أحمد عرابي

أكاديمي سوري

أسئلة يطرحها الآخرون .. لماذا لا يوجد قيادة موحدة للثورة السورية

يسأل السائل السوري لماذا كثرت الانقسامات داخل المعارضة السورية وكثرت التشكيلات والمنصات  ؟

لماذا فشلت المعارضة على اختلاف مكوناتها بتوحيد صفوفها وتقديم جسم فاعل وجدي يقنع العالم بها؟

لماذا أصبح صوت المعارضة خافتاً وقياداتها مشتتة وأصبحت تتحرك وفق أجندات داعميها من الخارج ؟

لماذا وصلت الثورة السورية ضد نظام الاستبداد الأسدي إلى طريق مسدود بعد أن كانت هي المسيطرة ؟

لماذا فشلت جميع التشكيلات العسكرية في تكوين هيكل واحد يكون مقنعاً للأطراف العربية والدولية؟

 هل فساد قادتها والاقتتال فيما بينها وتبعيتها وقراراتها المرهونة للخارج هو السبب في فشلها المدوي؟

يسأل آخر لماذا لم تنجح المعارضة السياسية في بناء جسور مع الداخل السوري وغالباً ما اتهمت بعدم تمثيلها لصوت الشارع السوري المعارض والفصائل المقاتلة على الأرض حتى الآن ؟

 ويسأل أبناء الشعب السوري ماذا قدمت المعارضة السورية بكل أطيافها والحكومة المؤقتة التابعة لها وحكومة الإنقاذ وحكومة المنفى والقوى العسكرية والسياسية التابعة لها ؟!  هل حققت أي مكسب سياسي  أو عسكري أو إنساني ؟ في المحصلة لم تكن على قدر المسؤوليات والتحديات الكبرى التي تطلبتها الثورة السورية بل كثيراً ما أهدرت الجهود من أجل مصالح أو خلافات شخصية وحزبية على حساب المصلحة الوطنية وكان للبعض الولاء الأكبر للدول الراعية وزادت من رهاناتها على قوى خارجية زعمت دعم الثورة السورية وفي النتيجة رأينا كيف هرول أعداء الأمس لتطبيع العلاقات مع بشار الأسد وعصابته المجرمة الفاسدة وإعادته إلى جامعة الدول العربية ، ويمكن القول : إن مايجنيه بشار الأسد اليوم هو مازرعته المعارضة في  الأمس لقد تعرض الشعب السوري إلى أخطار وأزمات متفاقمة ومتلاحقة نتيجة السياسات المدمرة التي انتهجها نظام الإجرام والاستبداد في سورية والذي أوصل البلاد إلى الدمار الهائل مما أدى إلى غياب مؤسسات الدولة والانهيار الاقتصادي وتمزيق النسيج الوطني وفقدان كل مقومات الحياة الأساسية وتفتيت وحدة سورية أرضاً وشعباً وبعد مرور أكثر من اثني عشر عاماً على الثورة السورية والأزمات المتراكمة التي تعصف بهذا الشعب كثر الحديث بين السوريين عن ضرورة إيجاد قيادة عسكرية وسياسية موحدة تمثل الثورة السورية بشكل حقيقي بعيداً عن التبعية تكون ذات سيادة وذات قرار وطني حيث أن الشعب السوري أصبح يدرك بأن كل المحاولات السابقة للهياكل والأحزاب و القيادات التي ادعت أنها تمثل الثورة والشعب على مر اثني عشر عاماً كثرت خلالها اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات التي جمعت نخب ليس لها أي تأثير على القرار الدولي أو الرأي العالمي أو حتى على أرض الواقع بين أطياف المجتمع السوري الذي ثار من أجل حريته وكرامته التي اختزلت في قاعات مغلقة واجتماعات ومؤتمرات لا تغني ولا تسمن من جوع بل كان التنازل عن ثوابت الثورة وما قامت من أجله هو سيد الموقف حيث كانت تحاول أن تخدع نفسها وغيرها بأنها تسعى إلى اصطفاء القيادات الثورية عبر خطفها من مجموعة إلى أخرى أو تحييدها ومهاجمتها بحجة خروجها عن  الإجماع الوطني الثوري لهذا لم تنجح ولم تحقق للثورة والشعب أي إنجاز أو تقدم إن كان على الصعيد العسكري أو السياسي أو حتى الاقتصادي والإنساني لهذه الأسباب وهذه الظروف في هذه المرحلة الحساسة   بالذات بدأ العمل والبحث عن قيادة سياسية تمثل الثورة والشعب فكان لابد للمجلس العسكري السوري التحرك والإعلان عن حركة التحرر الوطني السوري التي ستكون المظلة الجامعة والشاملة لكافة أطياف وأبناء الشعب السوري فكان قراراً صائباً ، وذلك من أجل توحيد الكلمة والصف وبقيادة موحدة منبثقة من قرار المشروع العسكري السوري الداعم لها فالمطلوب من جميع السوريين اليوم أن يتحركوا في كل اتجاه وأن ينخرطوا جميعاً في العمل الثوري والسياسي تحت راية حركة التحرر الوطني السوري التي تضم كافة القوى العسكرية  والسياسية والثورية لإنقاذ الوطن الذي يتمزق وتلفه الأطماع من كل الجهات فالمطلوب من الشعب أن يتحول برمته إلى ثائر يسعى إلى تغيير واقع كله فساد تقاسم فيه الفاسدون السلطة فيما بينهم وتسلطوا على أبناء الشعب ومنهم من يسعى إلى تحقيق مكاسب ومنهم من يسعى إلى تنفيذ مخطط تقسيمي ومنهم من يسعى إلى غلبة حزب أو فكر أو تيار معين لذلك فإن التنظيم في جسد واحد وتحت قيادة حركة التحرر الوطني السوري هو من أهم الأولويات التي تفتقدها الثورة السورية المباركة ، فالهدف الأساسي هو توحيد الجهود وتوحيد الهدف في رفع الظلم وحماية الشعب وتحرير  البلاد من عصابة الإجرام والاستبداد . علينا تنظيم المجهود العسكري والسياسي وتنظيم حاجات المجتمع الثائر ومؤسساته الخدمية والتعلمية علينا التحرر من كل القيود فالتحرر هو الطريق الذي يؤدي إلى الحرية فهو الخطوة الأولى للسعي نحو الحرية والعدالة والكرامة أي أن الإنسان يتحرر من القيود التي تقيده بكسر كل الحواجز التي تعيق تقدمه فالحريةوالتحرر أمران   متلازمان فالأرض المحتلة لا يحررها الأذلة المستعبدون لأنظمتهم ، الأرض والوطن يحررهما الأحرار وليس العبيد عبيد الطغاةوالخونةوالعملاء فالحر الذي تحرر من قيود الخوف وشعر بمعاني العزة والكرامة والحرية هو من يملك الإرادة ومن يملك الشعور بالمسؤولية ومن يملك المبادرة ومن يملك أدوات الإبداع يريد صناعة حياة جديدة له ولأمته ووطنه فهناك من يناضلون من أجل الحرية والتحرر وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية فمن رضع من ثدي الذل دهراً رأى في الحرية خراباً وشراً فالإنسان الذي يطلب الحرية ليس متسولا ولا مستجداً إنما يطلب حقاً من حقوقه  سلبته المطامع البشرية، فلا منة لمخلوق عليه .

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: