
أحمد عرابي
أكاديمي سوري
أقوياء بتكاتفنا مع حركة التحرر الوطني السوري
أما آن لنا أن نفكر ما هو الحل ؟ أما آن الأوان لأن يستعيد السوريون زمام المبادرة فيطرحوا رؤيتهم الذاتية للحل بعيداً عن إملاءات القوى الإقليمية والدولية؟ هذا إذا كنا نريد أن نخرج مما نحن فيه الآن بعد أن تخلى العالم عن قضيتنا الوطنية بل إنهم وقفوا ضد قضيتنا وحريتنا بل ودعموا الطاغية بشار الأسد وعصابته المجرمة الفاسدة هذا يدل على أن سورية بجميع مكوناتها مهددة بالفناء والاستنزاف الدائم مالم يبادر العقلاء والشرفاء وكل الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار الجدي تحت مظلة واحدة تجمع كل مكونات وفئات المجتمع السوري السياسي والعسكري وهذا ما طرحته حركة التحرر الوطني السوري ودعت إليه والتحرك بهذا الاتجاه وحسب البيان الذي أصدرته بأننا الآن بأمس الحاجة إلى لقاء حقيقي يضم كل شرائح وأطياف المجتمع السوري وذلك للخروج بحل ملزم نستطيع بموجبه إسقاط هذا النظام الاستبدادي الإجرامي والعمل على تحرير البلاد من المستعمر الروسي والإيراني ، فهناك مكونان أساسيان من القيادات السياسية والقيادات العسكرية المساندة لها هذين المكونين مع بقية المكونات المنطوية ضمن حركة التحرر الوطني السوري هي من تقع على عاتقها وضع نهاية لمعاناة السوريين جميعاً ، فإذا تم دعم ذلك والوقوف معاً صفاً واحداً مع هذان المكونان نكون قد نجحنا في الاتفاق على الخطوط العريضة للحل وما ذلك بمستحيل فإن جميع الأطراف المحلية والعربية والإقليمية والدولية سوف ترحب بهذا الاتفاق وتساعد على تطبيقه ، وإن الهدف من حركة التحرر الوطني السوري أن تكون تمهيداً لمرحلة انتقالية في سورية لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون والحل نحو المخرج وإنهاء أزمة الشعب السوري وعودته إلى بلاده وأرضه عزيزاً مكرماً ، لذلك ترى حركة التحرر الوطني السوري بأن التقارب وخلق التوافقات وبناء التحالفات بين قوى المعارضة تعتبر كلها بمثابة أمور حيوية وجيدة لتحقيق وبناء نظام حكم ديمقراطي والحفاظ على وحدة سورية بكل مكوناتها العرقية والدينية و من المهم ربط الجهات السياسية والعسكرية والحركات الاجتماعية بما في ذلك العمال والفلاحين والطلاب والنساء ومنظمات حقوق الإنسان في عملية تحديد وتحقيق أهداف الثورة السورية وما قامت من أجله ، فإن تحقيق التقارب يتطلب التركيز بشدة على مايوحد المجتمع سوياً بدلا من التركيز على ما قسمهم في الماضي وضرورة النظر إلى الأمام بدلا من النظر إلى الخلف وتقديم رؤية مقنعة للمستقبل بعد سقوط نظام الاستبداد الأسدي لأنه لم يسبق لأي نظام استبدادي أن تخلى عن السلطة طواعيةً مالم يرى حركةً أو حزباً أو قطاعاً مهماً تحرك ضده سلمياً أو عسكرياً لأن عملية التخلي عن السلطة قد تكون السبيل الوحيد لتجنب عواقب وخيمة أو غير مرغوب فيها وخاصةً إذا كان هناك تأييد شعبي ضد هذه السلطة الاستبدادية وكان هناك انقساماً في القوات المسلحة في البلاد حينها سيكون ضرراً اقتصادياً خطيراً وحرباً أهليةً لامجال ، وعزلة دولية وتهديداً للسلام والأمان في البلاد ، كما حصل تماماً في وطننا سورية حيث رفض نظام الاستبداد الإجرامي الأسدي التخلي عن السلطة واختار الخيار العسكري القمعي الوحشي وأوصل البلاد إلى ماهي عليه الآن بعد مرور أكثر من اثني عشر عاماً من القتل والدمار الهائل وجلب كل الميليشيات الطائفية للقتال معه وتسليم البلاد إلى المحتل الروسي والإيراني وكل ذلك من أجل البقاء في السلطة ، هذا ما جعل القوى الثورية تسعى لإنهاء هذا النظام الاستبدادي الأسدي وفي هذه المرحلة الصعبة والحساسة التي تمر بها المنطقة وخاصةً قضية الأزمة السورية المهمشة دولياً ، فعادةً ما تحتاج المعارضة إلى ما يكفي لها من الدعم الواسع والتماسك والترابط فيما بينها بالإضافة إلى الشرعية الدولية والقاعدة الشعبية لها حتى تصبح قوة منافسة بصورة معقولة كسلطة وطنية ويكون أفرادها محاورين أقوياء ضد أولئك القابعين داخل النظام الاستبدادي المناصرين له بكل الجرائم المرتكبة وما يفعله بالشعب من قتل وتشريد واعتقال ، لذلك عليهم أن يكونوا ذوي مصداقية أمام الجهات الدولية الراغبة في دعم العملية الانتقالية للسلطة لذا وجب على جماعات المعارضة بكل أطيافها المختلفة العمل على حل وتسوية الاختلافات الكبيرة فيما بينهم والتغلب على الانقسامات والعمل على كيفية توحيد صفوفها بجسم موحد والاستفادة من الانقسامات داخل النظام المنهار اقتصاديا واستغلال كل الثغرات وكيفية شق وتقسيم صفوف النظام وقواته المتهالكة وقلب الطاولة عليه وبناءً على ماورد فإن حركة التحرر الوطني السوري تؤكد حرصها على إقامة كافة أنواع الجسور والعلاقات الدولية والإقليمية وفقاً لما تقتضيه المصلحة الوطنية السورية بعيداً عن كل أشكال الوصاية والارتهان للغير وهي تجسيد نقلة نوعية في الوعي السوري وإن معركة السوريين مع القتلة تجاوزت حدودها السياسية وباتت معركة وجودية ذات أبعاد أخلاقية وإنسانية وذلك انطلاقاً من قناعة السوريين بأن من يستبيح دماءهم ويمعن في خراب بلادهم لا يمكن أن يكون مصدر أمن لحياة أبنائهم أبداً.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.