
ياسر بدوي
كاتب وصحفي سوري
التعطيل والعطالة والإصرار في الحالة السورية
لماذا لم تتبلور أية سياسة خارجية حول سورية، أو سياسة وفعل من السوريين؟
لماذا لا تعلن الدول سياسة واضحة اتجاه سوريا؟
والأهم من يعطل الحل السياسي المعلن من الدول الفاعلة، وهل غَيْرُ النظام.
لماذا وافقت روسيا على الحل السياسي من بيان جنيف 2012 الى القرار 2254 بعد استخدامها الفيتو ضد العديد من القرارات، ولماذا لم تلتزم بما وافقت عليه؟
أين تختبئ إيران في تعطيل القرارات الدولية، خلف النظام أم الرغبة الروسية أم عدم الفعل الأمريكي والعربي والتركي؟
أسئلة عديدة وكثيرة تشغل العقول، هي التي جعلت سوريا في حالة عطالة، وتعطيل الفعل السياسي الواقعي الذي يقود إلى حراك وحلحلة للوضع المأزوم الذي تعيشه سوريا، من فقر وجوع في مناطق النظام وسيطرة الميليشيا والمرتزقة للسرقة وتكميم الأفواه، إلى حالات غير مستقرة في باقي المناطق شرق الفرات وغرب الفرات، والسؤال إلى متى؟ ومن يمتلك طريق الحل، وما هي مسؤولية السوريين؟
يجادل البعض بأن المسؤولية ملقاة على عاتق روسيا وأمريكا كقوى كبرى، والبعض الآخر يرمي المسؤولية على تركيا والخليج، وقسم يرميها على السوريين، المسؤولية تقع على الجميع، وإن اختلفت النسب، اذ كيف تتساوى الدول بين دولة مثل أمريكا وروسيا، أمريكا التي طرحت الحل السياسي والانتقال السلس للسلطة منذ بداية الثورة وبين روسيا التي استقدمت قواتها لحماية رئيس غير شرعي ومجرم ارتكب المجازر المروعة، والمهم هنا ما هي مسؤولية السوريين حقا ممن هم في مناطق النظام ومناطق المعارضة، ضمن حيز إمكانية الفعل المتاح؟
في مناطق المعارضة هناك مشكلة كبيرة في الكتل السياسية التي تم تشكيلها وعدم تفاعلها مع بعضها ومع الأفكار التي تطرح، واعتقاد هذه الكتل أنها وصلت إلى القمة وحققت المطلوب، وبالتالي لن تسمح لأي كتلة بالعمل في مناطقها، وبدأت تولي الأمن والمنع الأولوية لجنى المكاسب الشخصية مع الأسف، دون الدخول بعيوب وممارسات سيئة.
في مناطق النظام حيث وصلت الحالة إلى أسوأ الحالات، لم يعد رب الأسرة قادر على تأمين رغيف الخبز، والصديق لا يجرؤ على التواصل مع صديقه، وغياب كامل للحريات الشخصية والمدنية والسياسية، ماذا ينتظر هؤلاء للخروج إلى الشارع وقلب المعادلة التي عجزت عنها دول، بعد خروج أهل السويداء والدفع الكبير الذي اعطته لقضية السوريين، ماذا تخشى دمشق واللاذقية وحمص وحماة، الأفق مسدود بوجود بشار الأسد و نظامه ولا إمكان لأي تعويم و جميع التجارب سقطت، هنا مسؤولية السوريين من أجل استعادة سوريا، وحل العطالة و التعطيل التي أدمنت عليه الدول الإقليمية و الدولية.
من هذا المنطلق، لمحاكاة المعجزة التي يمكن أن يحققها السوريون، كانت حركة التحرر الوطني، القفزة في التفكير والفعل والتخلص من سبات الخوف وقول الكلمة التي تغير الموازيين وتعيد للسوري كرامته وحريته وعيشه الكريم، والتضحية هي البوابة العريضة.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.