حسين علي البسيس

محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا

لماذا حركة التحرر الوطني السوري

بعد حكم سلطوي دموي لسوريا لأكثر من ٦٠ عاماً من قبل منظومة الأسد الأب والأبن على الذين حولوا سوريا إلى كتلة من الدمار والخراب نتيجة التمسك بالسلطة ، بعد كل ما حدث فقد آن الأوان وبات لزاماً على الشعب الذي ثارعلى تلك المنظومة منذ عام ٢٠١١ تغيير كثير من الأفكار والأدوات والآليات ,التي ستساهم بالتحرر من تلك العصابة وداعميها ، سيما وأن أغلب الفاعلين في الملف السوري قد اثبتت التجربة فشلهم بإدارته سياسياً وعسكرياً، لذلك من الواجب العمل على الفكرة التي تقول بانه في حال خسارة مباراة ما فيتوجب تغيير اللاعبين وليس تغيير الملعب ،من هذا المنطلق وبعد كل هذه المدة الطويلة التي عاشها الشعب السوري بحالة من التشرد والشتات المدمر ،يتساءلون ما الذي تم انجازه خلال اثني عشر عاماً على انطلاق الثورة التي كسرت حاجز الصمت وقدمت ملايين الشهداء والجرحى والمعتقلين، فتلك الثورة العظيمة لم تُمثل تمثيلاً حقيقياً من حيث الشخوص وآليات العمل . لكي تتعامل مع المجتمع الدولي معاملة أساسها الندية والمصالح المتبادلة، بل أن ما تم هو تسلق الكثير من اصحاب المصالح الفئوية والضيقة على الثورة مما جعلها تتقهقر وتتراجع إلى الخلف ، بحيث أصيب كثير من الثائرين ضد الأسد بحالة اشبه بالإحباط ،كيف لا وقد تم مصادرة قرارهم المُعبر عن تطلعات جماهير الثورة ,لدرجة اصبحت مؤسسات ثورية رهينة لما تقرره الدول المتدخلة بالشأن السوري ، هذا المرض الذي اصيبت به الثورة والانتكاسة الخطيرة , جعلت الكثير من النخب الوطنية الواعية العسكرية والمدنية التي همها سوريا الدولة الواحدة الموحدة دولة القانون والمؤسسات للتفكير جلياً بكيفية الخلاص من حالة العطالة التي اصيبت بها الثورة وحالة الاستعصاء السياسي بالمفهوم القانوني الدولي , والبحث عن حلول تؤدي بالنتيجة لأنهاء حالة الفوضى السائدة على الأرض السورية كاملة ،فكانت فكرة حركة التحرر الوطني السوري التي اطلقها المجلس العسكري السوري , نقطة البداية للعمل الجاد للخلاص من نظام الاستبداد والاحتلال الموجود على أرض سوريا ولإجبار المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته وفق القرارات الدولية والاممية التي تم اتخاذها مسبقاً ولكنها وضعت في أدراج المكاتب دون تطبيق، لا بل اصبح فوقها أطنان من الغبار نتيجة المناكفات وتعارض المصالح بين تلك الدول,  دون الأخذ بعين الأعتبار ما قدمه الشعب السوري من فاتورة كبيرة ولو من باب الإنسانية ، فاليوم الشعب السوري بكل اطيافه أصبح همهم هو التغيير نحوا الأحسن بان تكون سوريا دولة خالية من المجرمين بعد كل ما لحق من تدمير وتهشم في بنية المجتمع ، فاليوم غالبية السوريين بكل الأرض السورية يفكرون بالخلاص من الواقع الحالي المزري إلى حالة اكثر أمناً واستقراراً ،عدا المجرمين والفاسدين والمستفيدين من كل الأطراف لأن هؤلاء تتعارض مصالحهم مع فكرة حركة التحرر الوطني التي ستضعهم بالأماكن المخصصة لهم ، لذلك من الأهمية اليوم العمل الجاد سوياً من مدنيين وعسكريين تحت هذه المظلة الكبيرة والتي هي أطار وطني جامع ( حركة التحرر الوطني السوري) فهي خارطة الطريق لمن أضل الطريق لخلاص الشعب السوري من جلاديه

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: