
حسين علي البسيس
محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا
نظام الاسد وجامعة الدول العربية
نظام مستبد قاتل ومجرم قتل وشرد الشعب السوري على مدار تجاوز اثني عشر عام من انطلاق الثورة السورية, وعضويته مجمدة في جامعة الدول العربية منذ شهر نوفمبر عام 2011 إلا أن هذا التجميد بين عشية وضحاها ذهب ادراج الرياح وأنتهى ما سمي مبدأ خطوة بخطوة وذلك نتيجة تفاهمات دولية خفية وأيضاً تفاهمات عربية عربية, من أجل إعادة نظام الكبتاجون إلى مقعد الجامعة العربية, وقد كان تعليل المطبعين مع نظام المخدرات والكبتاجون هو إعادة سوريا إلى المحيط العربي متناسين آلام ملايين السوريين, فهذا التطبيع كان يجهز له منذ فترة طويلة, وقد تسارعت الأحداث بعد التمهيد لاجتماع جدة واجتماع عمان والذي تتوج اخيراً في اجتماع وزراء الخارجية في مقر الجامعة العربية بالقاهرة, والذي تم الإقرار بإعادة نظام الاسد إلى الجامعة العربية ليتم استئناف العمل بكل منظمات واللجان التابعة للجامعة, وقد كان القرار مؤثر جداً على الشعب السوري الذي ثار ضد نظام الاستبداد ودفع ملايين من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين والنازحين وأن المسوقات التي وردت في ديباجة القرار رقم 8914 المتخذ من قبل اعضاء جامعة الدول العربية بتاريخ 7/5/2023 لم يكن على مستوى تضحيات الشعب السوري, ولكنه يصب من حيث النتيجة بمصالح الدول سواء الغربية أو العربية, والهدف هو الإجهاز على ثورة الشعب السوري, لكن الشعب الذي ثار ضد الاستبداد يدرك جيداً أن من ما تم بمقر الجامعة العربية لن يفيد الاسد, فقبل التطبيع مع الاسد كان حسن البشير الرئيس السوداني, الذي طبع معه اغلب الدول العربية, إلا أن النتيجة كانت ان يكون البشير خلف القضبان, لقد كان أمل كثير من السوريين أن تقف تلك الدول إلى جانبهم لتجاوز المحنة ونيل الحرية واسترداد الكرامة وأنهاء نظام الأجرام, الذي وصف القادة العرب في يوما ما بأنهم أنصاف الرجال, ومع ذلك المشهد غير واضح حتى الآن فهناك ما يحاك خلف الكواليس, ولا أحد يستطيع ضمان نظام الاسد المجرم كونه لأنه ليس له عهد أو ميثاق, فقد أطلق سراح المتطرفين من السجون وجلب كل الجيوش والمليشيات الى سوريا ضد هذا الشعب, وقد وصل به الأمر لبيع البلاد لملالي طهران ذات الأهداف التوسعية, فكان حرياً بالدول العربية مساعدة السوريين والعمل معهم للخلاص من صبي إيران في المنطقة التي تحاول أن تبسط نفوذها على بقية الدول العربية, من خلال ميليشياتها التي اصبحت منتشرة بأربع عواصم عربية, كل ذلك يقودنا لشيء واحد بأن على السوريين الوطنيين الاحرار إعادة قراءة التحالفات من جديد والعمل بخيارات المقاومة المنظمة بكل أنواعها لإسقاط هذا النظام المجرم , لأن عودة نظام الاسد إلى الجامعة العربية تعني عدم استقرار المنطقة, وأن تدوير النفايات لم يعد ممكن, وأن تدوير الزوايا لن يتم على حساب دماء واشلاء السوريين طالما هنا ك من هم قادرين أن يقولون كلمة الحق ضد المجرمين وحاملين راية الحرية ويعملون لبناء الدولة الوطنية.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.