النقيب المهندس محمود الشيخ علي

باحث في الشؤون الاستراتيجية

مشروع المجلس العسكري السوري

بداية وفي قراءة لمجريات الأحداث خلال العقد الماضي يتبين للقاصي والداني الحقيقة المزيفة لمتصدري المشهد سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي والمحلي وادعاءاتهم الباطلة في إرساء قواعد الأمن والسلام وتطبيق مبادئ الحرية وحقوق الإنسان، في مقابل تحقيق مكاسب معينة على حساب جثث الفقراء ودول العجز والقهر، هذا ما أدى إلى تكريس مواضيع غير أخلاقية ولا إنسانية خلفت فوضى عارمة كانت نتائجها السلبية فظيعة جدا على مستوى السلوك الإنساني, وماخلفته من أهوال في تدمير الأفكار والقوى والأرواح، هذه السمات اللاأخلاقية أدخلت العالم كله في حالة من الهمجية والعبثية الممنهجة فيما يتعلق بمصير الشعوب.

فماذا يتطلب علينا بعد هذه الحقيقة في ظل هذه التغيرات المتواترة على الساحة الدولية؟

 يجب أن نقتنع أن المنطقة تعيش حاله حرجة هي الأصعب من نوعها خلال العقد الماضي وإنما يُخطط له في الحقيقة هو نقيض ما يجري بالعلن، إن ما نراه على الساحة المحلية ليس مجرد شأن سوري سوري بقدر ما هو تدبير دولي بتوجيه إقليمي بأدوات محلية في آخر استهلاك لها.

أين التحليلات الخيالية لجهابذة السياسة، وأين التصريحات النارية للقادة الفذة قبل شهر من الآن…؟

 انطلاقا من ذلك يجب أن نتعامل مع السياسة بوصفها علم قائم ومفروض وليست أحكام أخلاقية، ففي ميزان المصالح الدولية لا وزن هناك لحقوق الشعوب المنهكة في مجتمعات تسودها شريعة الغاب، وإنما التفاهمات تكون بين أنظمة أو مؤسسات منظمة، وهذا يرتب علينا الكثير من العناء والجهد للحصول على حقوقنا المشروعة والمسلوبة في ظل هذه العاصفة التي تجتاح المنطقة، والمحافظة على رتابة البيت الداخلي ورباطة جأشه.

ولأننا محكومون بالأمل لا يسعنا إلا أن نستمر بالسير في هذا الطريق الصعب الذي نذرنا أنفسنا له يقينا منا بأن خلاصنا في إخلاصنا حتى نفرض واقع جديد يجعل لنا وزنا في موازين المصالح المشروعة.

كلنا يقينا بأن بياض صفحة المجلس العسكري ونظافة أيادي مكوناته الوطنية من الدماء السورية ومن الشبهات المادية، وترفّعه عن شغل الكثير من المناصب الوهمية والمؤقتة في مرحلة مضطربة بكافة المقاييس وعلى كافة المستويات، وسعيه الحثيث والدؤوب لإيصال الحقيقة المجروحة وإظهارها للملأ، وحواره المنطقي والعقلاني المتواصل مع كافة المكونات الفاعلة في الشأن السوري على اختلاف مستوياتها وتوجهاتها سواء بمؤسسات أو تجمعات أو شخصيات وطنية، أضف إلى ذلك تنظيمه وأهدافه المعقولة لنقل سورية إلى حالة مستقرة خالية من الفوضى وتجار الأزمات، إضافة الى الحس الوطني الصادق  والقيم الفكرية التي يتحلى بها كوادر المجلس من عسكريين وأكاديميين، وجاهزيتهم لسد أي فراغ قد يطرأ على الساحة ومواكبة أية متغيرات تخص الشأن السوري، كان من أبرز العوامل التي حافظت على نظافة صفحته وحسن سمعته

و ساهمت في عدم اختزاله إلى مجرد ظاهرة عسكرية وهمية أو فيسبوكية عابرة على الحياة السورية، بل وضعته بمنطقية وبقوة في موقع القلعة من رقعة الشطرنج السورية التي استعرت على مساحتها المحدودة حروب الغرباء من عتاة جيوش العالم وميليشياته المسلحة وتنظيماته المختلفة بلا رادع ولا حسيب، بالإضافة إلى حروب أهلها فيها أو بالوكالة داخل وخارج حدودها في ظلّ غياب مشبوه ومشكوك بأمره لإرادة دولية  ناضجة وحاسمة تليق بالشعار الذي أسست لأجله تسعى لتهيئة عودة كريمة وقريبة إلى الموقع التاريخي لسوريا التي لطالما كانت على مر الأزمان ملجأ لكل من ضاقت به سبل الحياة.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: