
السيد عبد الكريم جمعة
ما بين دجلة و الفرات
تيهي على كلّ البلاد جمالا
و تغنّجي و توزّعي آمالا
و لتعبري طُرُقَ البيان وحيدةً
فوق القصيدة خِيلةً و دلالا
و تماوجي كالبحر في صيف الهوى
بين النّسائم و ارتوي إجلالا
يا آية الأوطان في هذا المدى
صارت على مدّ الرؤى تمثالا
يا آهة العشق المعتّق بالجوى
يا صوت نايٍ شاردٍ يتعالى
كم أسرفتْ في الحسن يا جلّ الذي
جعل السّنا من حسنها آصالا
يا شام يا أخت العلا يا موطناً
بلغ المعالي هيبةً و جلالا
و أبى الحياة بغير عزٍ شامخاً
مثل السّواري رفعةً و كمالا
يا شام يا دار الأباة و من مضوا
مثل القضاء و حطّموا الأغلالا
حتّى و لو عُجِنَ الثّرى بدمائهمْ
نبتوا على قمم الجبال زلالا
و جروا على كفّ المنايا أنهراً
من آيتين عراقةً و نضالا