
أحمد عرابي
أكاديمي سوري
زمن الخداع العربي والغربي وكذبة الديمقراطية المزيفة الخانقة لأنفاس السوريين
صرح منذ فترة أحد المسؤولين في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية قال: إن إعادة القبول ببشار الأسد في جامعة الدول العربية يبعث برسالة مرعبة لضحايا النظام الإجرامي في سورية وأضاف أن بشار الأسد سيجد مقعداً مخصصاً له بين القادة العرب لأول مرة منذ اثني عشر عاماً رغم أنه هو نفسه المستبد الذي قتل وعذب وسجن وقصف شعبه بالغاز الكيماوي، وأكد بأن هذا سيكون يوماً حزيناً للدبلوماسية العربية ويرسل رسالة مفزعة لضحايا فظائع بشار الأسد وهي أنه يمكن له أن يستمر في القتل والإفلات من العقاب، وقال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد الأوروبي لن يقوم بالتطبيع مع نظام بشار الأسد كما فعلت الجامعة العربية وكان ذلك أمام( مؤتمر دعم سورية) وقال إن الظروف غير متاحة لتغيير سياسية الاتحاد الأوروبي تجاه نظام الأسد وبحسب قوله إن دول الاتحاد الأوروبي تخشى أن يؤدي هذا التطبيع إلى عدم إمكانية تنفيذ قرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن رقم (2254) الخاص في سورية ، وبعد أسبوع من هذا الاجتماع ألغى الاتحاد الأوروبي الاجتماع الوزاري العربي الأوربي السادس وذلك احتجاجاً على قرار الجامعة العربية بإعادة نظام الأسد إلى عضويته فيها وجدد جوزيب بوريل التأكيد أن الاتحاد الأوروبي لن يغير موقفه من نظام الاستبداد والإجرام الأسدي إلا إذا غيرت حكومة دمشق تقدماً في قرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم (2254) الخاص بسورية، ولكن الذي حصل بعد كل هذه التصريحات كانت المفاجأة الصادمة للسوريين بزيارة المبعوث الإيطالي الجديد إلى دمشق بعد يوم واحد من تعيينه حيث حط رحاله عند تاجر المخدرات والكبتاغون في دمشق علماً أن إيطاليا هي العضو الرئيسي في الاتحاد الأوروبي، فهل هذا القرار والعمل يخص إيطاليا فقط ولا يمثل الاتحاد الأوروبي علماً أنه سبق وأن أظهرت رئيسة الحكومة الإيطالية (جيورجيا ملوني) تأييدها بقاء بشار الأسد في السلطة ودعمها المستمر له مع تأييدها بقاء حليفه الروسي في سورية وأن دعمها للنظام السوري مرتبطاً بمزاعم أن المجتمع المسيحي في سورية مازال قائماً بفضل حكومة نظام بشار الأسد وإن الوجود الروسي في سورية جزء أساسي من الحل وأنها وحزبها الذي تقوده (حزب إخوة إيطاليا) المنتمي إلى اليمين المتطرف تؤيد بقاء بشار الأسد في السلطة وهو الرئيس الشرعي لسورية حسب قولها وفي الوقت ذاته اعترفت مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا والتي تسعى دائماً لتوليها رئاسة الجمهورية في فرنسا بأنها طالبت بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وسورية وقالت رداً على سؤال لأحد الصحفيين شعرت بالأسف لانقطاع العلاقات مع نظام بشار الأسد الأمر الذي جعلنا نصاب بالعمى لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب الإسلامي لذلك أكدت على إحياء العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا ونظام بشار الأسد أمر ستسعى لتحقيقه، وماذا نقول عن اليونان وقبرص والمجر والنمسا وبولندا حسب مسؤولين في الحكومات للاتحاد الأوروبي بأن هذه الدول تستعمل كل نفوذها للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل تغيير السياسة تجاه سورية وفك الحصار عن حكومة بشار الأسد ،يقول قائل إن بعض هذه الدول مثل بولندا والمجر يحكمهما اليمين المتطرف الحاقد على اللاجئين فلذلك نرى دائماً الدنمارك تصرح بأن الوضع في سورية آمن ولم يعد فيها حرباً مطالبة بعودة اللاجئين إلى بلادهم سورية وأما اليونان وقبرص فمصلحتهما في كسب موقف وود بشار الأسد إلى جانبهما في الصراع مع تركيا في شرق المتوسط من أجل الغاز والنفط، وأما النمسا ودول أخرى تؤيد وتدعم بقاء بشار الأسد في السلطة فيقول البعض هذا بسبب صعود اليمين المتطرف الداعم له ،فنقول هل أصبح اليمين المتطرف هو من يسيطر ويقرر في الاتحاد الأوروبي أم هو من يحمي الطغاة بالعالم ومنهم تاجر المخدرات والكبتاغون المجرم القاتل بشار الأسد وعصابته المجرمة الفاسدة وهذا ما كشفت عنه (فورين بوليس) قبل ستة أشهر عن ضغط دول أوروبية للتطبيع مع نظام بشار الأسد وإعادة العلاقات معه علماً بأن هذه الدول متضررة ضرراً كبيراً من بقاء بشار الأسد في السلطة وذلك بتصدير المخدرات والكبتاغون لها فالسلطات اليونانية صادرت في عام 2018ماقيمته 100 مليون دولار من المخدرات والكبتاغون المصدر كانت قادمة من اللاذقية بينما وصلت المخدرات والكبتاغون إلى إيطاليا باسم شركة Gpssa السويسرية المملوكة للمواطن الإيطالي البرتواروس اماتو وفقاً لتقرير الصحيفة الإيطالية وكان ذلك بالتعاون مع طاهر الكيالي من اللاذقية بعد العثور على 84مليون قرص كبتاغون كانت داخل حاويات مشحونة إلى أوربا عام 2020 وفقاً لتقرير صحيفة Domaniالإيطالية وصحيفة Mediapartالفرنسية والكثير الكثير الذي تم مصادرته مروراً بتلك الدول، ومع كل مايجري من ضرر لهذه الدول من تجارة المخدرات والكبتاغون وانتشار الفوضى والإرهاب بسبب وجود هذا النظام الاستبدادي الإجرامي نرى الكثير من الدول العربية والغربية التي تهرول وتشجع التطبيع مع هذا النظام الفاشي الذي أغرق الدول بالمخدرات والكبتاغون ومع كل ذلك للأسف الشديد نرى بعض هذه الدول تمجد هذا الطاغية كما حصل ونشرت صور المجرم بشار الأسد على الاوتستراد الممتد من أفيتزانو إلى روما وقد كتب عليها أفضل وسيلة للدفاع عن أوربا ضد الإرهاب (بشار الأسد) الرئيس الشرعي لسورية وتهافت عدد من البرلمانيين والسياسيين الإيطاليين برئاسة عضو مجلس الشيوخ (باولوروماني) للقاء المجرم بشار الأسد الذي قال إن موقف معظم الدول الأوربية حول ماجرى في سورية لم يكن ذا صلة بالواقع منذ البداية واستمروا بذلك بانتهاج سياسة تحقيق مصالح أمريكا ولوبياتها عوضاً عن تحقيق مصالحهم في الاتحاد الأوروبي ومن جهته أكد الوفد البرلماني أن الرواية غير الواقعية التي روجت لها وسائل الإعلام واعتمدتها لتصوير مايجري في سورية غير صحيح وغير واقعي، فهل بعد هذا الكلام وضوحاً أكثر من ذلك، وبناءً على ماورد وما نرى ونسمع هل نشهد تطوراً بالعلاقة بين الغرب وسلطة الإجرام الأسدي في سورية كما كنا لا نتوقع أن يحصل ذلك بين الدول العربية وسلطة المخدرات والكبتاغون وإعادته إلى مقعد الجامعة العربية والاحتفال الكبير بإعادته واستقباله بحفاوة وتمجيد بأنه المنتصر، أصبح كل شيء متوقعاً بهذا العالم المخادع للشعوب فهل نحن فعلا في زمن الخداع العربي والغربي معاً ماذا قدمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان والحريات والمنظمات الدولية والإقليمية والعالمية لهذا الشعب السوري الذي ثار من أجل حريته وكرامته من أجل العدالة الاجتماعية ثأر ضد طاغية مستبد قام بقتل الشعب واعتقاله وهجر ودمر البلاد واستعمل كل أنواع السلاح المحرم دولياً وجلب كل الميليشيات الطائفية لقتل الشعب من أجل بقائه في السلطة .
_ اثني عشر عاماً والشعب السوري يطالب بالحرية والعدالة والمساواة والكرامة.
_ اثني عشر عاماً من الحرب المدمرة الطاحنة قام بها طاغية الشام بشار الأسد.
_ اثني عشر عاماً من القتل والاعتقال والذل والتهجير وسلب الممتلكات.
_ اثني عشر عاماً من الدمار الشامل الهائل للبلاد فوق رؤوس أصحابها.
_ اثني عشر عاماً من الجوع والقهر والذل والعنصرية والموت في البحار.
اثني عشر عاماً من إغراق الدول العربية والغربية بالمخدرات والكبتاغون الأسدي.
_ اثني عشر عاماً من تخاذل دول العالم كله ضد الشعب السوري المظلوم.
_ اثني عشر عاماً لا نسمع إلا التنديد والوعيد والترهيب الكاذب ضد نظام الإجرام
_ اثني عشر عاماً ماذا قدم العالم و الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان لحل الأزمة السورية وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ومحاسبة مجرمي الحرب.
_ اثني عشر عاماً لا شيء قدم لهذا الشعب سوى الخداع والتضليل الإعلامي والكذب.
_ نحن في زمن الديمقراطية المزيفة وحقوق الإنسان الكاذبة الخانقة لأنفاس السوريين.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.