيط لابد لها أن تمر بمراحل مهمة منها أن نمتلك الفكر الاستراتيجي الذي يمنحنا القوة الضرورية للبدء بوضع الرؤية والرسالة والهدف فمثلاً ” لا يمكن أن نتحدث عن الحكم الراشد دون التخطيط له عن طريق تشكيل ثقافة لدى الأطفال على ضرورة احترام القانون والنظام واحترام الوقت والشفافية والعمل المؤسساتي وقبول النقد والمحاسبة “.

مما تقدم نجد أنه لابد من وجود ثلاث خطوات للعمل تتمثل في :

  • التخطيط الإستراتيجي والخيال :

لابد في هذا المضمار من التأكيد على نقطتين أساسيتين هما : النقطة الأولى هي الوضع الراهن وهو الوضع الحالي الذي نعيشه بكل تفاصيله دون مواربة ، والشيئ الأخر أو النقطة الثانية هي الحالة المُراد الوصول إليها ويمكننا أن نقول عنها أنها الخيال الذي نتوقع الوصول إليه بمعنى أخر هو (التوقع – التموقع ). إن فكرة التأمل والاستنتاج ( هي ربط الحاضر بالمستقبل ) .

هذا النوع من التخطيط يحتاج إلى :

-امتلاك قدرات كبيرة من التفكير الاستراتيجي هو من أهم المواضيع التي يهتم بها أصحاب الشأن في التطلع لبناء مستقبل أفضل لبلدانهم ويعتبر التفكير الاستراتيجي ، هو المستوى الأرقى وهو أفق ثاني من حيث المضمون فيحتاج إلى قدرات ومهارات ، كما يحتاج التفكير لعقلية تستطيع انتاج حلول استراتيجية وهذا يحتاج عقول استراتيجية وليس لتكنيك كما في التخطيط الاستراتيجي الذي يخلق شكل استراتيجي .

وهنا لابد لنا من أن نتعرف على شيئين أساسين في ذلك وهما ( التفكير – والاستراتيجية ) فالتخطيط الاستراتيجي المعروف لدينا هو الذي نكتب فيه ( الرؤية والرسالة والأهداف ) .أما التفكير الاستراتيجي فهو شيئ مختلف فهو ليس بالتكنيك المعروف لدينا كما في التخطيط الذي ننتقل منه من خطوة إلى أخرى .

التفكير الاستراتيجي هو الإطار العام التي تتم فيه العملية كاملة وليس كما هو مذكور  بعملية التكنيك المشار إليها سابقاً

وهنا لابد لنا أن نخوض بمفهوم التفكير والاستراتيجية فإذا أصلنا عملية التفكير نحصل ونصل إلى الاستراتيجية المرغوب بها .والتي تعني ( النظر العميق للمستقبل ) .

وهذا يعني التفكير العميق في المستقبل وهذا له خصائص معينة حتى يصبح استراتيجي بعيد المدى وإن أرقى أنواع التفكير هو التفكير الاستراتيجي وهنا لابد من الإشارة إلى الأشياء التي تسبقها وهوما يعرف :

             أنواع التفكير :

  • التفكير النقدي : وهو شكل راقي من القدرة على التفكير
  • التفكير المنطقي :الانسان العاقل السوي لدية أسلوب خاص بالتفكير وعندما يتدرب على التفكير المركب يصبح في درجة التفكير الناقد وعندما يرتقي يصبح في التفكير الاستراتيجي .
  • التفكير الحيادي : يعتمد على الإحصائيات والأرقام ويتم من خلال طرح أسئلة واضحة ويبحث عن إجابات مباشرة موضوعية .
  • التفكير العاطفي : وهو عكس التفكير الحيادي حيث يبحث عن المشاعر والاحاسيس بدلا من البحث عن معلومات موضوعية .
  • التفكير السلبي : ويتضمن كل أنواع التفكير النقدي المتشائم والسوداوي .
  • التفكير الإيجابي : ويتضمن كل ما هو إيجابي و يكون التفاؤل محورا له ويكون مبني على الأمل والرغبة .
  • التفكير الإبداعي : يركز على كل ما هو جديد ومبتكر وفريد حيث يسأل أصحاب هذا الفكر نفسه ” ولما لا ..؟
  • التفكير الشامل : يبحث هذا النوع في أيهما أفضل من طرق التفكير بحيث تكون مثلى .

خصائص التفكير :

بما أن التفكير عملية معرفية عقلية لها خصائصها التي تتميز عن غيرها ومن هذه الخصائص ما يلي :

  • التفكير نشاط عقلي يحدث في الدماغ ويحتاج إلى مثير محدد
  • يتم الإستدلال على التفكير من خلال السلوك الظاهر .
  • يعتمد الإنسان على التفكير على الخبرات السابقة .
  • التفكير سلوك تطوري يزداد تعقيداً مع نمو الشخص .
  • التفكير سلوك هادف ولا يحدث دون هدف .

طريقة التفكير :

  • تدريب العقل على التفكير بطريقة مثمرة ومفيدة ” الإنجازات العظيمة كانت بدايتها فكرة “
  • كتابة الأفكار وعدم إهمالها .
  • وضع كل فكرة مهمة في خانة مستقلة حتى تكتمل وتصبح واضحة .
  • عرض الأفكار على متخصصين ، بما يضمن تقديم الاقتراحات .
  • عدم الربط بين الفكرة وتنفيذها ، فقد يأتي شخص بالفكرة وينفذها غيره .
  • عدم الربط بين التفكير ووقت التنفيذ أو مكانه فقد تكون الفكرة مبتكرة لكن الوقت أو الزمان غير مناسبين .
  • التخطيط الاستراتيجي والمعرفة :

إن أي عمل يجب القيام به يجب أن يستند إلى جانب معرفي كبير وبالتالي لابد من الإحاطة به حتى يتم العمل بشكل صحيح والوصول إلى نتائج صحيحة ، لأنه من غير الصحيح أن يتم العمل من خلال رؤية واحد فقط وبالتالي تجعل العمل عرضة للفشل والضياع وهنا نؤكد على أنه يجب امتلاك جانب كبير من المعرفة والفكر ، إذا الجانب المعرفي هو شيئ أساسي لابد منه فعلى أساسه يتم الربط بين المعرفة والنجاح الاستراتيجي وهنا نشير بالبنان إلى وجوب تعزيز دور السلطة العلمية وسلطة الإبداع كشريك لابد منه في وضع لبنات المستقبل الذي نتوقع الوصول إليه .

ومنه يمكننا القول إن القرارات التي نراها اليوم متجسدة على أرض الواقع ما هي إلا نتيجة فعلية لعمل وجهد كبير واظب عليه كبار السياسيين من التكنوقراط وبالتالي فإن أي قرار استراتيجي لابد وأن يكون قد شارك في وضع لمساته الكثير منهم وكل في مجاله حتى يرتقي القرار إلى مستوى عالي من الاستراتيجية .

إذا إن عملية امتلاك المعرفة هي شيئ أساسي في عملية بناء المستقبل خاصة في ظل ظروف دولية بالغة التعقيد ،

وهنا يمكننا القول  ” لابد من إدارة الأمن بسند معرفي راقي رقي العمل الإداري “.

  • التخطيط الاستراتيجي والإبداع :

إن عملية حقن الشخص بالعرفة هو أمر ليس بالسهولة بمكان لذلك يمكننا القول بأن عملية الإبداع في التخطيط هي عملية متلازمة مع عالم المعرفة ولكن حتى نحقق هذا الجانب الإبداعي لابد من :

-البدء بنفسك من خلال التعرف عليها  .

– تهذيب النفس وترويضها .

-صقل النفس بالمعرفة والتجربة .

-الاستفادة من تجارب الأخرين والإطلاع عليها .

-الانطلاق بالعمل بعد انجاز كل ما تقدم بخطوات مدروسة وثقة بالنفس عالية .

إذا الباحثين في عملية التخطيط إنما يبحثون في عملهم عن كل ما هو متميز وبالتالي يجب أن يرتقي التخطيط لمستوى ابداعي احترافي يمكن من خلاله الوصول للهدف المطلوب بأقل جهد ممكن .

إذا إن عملية امتلاك الخيال الواسع والمعرفة الضرورية يضاف إليها قدر كبير من الإبداع لابد وأن تقود لصناعة استراتيجية فريدة من نوعها تحقق المُراد من عملية التخطيط وصولا للهدف .

  • مبادئ التخطيط ومرتكزات التخطيط الاستراتيجي :

-المبادئ :

-المرونة : ويعني ذلك احداث التغيير المطلوب عند الحاجة أو عندما يستدعي الموقف ذلك .

-الشمولية :يجب أن تكون التخطيط شاملا لكل جوانب المجتمع بما في ذلك المؤسسات المختلفة .

-التشاركية : يجب أن تصاغ الخطط بشكل مشترك بين المجتمع والسلطة .

-التكامل : يجب أن تتكامل جميع المؤسسات والهيئات في عملها للوصول إلى الهدف .

-الواقعية : يجب أن يغلب عليها الواقع العملي بدل الشعارات ، يضاف لذلك عدم المبالغة في الأهداف الموضوعة .

الالتزام : العمل بشكل منضبط ومحدد وفقاً لنظام الموضوع لذلك .

-المرتكزات :

يمكن أن نوضح مرتكزات التخطيط الاستراتيجي على النحو التالي :

1-المساواة  .

2-الجدوى الاجتماعية .

3-الجدوى السياسية .

4-الجدوى الأمنية .

وعلى ذلك يمكننا القول إن هذه المرتكزات يجب أن تسعى جاهدة لتشكيل المستقبل المنشود من خلال الوصول للهدف وبالتالي لابد من امتلاك  ” الجرأة والمبادرة ” وهنا نقصد أنه للوصول إلى الاستراتيجية المطلوبة لابد من إجراء تغييرات أساسية وجوهرية في البيئة من خلال بلورة عدد من الأهداف الطويلة أو المتوسطة والقصيرة والتي  من خلالها يمكن إحداث التغييرات المطلوبة للوصول للحالة المرغوب بها . إن التخطيط الاستراتيجي يسعى لتحقيق أهداف كبرى طموحه لا يمكن الوصول إليها خلال فترة زمنية قصيرة .كما يجب أن يشمل التخطيط مصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية وذلك بمراعاة التعقيدات المستقبلية التي قد تواجه الدول والعالم برمته .كما يجب أن ندرك أن التخطيط الاستراتيجي يمتد ليشمل البيئة الدولية .

  • سمات التخطيط الاستراتيجي :

1-عمق التخطيط  : يعتبر العمق والجرأة من أهم سمات التخطيط الاستراتيجي ، إن امتلاك هذه السمة تجعل التخطيط أكثر قوة في الوصول لهدفه دون  اللجوء للقوة .

2-الهدفية : يجب أن يتمتع التخطيط الاستراتيجي بقدرة كبيرة من التحدي للوصول للهدف وذلك من خلال امتلاك الجرأة والتحدي لإحداث التغيير المطلوب .

3- استشراف المستقبل : وذلك من خلال قراءة عميقة للمستقبل مع البيئة بصورة أكثر عمقاً .

4-ربط الاستراتيجية بالهدف وذلك سعياً لإحداث الأثر الكبير والعظيم .

  • شروط التخطيط الاستراتيجي

1-أن تعبر التخطيط الاستراتيجي عن وجدان الشعب وتطلعاته المشروعة

2-أن يشمل التخطيط على قدر كافي من العدل في كافة جوانبه وأن يتضمن منظومة من القيم والمعايير الأخلاقية بما يخدم المصالح الوطنية العليا .

3-نشر الوعي وثقافة الاستراتيجية والسلوك الوطني الذي يعلي الوطن على سواه .

4-المشاركة الوطنية في إعداد الاستراتيجية بحيث لا تكون بمعزل عن الإرادة الشعبية .

5-وجود ألية وطنية بصلاحيات إدارية وقانونية مناسبة ، تمثل العقل الوطني قادرة على رعاية المسار الاستراتيجي .

  • محاور التخطيط الاستراتيجية .

1-التعرف على موارد الدولة كافة والوقوف عليها بشكل دقيق وصحيح .

2-الاستغلال الأمثل للموارد والسعي الدائم لتنميتها .

3-دراسة ومعرفة كيفية استغلال الفرص التي تشكل حافزاً مهما لعملية التخطيط .

4-كيفية علاج نقاط الضعف التي تشكل تهديداً للخطط وبالتالي الوصول للهدف .

5-كيفية تجنب التهديدات والتعامل معها .

6-اراء التغيير الاستراتيجي المطلوب لتحقيق الغايات .

7-تأسيس التناسق للنشاط الوطني .

8-تأسيس الترابط الإيجابي بين الدولة وبيئتها .

%d مدونون معجبون بهذه: