
وجدي عبد العزيز
خبير في الشؤون الامنية
مطلوب معلم كبتاجون
قد يكون أصبح عاديا، أن يوضع مثل هذا الإعلان في بورصة العمل الدولية، أو في منصات التوظيف، وكأنه يعني صنعة أو كأنه عمل وله المعلمين به، له كما يتم الطلب في الاعلانات عن معلم شاورما، ومعلم صحية أو غيرها، ولكن الفرق كبير، معلم الشاورما أو معلم الصحية يقدم خدمات جليلة إلى الناس وهي مهن محترمة، لا بد منها في الحياة بينما الكبتاجون، ومعلم الكبتاجون هو يقوم بتدمير الناس، وتدمير البشرية.
ما يحدث اليوم في سوريا أن رئيسها بشار الأسد أصبح في السوق مثل معلم المهن، أصبح براميل متفجرة، واختصاصي في التغييب القسري، وخبير في تخريب العمل السياسي ، واليوم معلم كبتاجون، ويستخدم هذه الورقة في مفاوضاته مع الدول العربية ودول الإقليم، حتى دول العالم، وجعلها ورقة مثل الورقة الإيرانية، مثل ورقة المفقودين، مثل ورقة السجناء مثل ورقة، أن الناس جميعا قيد الاعتقال، وغيرها من الأوراق التي يتاجر بها، ولكن لحسن الحظ أن الدول العربية ودول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، تعي تماما هذه الألاعيب التي يقوم بها معلم الكبتاغون، لذلك ربطت كل الحراك وكل المفاوضات على الكبتاجون وغيرها من الأوراق بالحل السياسي، والحل السياسي الجاد الذي ينقل سوريا الى مرحلة جديدة، وبالتالي لا يمكن لمعلم الكبتاجون أن يساوم على أوراقه هذه ليهرب من جوهر وأساس المشكلة، ولا يستطيع أن يجعل الناس تنسى الموضوع الأساس، حقوق الشعب السوري، وفي هذا السياق يبدو أن اجتماع جده فشل في دعوة رئيس النظام إلى القمة العربية الشهر القادم، وطرحت مبادرة عربية شاملة للحل، ولم يقتنع القادة العرب ووزراء الخارجية العرب بما قاله وزير خارجية معلم الكبتاجون، لذلك طار وزير الخارجية السعودي إلى دمشق ليسمع من بشار، معلم الكبتاجون هل سيدخل في العملية السياسية المطروحة، وهل سيقبل بالمبادرة العربية بكل تفاصيلها وهي اختصار للمسار السياسي المطروح منذ عام 2011.
لم نتحدث عن خطورة الكبتاجون على الشعب السوري، ولا خطورة الكبتاجون على دول الخليج، ودول الإقليم، ولا حتى الدول الأوروبية، لأنه بات معلوما للجميع مدى خطورته، وهو يعني في النتيجة مخدرات، هي السم القاتل على البطيء ولكن المهم هنا هو أن هذا النظام، نظام بشار الأسد لم يكتفي بالقتل ولا الاعتقال ولا السجون، ولكنه يبحث عن كل شيء مدمر للإنسان السوري، وللإنسان بشكل عام، سواء كان المصنع ايرانيا أو المصنع ماهر الاسد أو حزب الله أو كائن من يكون، إنها تخرج من سوريا ومركزها القرداحة، ومعلم الكبتاجون يجب ان يكون يعلم بكل ما يحدث.
وبحسب الخبراء، فإن سوريا هي الدولة التي تنتج حاليًا أكبر كميات من الكبتاغون والتي يتم تصديرها بشكل أساسي إلى منطقة الخليج. نظرًا لأن العديد من الدول قد فرضت عقوبات أو أوقفت التجارة مع سوريا في أعقاب القمع الوحشي للمتظاهرين من قبل نظام الأسد في عام 2011، فقد كثف النظام، بالتعاون مع “حزب الله” اللبناني، إنتاج وتصدير المخدرات بشكل أساسي إلى دول الخليج.
معلم الكبتاغون طور صناعة وتجارة المخدرات لتأمين المال الخيالي بعد العزلة والعقوبات، ويعتقد أنه يستفيد ويشبع جشع أنصاره، ويفاوض عليه، لكن قانون الكبتاغون قادم من واشنطن، ليضاف إلى قانون قيصر وحفار القبور، فأي رئيس هذا الذي سيعوم، معلم مخدرات، ومطلوب في مئات الالاف من الجرائم، وحفار القبور.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.