المقدم محمد العبيد

المجلس العسكري السوري

حركة التحرر الوطني السوري-بناء الدولة الوطنية

إن المتتبع لمسيرة الثورة السورية منذ  نهاية عام 2010 وابتداءً بعام 2011  إلى يومنا هذا سيجد أن مسار الثورة السورية العظيمة  قد مر بمراحل عدة لازلنا إلى الأن نعيشها بكامل تفاصيلها لذلك كان لابد من تصميم الإطار الملائم لعملية إعادة بناء الدولة السورية أخذين  بعين الاعتبار حقيقة الواقع الحالي للدولة والمجتمع السوري بشكل عام وما آلت إليه الأوضاع في كل المناطق السورية الثائرة ضد سلطة الإجرام والاستبداد .

لذلك علينا أن لا نجهل  أن كل ذلك يقع في حقل العلاقات الدولية التي باتت فيها الساحة السورية ساحة لصراع مفتوح بين القوى الإقليمية من جهة وبين قوى دولية جعلت من مأساة السوريين ورقة قابلة للتفاوض إلى أن سقطت سورية تحت نير قوى الاحتلال والذي تصاعد من خلال عمليات التغير الديمغرافي وتهجير ملايين السوريين خارج حدود دولتهم يضاف لذلك قتل مئات الألاف منهم تحت سطوة التعذيب والتغيب القصري .

إن كل ذلك يجعلنا في دائرة البحث كمحاولة جادة برؤية احترافية ومجهود فكري يهدف في نهاية المطاف لخلق مجموعة من الأطر الفكرية المتناسقة في إطار صياغة استراتيجية فكرية شاملة للنهوض من حالة الفشل وإيجاد مداخل نظرية وعملية تواكب طبيعة الحالة السورية المعقدة وذلك من خلال مجموعة من المخرجات والبدائل الكفيلة بتجاوز ما ظهر على السطح من عراقيل كانت كفيلة بإطالة معاناة السوريين وجعل منهم ورقة يمكن العمل بها داخل البازارات السياسية ضاربين عرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تعطي المواطن الحق بالعيش الحر الكريم .

إن هذه المعطيات التي أدركها المجلس العسكري من خلال إمساكه بالخارطة العامة التي أبعدته عن الدخول في الجزئيات والتي طالما تقود في اتجاهات مختلفة جعلته يطرح حركة التحرر الوطني السوري كشكل من أشكال النضال الكفيلة بوضع الأليات المناسبة وصياغة الأهداف التي اعتراها الكثير من الغموم بعد أن تم اختطاف هذه الثورة العظيمة وجرها إلى حيث يجب أن تكون وفق الرؤية الإجرامية لنظام الأسد .

إن طرح المجلس العسكري لحركة التحرر الوطني السوري جعل من أولى أهدافه :

-الفهم العميق لأليات العمل الوطني المخلصة والتي تسهم في إعادة البناء الوطني للدولة السورية التي باتت اليوم دولة فاشلة تمتلك فيها الأطراف القوة الأكثر تأثيراً على كامل المساحة الجغرافيا حتى غدت بلا سيادة حتى في أصغر أصغر مؤسساتها .

إن النظر في كل هذا يحتم على حركة التحرر الوطني السوري تقديم البدائل الفكرية التي تنسجم مع الحقائق التاريخية يضاف لذلك طرح جملة من المتطلبات المتعددة الأبعاد ، من خلال إعطاء بُعد جديد  للعملية المطروحة بعيداً عن الهيمنة .

– الكشف عن حقيقة أن حركة التحرر الوطني السوري هي المشروع الأمثل لإعادة توزيع القوى الوطنية الفاعلة والمؤثرة في وسطها المهني والاجتماعي وبلورة كل ذلك انجازات حقيقية على أرض الواقع وبالتالي فإن الحركة هي المفهوم الأكثر إيجابية والذي يؤسس لتغيرات جذرية سلمية .

– لقد حسمت حركة التحرر الوطني الجدل المفروض في أن الحلول الوطنية المطروحة من خلالها هي الأكثر مقاربة لحل الأزمة السورية التي بلغت  حدتها من حجم  تدخلت صناع القرار يضاف لهم اطراف دولية عدة وهوما قادها لمزيد من الانهزامات والانقسامات والانكسارات .

– إن عملية التأكيد القطعي بأن حركة التحرر الوطني ما هي إلا تطور حتمي لسياق الثورة السورية في ظل تنامي الفهم العميق لكل المستويات المحلية والإقليمية والدولية المتفاعلة ورصد كافة ردود الأفعال الدولية التي صاغت ما يسمى ثقافتها الواقعية  ( القوي يفرض ايقاعه ) وهو يحتم تقديم وصياغة المقترحات الفكرية للنهوض مجدداً وتقديم رؤية لمستقبل مسار إعادة بناء الدولة السورية .

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: