
حسين علي البسيس
محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا
حراك السويداء وحماية الأقليات
ان استمرار الحراك المدني السلمي في مدينة السويداء ليس بجديد أو وليد اللحظة القصيرة , بل هو حالة تراكمية تخللتها فترات انقطاع لأسباب عامة وخاصة في ديناميات الثورة السورية , لقد انتفض اهالي جبل العرب ومنهم المحامين منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وقد انشق عن جيش الاسد من ابناء السويداء الكثير ومنهم الملازم خلدون زين الدين الذي انظم للجيش الحر, وشكل ورفاقه كتيبة سلطان باشا الاطرش, أن الحراك الثوري الحالي بزهوته وأدائه قد اظهر للعالم ان الثورة السورية لن تنطفئ مهما حاول نظام الاستبداد وداعميه من افعال خسيسة للنيل من ابناء الثورة السورية , فهذا الحراك ضوء ساطع من جبل العرب قد كشف بأنواره الزيف المقيت من ادعاءات منظومة الأسد بأنه حامي وراعي الأقليات, لقد كشفت الاحتجاجات المستمرة والحراك في السويداء سوء وقبح النظام وألاعيبه الخبيثة التي تم بنائه عليها منذ اكثر من 50 عام بأنه نظام الدولة البوليسية, وذلك من خلال محاولات دس الفتن بين المتظاهرين للنيل منهم , بل وصل الامر به لبث الفتنة حتى على مستوى مشيخة العقل الروحية ومحاولة فرض قوى وشخصيات لا وزن اجتماعي لها في السويداء , أنه نظام الاسد المجرم الذي دمر سوريا أرضاً وشعباً , ولايزال يحلم بالحكم والسيطرة على الشعب السوري الذي دفع خسر الملايين من الشهداء والمعتقلين , مستعيناً بملالي طهران ودعم روسي لم ينقطع حتى تاريخه, ويحاول الاستفادة من الدول العربية ويبتزها واليوم قد فتح قنصلية له في المملكة العربية السعودية ,ولكن لن ينجح بذلك لأن الدول العربية اذكى من أن يخدعها نظام الكبتاغون, أن حراك أهلنا في السويداء بشكله الحالي يزداد تأطيراً ولم يتوقف ,وشعارته وصلت لإسقاط النظام وأنهاء حالة الاستبداد الجاثم على صدور السوريين وان الشعب السوري شعب واحد مهما حدث , وان الحراك بجبل العرب قد ازاح الستار وفضح أكاذيب النظام المجرم بأسطوانة مشروخة هي حماية الأقليات ولم يترك النظام أي فرصة لتسويق نفسه على كل المستويات المحلية والدولية بأنه حامي وراعي الأقليات ,إلا أنه هو من يقتل ويدمر ويستثمر بالأقليات وبالشعب السوري بشكل عام ، فحراك السويداء قد فضح وفند تلك الإدعاءات المزعومة منذ أيام الاسد الأب وعهد الاسد الأبن , واكد ان السوريين الأحرار اطارهم العام هو الوطنية السورية ,وأنهم متحدين مع بعضهم البعض بثورة الحرية والكرامة , من اجل اسقاط تلك المنظومة الفاسدة العميلة , وأن كل ما تروجه آلة النظام الاعلامية من أنه يقوم على حماية الأقليات هو كذب وافتراء, وقد انقلب السحر على الساحر حيث ثبت بالدليل القاطع ان الثورة السورية هي من تحمي الأقليات وهذا ما يزيد في رعونة النظام واحراجه بكل المستويات , بل أن ما يخيف النظام حاليا ويجعله يكثف الجهد الأمني بمناطق موالية له ومنها أبناء الساحل السوري هو الخشية من انفجار شعبي لدى ابناء الطائفة التي ينتمي لها رأس النظام, والذي عمل منذ بداية الثورة على زيادة في غرس وتعميق الحالة العدائية لدى الكثير من ابناء الطائفة ضد الشعب السوري, وافهمهم أنه الحامي لهم من الانكسار وبدونه لن يعيشون ضناً منه انه سينجح بنهاية المطاف , لكن بهمة ابناء سوريا الأحرار سيتم ازاحته من المشهد وتعود سوريا للسوريين ويتم تطبيق القانون على القتلة والمجرمين .
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.