الحقوقية حلا هزاع

عضو مجلس إدارة حزب بناة سوريا-المدير التنفيذي لمنظمة ناجيات سوريات

دور المرأة في حركات التحرر الوطني

خلال الفترة السابقة لم نشهد في الساحة السورية أي حراك سياسي يهدف الى الخلاص من حالة الركود والخمول التي يعاني منها ابناء الشعب السوري بسبب استمرار بقاء نظام  الاسد وتدخل الدول من روسيا وايران ومساندتها لهذا النظام المجرم السادي واعادة التطبيع معه من الدول العربية  ونزع القرار السياسي من ابناء الشعب الثائر, وكل ذلك كان نتيجة وجود معارضة فاسدة من ائتلاف وهيئة تفاوض ولجنة دستورية,  وعجزها وفشلها خلال السنوات السابقة من ايجاد حل يحقق مطالب الثورة السورية وتقديم نفسها كمعارضة بديلة  تقود البلاد بعد الخلاص من الاسد.  بل اكتفت بكونها اداة  ووسيلة تستخدمها الدول لتمرير مصالحها  ضمن الاجندات الدولية ولمصالح الاشخاص ضمن الهيئات السياسية فيها .

كل هذا نتج عنه حالة وهن ويأس بين ابناء المجتمع الثوري  الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل اسقاط النظام وابقاء شعلة الثورة متقدة,  ذلك النظام الذي اختلق اساليب للبطش والقتل  يعجز أي عقل مجرم سابق ان يجاريه فيه,  فمعتقلات الاسد اكبر شاهد على كمية الاجرام التي مورست بحق هذا الشعب, ففي معتقلات الاسد  الالاف من المعتقلين والمعتقلات والمختفين قسراً الذين لا يعرف مصيرهم حتى اليوم. ومع استمرار هذا النظام ليس هناك أي بارقة امل  بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين والمعتقلات والكشف عن مصير المفقودين في ضل الوضع الحالي. كما انه ليس هناك أي قدرة للوصول الى اماكن المقابر الجماعية والكشف عليها التي كانت نتيجة اجرام الاسد وداعش.

ومع استمرار حالة التشرذم السياسي والعسكري في سوريا واستمرار نفوذ سلطات الامر الواقع على مناطق فيها. تستمر الانتهاكات بحق ابناء الشعب السوري في كل مناطق سوريا بما فيها مناطق النظام التي تعاني من حالة فقر مدقع وانهيار اقتصادي واجتماعي مما سبب انتشار الجريمة وجريمة الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات والدعارة, اضافة الى التغيير الديموغرافي والهوياتي.

كل هذه الجرائم التي تفتك بالمجتمع وتعمل على انهاء وهدم اهم اعمدته وهي الاسرة والشباب لا يزال موجوداً ولم يتم محاسبته حتى اليوم عن الجرائم التي ارتكبها بحق ابناء هذا الشعب.

كل هذا يجعلنا نفكر بمصيرنا كسوريين, مع استمرار حالات الاعتقال للنساء والرجال والتنكيل بالسوريين المشاركين في الثورة واستمرار النظام بجرائمه و بقاء الحال على ما هو عليه.

ولعل الطامة الاخيرة هي وجود الملايين من المهجرين في دول اللجوء واستخدام الدول لهم كورقة ضغط سياسية تبادلية لتحقيق المصالح فيما بينها,

كل هذه الجرائم كان لها اثر اكبر على النساء المشاركات في الثورة واللواتي وقفن جنباً الى جنب مع الرجل  في النضال ضد بشار الاسد, فقد برز دور المرأة منذ بداية الثورة والذي لم يقتصر على جمعها للتبرعات او الطبابة بل كان لها دور اساسي في تحريك الشارع الثوري والقاء الخطب الثورية  والمشاركة في لجان التنسيق وحتى في حمل السلاح في المعارك امثال الشهيدة سعاد الكياري. وكانت تضحياتها تضاهي تضحيات الرجل فقد كانت ام وزوجة واخت  الشهيد والمعتقل والمفقود والجريح وكانت الشهيدة والمعتقلة والجريحة والمفقودة.

لقد شقت المرأة طريقا محفوفا بالمخاطر وربما دفنت أحلام  وطموحات شخصية لأجل مصلحة الوطن وإيمانا راسخا  بأن الحرية هي ما تصبو إليه لأجل أبنائها والأجيال الشابة التي ستأتي, فقد قبلت أن تكون وقودا لأجل الآخرين ولأجل الجميع ولأجل النساء مثلها.

 ونظراً للمكانة المرموقة التي تسمو بها المرأة في مجتمعنا السوري استخدم النظام هذه المكانة كوسيلة واداة وسلاح ضد ابناء المجتمع الثوري, مما حملها اعباءً  اضافية واثاراً مجتمعية واقتصادية ونفسية ومجتمعية وقانونية وسياسية وصحية. اضافة الى عملية التهميش التي تعرضت لها نفس المرأة الثائرة.

فكل مما سبق يدعونا  كنساء للعمل والبحث عن حل وطريقة  لتحصيل حقوقنا  والوصول للعدالة التي ثرنا من اجلها, ولتحقيق اهداف الثورة وبناء دولة العدل والمواطنة ومشاركتنا الفعالة  غير الصورية فيها  كنساء ثوريات وطنيات. ومحاسبة هذا النظام وتحقيق العدالة لنا ولعائلاتنا ولذوينا.

 لذا يعول على حركة التحرر الوطني فهم الواقع السوري بشكل دقيق وصحيح وان تعمل ضمن برامج مستمدة من تطلعات الشعب السوري وان تعتمد بعملها على ادوات واليات جديدة مبتكرة من السوريين الوطنيين الثوريين ومن الفكر الحر المتجدد, وان تتعاون مع جميع الاجسام الوطنية من حقوقية وسياسية ومدنية. وان تكون الحل الذي يرنو اليه السوريين  للقضاء على كل اشكال النظام واجهزته القمعية الامنية والعسكرية التي ارتكبت الجرائم بحق ابناء هذا الشعب والعمل على ضبط  السلاح المنفلت وخلق حالة امنة ومستقرة نستطيع فيها المشاركة الفاعلة سياسياً ومدنياً وحقوقياً ,  كما يعول عليها بالتعاون مع جميع الاجسام الوطنية الى تحقيق الخلاص من سيطرة الحزب الواحد على جميع مفاصل الدولة وخلق حالة ولادات لأحزاب سياسية ثورية وطنية . وان تكاثف العمل فرادى ومؤسسات وتجمعات كفيل بتنظيم القوى وانتزاع الحق فالحقوق ليست مجتزأ وهي لا تعطى بل تنتزع,  فعملية النضال وحماية الارض من اجل الحرية هو واجب وشرف على الرجل والمرأة سواء.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: