حسين علي البسيس

محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا

المأزق السوري والحل الدولي

تمر السنوات على الكارثة السورية دون أي تغيير يذكر, ولاتزال كثير من الدول المتدخلة في الشأن السوري تدير ظهرها لحل المسألة السورية والمساعدة بأنهاء الوضع المأساوي الذي وصل له السوريين ونقلهم من حالة التشرد والتفكك لحالة الاستقرار, بل لايزال هناك دول لا ترغب بحل الوضع السوري بدون أن تضمن مصالحها الاستراتيجية, وأن المسألة السورية اصبحت ملعب للتجاذبات الدولية كونها واقعة في دهاليز الصراع الدولي, وحلها بات مرتبطا ًبالتفاهم الدولي, لكن ما حدث من تطورات على الساحة الدولية والأزمات التي عصفت بكثير من الدول بعد الحرب الروسية على اوكرانيا, وكذلك تحرك الشارع الشعبي في إيران وانطلاق المظاهرات ضد نظام ملالي في طهران جعل الكفة تميل لخلق ظروف تبدوا مواتية ومناسبة لبدأ تغير المناخ السياسي في الملفات الدولية ومنها الملف السوري, وبالتالي يحتاج السوريين الان للم شمل بعضهم وإنضاج مشروع وطني, يلتف حوله الشعب السوري بكل أطيافه وعلى كامل الساحة السورية, وذلك من اجل التأثير في التوجه الدولي العام وتغيير الإرادة الدولية لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالملف السوري, فاليوم من خلال المعطيات الحالية يجب ان يعمل السوريين لمشروعهم الوطني, لأن الحل السوري يبدأ به السوريين أنفسهم بعيدا ً عن من مروجي المشاريع التقسيمية والمشاريع الغير وطنية, فسوريا لن تكون قابلة للتقسيم مطلقا ً وذلك على مر التاريخ, فسوريا للسورين من غربها لشرقها ومن شمالها لجنوبها بكل اطيافها ولا دور للمجرمين والموتورين الذين يعملون ضد أي توجه وطني هادف لإنجاز مشروع وطني ينقذ الشعب السوري من الحالة الكارثية التي عاشها ويعيشها حاليا, ولا بد من القول بأن إيران في الوقت الحالي تمر بمرحلة حرجة على الجميع الاستفادة منها واغتنام هذه الفرصة, وآن الأوان للشعب السوري ان يلتقط انفاسه للسير خلف مشروع وطني تقوده شخصيات مشهود لها بالوطنية والنزاهة  والكفاءة وحملهم للهم الوطني, ويعملون على تحمل هموم الشعب السوري الذي تم حكمه على مدار اكثر من ستين عام من طقمه حاكمة بالحديد والنار وفرض حالة استبداد لا مثيل لها في التاريخ .بل عمل نظام العصابة على تعميق مفهوم الطائفية  والتفرقة في ظل غياب الحريات العامة وتطبيق الديمقراطية الحقيقية وفق قوانين حقيقية والتي بدونها لا توجد حياة للمواطنين, فكان نظام الاسد نظام عصابة مافيوية حاكمة فبعد كل ما قام به من تدمير لسوريا لا يرغب بالحل ومتمسكا ًبالسلطة مستغلاً ما تقوم به شخصيات المعارضة المرتهنة, وأن أي حل في سوريا يبدأ بإسقاط الأسد والمعارضة الحالية الممسكة بالملف السوري فهم مرتبطين ببعضهم البعض بشكل قوي, وان أي حل سوري مبني على أساس وطني سيمنع ويحجب عنهم مكاسبهم الشخصية, ولذلك لابد من الوقوف مع بعض خلف من يعملون على إيجاد مشروع وطني كفيل بإنقاذ الشعب السوري من حالة الضياع التي يعيشها حاليا, وعليه لا بد من توحد كل القوى الوطنية المدنية والعسكرية للعمل على توجيه بوصلة الحل في سوريا, ولابد من متابعة المألات الدولية الحالية للاستفادة منها لفرض الحل بسوريا من خلال استصدار قرار وتوافق دولي بتطبيق القرارات السابقة التي تخص تنفيذ الانتقال السياسي والبدء بمرحلة انتقالية في سوريا تخرج الشعب السوري مما حل به, وهذا العمل يحتاج لقاءات مكثفة ومنتجة  وعلى كل المستويات الدولية والاقليمية والمحلية من كل الاصوات الوطنية التي تحمل على عاتقها انجاز المشروع الوطني لإيقاف شلال الدم السوري النازف منذ سنوات طويلة ومن اجل تحقيق الامن والامان لجميع السوريين, والخلاص من القتلة والمجرمين وتجار الازمات والحروب, فلا حل للملف السوري ولا استقرار في سوريا إلا بالخلاص من نظام الاسد نظام القتل والمخدرات.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: