المقدم محمد العبيد

مختص في الشؤون الأمنية

التطبيقات الإدارية في سلوك الأمن ج4

الفصل الرابع :القيادة المؤسساتية الأمنية

القيادة المؤسساتية الأمنية

  • مقدمة
  • القيادة المؤسساتية.
  • القائد والمدير والعوامل الشخصية.
  • القيادة الفعالة.
  • الإدارة المؤسساتية.

مقدمة : القيادة هي أحد ركائز العملية الإدارية حيث لا يمكن القيام بتنفيذ المهام من رسم السياسات العامة إلا من خلال مستوى متقدم من القيادة والتي لابد وأنها تتسم بصفات تؤهلها لقيادة هذا العمل, كما أننا لا يمكننا الحديث عن القيادة إلا من خلال مثلثها المعروف بـ مثلث القيادة والذي يشمل ” القائد, المرؤوسين أو الأتباع, البيئة أو الوسط المحيط “.

فلا قيادة من غير قائد يقود مجموع الأفراد في  حيز يستطيع من خلاله الوصول للهدف.

القيادة المؤسساتية :

معنى القيادة, القيادة في معجم المعاني الجامع, قيادة (اسم ), قِيادة فاعل من قَادَ, يقود, قوداً, وقياداً وقيادةً قيداً.

فالقيادة هي القدرة على معاملة الطبيعة البشرية وبالتالي التأثير في السلوك البشري يكون الهدف من ذلك هو توجيه الجماعة نحو هدف مشترك بطريقة تضمن طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم.

– يقول الدكتور بشير محمد خضرا في القيادة : ” هي جزء من التنظيم الاجتماعي ومظهر من مظاهر تقسيم العمل في الجماعة الإنسانية.

– دافت يقول أيضاً ” هي علاقة تأثير بين القادة والمرؤوسين الذين يعتزمون إحداث تغيرات ونتائج حقيقية تعكس أهدافهم المشتركة.

-برنز القادة هم هؤلاء الذين يحفزون أتباعهم على العمل لتحقيق أهداف معينة تمثل القيم والدوافع والحاجات والاحتياجات وتطلعات وتوقعات القادة والأتباع.

مما تقدم نجد أن القائد هو الشخص الذي يمكنه التأثير على الأخرين والقيادة هي ما يفعله القادة, إنها عملية قيادة مجموعة والتأثير عليها لتحقيق أهدافها.

-القائد والمدير والعوامل الشخصية:

إن العمل المؤسساتي في أي مكان كان يحتاج إلى أشخاص قادرين على قيادة مؤسستهم ومرؤوسيهم إلى الهدف المرسوم وهذا يحتاج إلى قائد متمرس لديه القدرات والمهارات الكافية طالما الأمر يحتاج إلى وضع ورسم السياسات وهو ما يقودنا إلى الوقوف عند هذه الفقرة للتعرف على أهم ما يميز القائد وعليه نستطيع القول بأن:

-القائد ليس ملهماً لنفسه فقط بل يجب أن يكون ملهما لمن حوله وللأخرين.

-يجب أن يمتلك القائد كل ما يتطلب السعي نحو الهدف الأسمى.

-إن القائد هو الذي يتمتع بصفات نفسية متميزة ” القوة, الصلابة النفسية, التركيز , الشجاعة “.

-القائد هو الذي يستطيع الإبقاء على من حوله في عمل متضافر نحو هدف مشترك.

-القائد هو الذي يخضع رغباته ومصالحه لصالح الهدف الأكبر والأشمل.

– القائد هو الذي يدرك أن الهدف هو بالنسبة للمؤسسة هو القمة والباقي تفاصيل.

-القائد هو محفز الأخرين نظراً لما لهذا الدور وأعني التحفيز في القيادة وعليه يمكننا القول بأن هناك أبعاد ثلاثة تساعد القائد في زيادة الحافزية الداخلية وهذه الأبعاد هي أبعاد مرتبطة بـ العقل والقلب والنفس.

ونقصد هنا بالعقل : إن التحفيز في هذا الجانب يتم بناء على عملية إدراكية بحتة لأننا ندرك أهمية العمل المراد إنجازه إن علية صياغة سياسات الدولة الكبرى تحتاج على مدارك عقلية واسعة ، وإن كانت على حساب جهدك فلاوجود للفتور في العمل كما أن العمل لابد وأن يكون جزء أساسي من شخصية القائد .

القلب : دائما ما يتطلب الحافز الداخلي أن يكون هناك ترابط ما بين العقل والقلب فكلاهما صنوان لعنوان عريض هو السعي نحو تحقيق الهدف, فما يشجع العقل ويحفزه على التضحية والانجاز هو القلب, لذلك نجد أن ما يستقر بالقلب من حوافز لا يتناقض مع العقل بل يكمله ويحمله.

إذا العمل لا يكفي لإنجاز المهمة بل يجب أن يكون هناك ما يحملك على تنفيذه بصدق وجدية وصولا لهدفك المرسوم مسبقاً.

وعليه يمكننا القول بأنه ” بقوة العقل والمنطق نعرف أهمية عملنا وواجباتنا “.

النفس : يقصد بالنفس هنا كل ما يُحمل من ميل نحوه سلباً كان أم ايجاباً وبالتالي فإن الإنسان بما يمتلك من مشاعر وأحاسيس تبقى رهينة ما بداخل الإنسان وبالرغم من ان العقل والقلب هما الدافعان باتجاه التحفيز غلا أن النفس قد تغالب الإنسان في أشياء كثيرة ولأسباب منها ما هو متعلق بطبيعة الإنسان وتكوينه ومنها ما هو محيط بالإنسان ولا شك فإن من حوله يؤثرون بدرجات متفاوتة عليه يضاف لذلك الأصدقاء كل ذلك له دور كبير في إنجاز العمل أو تعطيله.

” مثال على ذلك ” التدخين عقل الإنسان يشير إلى ضرورة ترك الدخان لاعتبارات كثيرة, وعلى هذا الإدراك يتحرك القلب متوافقاً مع هذه العملية, لكن ميل نفس الإنسان إلى تركه مستبعدة لأسباب تتعلق بالأصدقاء وزملاء العمل وطبيعة العمل أحياناً .”

مما تقدم نجد أن العملية الإدراكية سيكون لها دور كبير في ما ينبغي عمله وفعله طالما الأمر يتعلق بوضع السياسات والخطط والبرامج المتعددة كل ذلك سينعكس ايجابياً على العمل

الفرق بين القائد والمدير :

المدير: يدير العمليات و يعنى بالكفاءات ويكافئ ويعاقب ويهتم بالتنفيذ.

القائد: يضع الرؤية ويستشرف المستقبل ويلهم ويرتقي بمن حوله يوضع الاستراتيجيات.

العوامل الشخصية :دائما ما يطرح هذا التساؤل ما هي الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد أو المدير, إن الإجابة على هذا السؤال لاشك أنه سيقودنا إلى إيجاد منظومة تكون هي المقياس والمعيار لما يجب أن يكون عليه القائد أو المدير نظراً للدور الكبير المناط به وعليه يمكننا القول أن القائد لا يكفي أن يتمتع بصفات القائد فقط وهنا أقصد الجانب العسكري المهني بل يجب أن يترافق مع مجموعة هذه الصفات صفات خاصة يمكن أن نطلق عليها صفات تربوية يمكن التعريج عليها.

الصفات العسكرية التي لابد أن تتوفر بالقائد من الناحية العسكرية هي :

-أن يكون مستعداً للوفاء بقسمه العسكري منفذاً له وفقاً للقسم العسكري.

-أن يمتلك الثقافة العسكرية المستندة إلى مجموعة العلوم العسكرية التي ترافقت والحياة العسكرية.

-أن يتمتع بدرجة عالية من الانضباط العسكري الرفيع وذلك من خلال تقيده بالأنظمة والقوانين العسكرية وتنفيذها دون تردد وبالوقت المحدد.

-أن يمتلك اللياقة الجسدية والبدنية التي تؤهله لمتابعة عمله دون كلل أو ملل.

-أن يمتلك مخزون كافي من الثقافة العامة التي تؤهله ليكون ممتلكاً لثقافة عالية تؤهله لاكتساب المعارف.

-أن يمتلك الصحة النفسية التي من خلالها يستطيع امتلاك الإرادة والصلابة النفسية.

الصفات النفسية والتربوية :

-أن يمتلك القائد للملاحظة التربوية, التي تؤهله من قياس كل ما حوله لوضع الحلول المناسبة.

-أن يمتلك قدر كبير من التفكير التربوي, وهو ما يحفزه على وضع الحلول المناسبة لكل حالة وهو من يقدرها ويعلم كيفية التعاطي معها عندما يستدعي الأمر ذلك.

-أن يمتلك التحليل التربوي الكافي بالوصول لنتائج جيدة تتوافق مع الخطط الموضوعة.

-أن يمتلك اللباقة التربوية التي تمكنه من الدخول في خضم الأوضاع والأزمات التي تتعرض سبل العمل.

-أن يمتلك لمجموعة من الصفات النفسية التي تجعله قادر على تنفيذ عمله بكفاءة عالية.

يضاف لذلك كله أن يمتلك القائد أو المدير :

-الانفتاحية : صفة لابد منها وخاصة أن الإنسان بطبعة يميل للفضول وحب التجارب والاطلاع على خبرات الأخرين.

-يقظة الضمير : وهي صفة تتسم بجدية الإنجاز وضبط الذات وتحقيق المطلوب .

-الانبساطية : طالما الإنسان بطبعه أنه كائن اجتماعي وبالتالي فإن الغالبية تستمد طاقاتها من العلاقات الاجتماعية ومن النقاشات الكثيرة.

-القبولية : وهي صفة تتصف بالتعاون والفهم.

مما تقدم نجد : القائد يجب أن يمتلك قدر عال من يقظة الضمير والانفتاح والانبساط ولدرجة معتدلة من القبولية, وان كل ما ورد لا يمكن بحال من الأحوال أن تفسر النجاح القيادي لوحدها, يمكن للإنسان أن يطور المهارات القيادية.

في بدايات القرن العشرين ظهر ما يسمى نظرية الرجل العظيم وهوما كتبه ” ستوجديل ” ومن أهم النقاط التي جاءت هي – الثقة بالنفس.

-الحافز الداخلي .

وقد ورد في قول ” مصطفى المنفلوطي ” لا يشترط في قيادة الجموع أن يكون القائد مفرطاً في الذكاء أو العقل أو الدهاء, بل يكفيه من ذلك كله شيئ من العلم بأذواق أتباعه وميوله وسبل الوصول إلى قلوبهم “.

” أبو النصر محمد الفارابي ” يكفي للقائد أن يكون : / جيد الفهم – حسن العبارة – محباً للعلم /.

الذكاء العاطفي والقيادة :

يعتبر الذكاء العاطفي من المواضيع الهامة التي تمس القائد بشكل مباشر وعليه يمكننا القول بأن المشاعر التي يختزنها البعض من (غضب, خوف, حزن, سعادة, دهشة) قد يظن البعض أن هذه المشاعر تعيق عمل القائد.

يقول ” دوغ سانديز ” إننا نخفي العواطف حتى نبدو أقوياء لكن الواقع هو أنه تقل سيطرتنا وتضعف قدرتنا على القيادة.

يقول ” دايدي غلمان ” لحسن الحظ فإن الذكاء العاطفي يمكن للمرء أن يتعلمه, ليست العملية سهلة بالتأكيد, لكن المكاسب المحققة تجعل هذا الجهد يستحق العناء.

يقول “جبران خليل جبران ” إن العقل والهوى هما سكان النفس وشراعها وهي سائرة في بحر العالم.

وعليه فقد أكدت الدراسات أن 90% من أفضل العاملين يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء العاطفي, وإن 58% من متطلبات الأداء تتطلب قدراً من الذكاء العاطفي.

أهمية الذكاء العاطفي:

  • الصحة النفسية
  • الصحة الجسدية
  • تمتين العلاقات
  • مهارات فض النزاعات
  • النجاح
  • القيادة

كما يجب أن يشمل الذكاء العاطفي ما يلي :

-ادراك ما يحرك ويلهم الأخرين.

-استيعاب الناس.

-التواصل مع الاخرين.

-القدرة على التحكم بالضغوطات.

-استخدام المشاعر المناسبة.

-القدرة على التعامل مع الأشخاص ذوي الطباع الصعبة.

-الثبات.

لتطوير الذكاء العاطفي :

-أخذ المبادرة

-ابداء الحزم

-الثبات

-الاستعداد لإبداء المشاعر 

-عدم مجالسة السلبين 

-ملاحظات الأخرين

%d مدونون معجبون بهذه: