مدثر أحمد

اكاديمي سوري- ماجستير في الاقتصاد

التخطيط الاستراتيجي قبل البدء بمشروعك

لديك فكرة لمشروع وتريد تحويل هذه الفكرة إلى واقع؟

لكن هل صعوبة وضع استراتيجية التخطيط للمشاريع الصغيرة يدعونا إلى النفور من هذه المهمة؟ أو تأجيلها؟ أو حتى عدم التفكير فيها؟

الحق أن الأمر خلاف ذلك؛ فلو فهمنا أن الخطة الاستراتيجية للشركة هي الأداة التي تحتاجها أي شركة للوصول إلى أهدافها فإن محاولة صوغ استراتيجية التخطيط للمشاريع مهمة لا بد منها.

فمن اجل ان يكون لديك مشروع مبني علي اسس علمية وادارية وتسويقية صحيحة فلابد أن تمر بعدة خطوات هامة وهذه الخطوات هي:

  1. نموذج العمل: هو نموذج يتم من خلاله التخطيط لتحويل الفكرة من وجودها في العقل إلي هيكل كامل ورؤية واضحة لمشروع عند بدء التنفيذ وهذا النموذج يتكون من:

– الرؤية والأهداف العامة للمشروع والغاية من إنشاءه

– الانشطة العامة من منتجات وخدمات المشروع

– الهيكل العام المالي والإداري للمشروع

– القيم والمبادئ الخاصة بالمشروع

– فريق العمل ونظام العمل داخل المشروع

– شرائح العملاء المستهدفين

– الممولين وشركاء العمل والموارد المتاحة الآن

– مصادر الإيرادات والتكاليف

  1. الأبحاث التسويقية: في هذا المرحلة يتم فيها دراسة السوق – وتحليل المنافسين – والبحث عن الموردين والممولين – وجمع كافة المعلومات عن الشريحة المستهدفة ودراسة احتياجات ورغبات الشريحة لمعرفة هل مشروعك سيلاقي رواج أم لا  ؟ ومعرفة هل تستطيع المنافسة في هذا السوق؟ وهل الوصول إلي المواد الخام والوسائل المساعدة لإتمام مشروعك ميسرة أم فيها صعوبة؟

وفي هذه الخطوة يتم دراسة الطبيعة الجغرافية للمناطق التي تريد أن تكون في مؤسستك وطبيعة السوق ومدي نمو السوق واتجاهه الفترة المقبلة

ودراسة طرق الدخول إلي السوق (الدخول مباشرة – أم مع شراكة قوية – أم فكرة مبتكرة – أم الدخول بعملية دعائية قوية – أو بالعلاقات العامة …. )

  1. استراتيجية التجربة والنمو: فهذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات التخطيطية المستخدمة في فتح مشروع جديد أو فكرة جديدة في المؤسسة

غالبا المشروع الجديد يكون غير مستقر علي فكرة محددة ولكن لديه مجموعة من الأنشطة ولا يعرف ماذا يريد أن ينفذ منها وما الأنشطة المتوقع نجاحها

  • استراتيجية التجربة: فهذا الخطة مكونة من مجموعة من الأفكار ولكل فكرة خطة مصغرة خاصة بها وجدول زمني لتجربتها وقياس النتائج الخاصة بها.

وعليه سيكون هناك مقياس لتحديد الأنشطة ومجالات العمل الرئيسية داخل المؤسسة وبناء على الأنشطة الرئيسية يتم تحديد الخطة الاستراتيجية العامة طويلة المدى, فترة التجربة تكون من 6 شهور إلى 3 سنوات حسب الأفكار ونوعية المجال.

  • استراتيجية النمو: عند بدأ الشركة تحتاج إلى الثقة وسابقة الأعمال والخبرة, فاستراتيجية النمو تساعدك في بناء العناصر الثلاثة وتقترح اختيار مثال عدة مشاريع صغيرة ولكل واحدة لديها الموارد والفكر الذي يساعدها على النمو والتطور.
  1. الخطة التسويقية المؤقتة: وهدفنا هنا من الخطة التسويقية المصغرة هو بناء استراتيجية لترويج الأفكار وانتشارها لمعرفة مدي رواج تلك الأفكار ومدي قبول الشريحة المستهدفة لها, وهل تصلح لتكون محور رئيسي من محاور المؤسسة أم لا.
  1. إعادة هيكلة المؤسسة: بعد تجربة الأفكار وتحديد المحاور سيتم الآن بناء الهيكل الرئيسي للمؤسسة, هذه الخطوة تكون خطوة هيكلية لبناء الهيكل النهائي للمؤسسة من أنشطة ومجالات وفريق عمل وموارد وميزانية في هذه الخطوة يتم كتابة الهيكل كامل من جديد بعد دراسة السوق والتجربة الواقعية ومعرفة كل ما تحتاجه من معلومات.
  1. الخطة التسويقية: الخطة التسويقية من أهم الخطوات في الخطة فهي تبدأ قبل بداية المشروع وتستمر طول فترة بقاء المشروع وهي التي تنقل الصورة الخاصة بمؤسستك للعملاء ليعرفوا عنك من اين وماذا تقدم؟ فالتسويق يهتم باكتساب الثقة من العملاء ومراقبة تغيير الاسواق وتحليل المنافسين والحفاظ على الصورة الخاصة بك ونقلها لعملائك, تبدأ الخطة التسويقية بتحديد الهدف المراد من عملية التسويق.
  1. الخطة التشغيلية: الخطة التشغيلية هي الخطوة الأخيرة من الخطة الاستراتيجية وهدفها تحويل الخطة الاستراتيجية لخطوات على ارض الواقع بناء على الدراسة المستمرة للواقع, فالخطة الاستراتيجية لا تهتم بالتفاصيل ولكن تهتم بالتفاصيل العامة بعيدة المدي أما الخطة التشغيلية فهي التي تهتم بالتفاصيل وتتكون عناصر اربعة (الأهداف – الوسائل – السياسات – المهمات), الخطة الاستراتيجية للمؤسسة تكون خطة واحدة فقط ومنبثقة من هذه الخطة عشرات من الخطط التشغيلية لكل قسم خطة خاصة به وتكون لمدد صغيرة لا تزيد عن سنة.
  1. بدأ التنفيذ: الآن لديك هيكل كامل لشركة محدد المجالات التي تعمل بها لديها خطة استراتيجية بأهداف واضحة خاضعة للمعاير الخمسة (واقعي – محدد – له جدول زمني – يمكن قياسه – يمكن تحقيقه) وتسعي المؤسسة للوصول لهذه الأهداف وتحقيقها ولديها خطة تسويقية قوية تهدف لنشر خدمات المؤسسة وكسب ثقة العملاء والحفاظ على ولائهم للمؤسسة ولديك خطط تشغيلية منبثقة من الخطة الاستراتيجية والتسويقية لم يتبقى لك الآن الا البدء بالتنفيذ.

ويتم التقييم المستمر للخطط ولمستوي المؤسسة ورضي العملاء والمنافسين ومن أهم الاستراتيجيات والوسائل المستخدمة في عملية التقييم.

وفي الختام فان الخطة الاستراتيجية هي خطة الحلم الذي تريد تحقيقه مبني على معطيات واقعية ودراسة تحليلية وإرادة وثقة بقدرة النجاح للوصول الى الهدف.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: