ياسر بدوي

كاتب وصحفي سوري

حروب القتل المجاني

تطرح الحرب القائمة في فلسطين أسئلة عميقة، في السياسة والأخلاق والحرب والسلم، مع ضرورة الإقرار بواقع أن الصراعات قائمة ومن غير الممكن إلغائها، وإن كنا من دعاة السلام والأمان والاستقرار، فلا بد من أن تكون هذه الصراعات قائمة على الحق، والحق لا يجزأ، أن تقاتل عدوك، سالب حقوقك، نصرة لعدو الحق والأخوة في الدين و العرق، فلا شك أن حربك باطلة، مهما كانت النتائج، فالمقدمات الخاطئة و الباطلة لن تقود إلا إلى الباطل، ثانيا لا يمكن أن يبني الانسان فردا أو تنظيما أو دولة، مكاسب له على حساب حقوق غيره، لذلك لا يمكن للحق أن يتجزأ، هذا ما نراه في حرب حماس مع إسرائيل.

لم يقبل ياسر عرفات خلال الحرب الأمريكية على العراق، عروضا قدمت له على حساب حقوق الشعب العراقي، فكيف لحماس أن تقبل عروضا بدماء أهل غزة، لتسجيل نصرا لإيران، إيران التي دمرت سوريا واليمن والعراق واستولت على لبنان وتهدد دول الخليج والمنطقة، إذ بدت التصريحات منذ اليوم الأول عن تسليح إيران لحماس ودعمها لها، وانساق الرأي العام العربي والإسلامي خلف هذه المقولة التضليلية، بينما الحقد الإيراني موجه للعرب والإسلام السني، وكيف لإسماعيل هنية أن يعتبر مجرم سوريا قاسم سليماني شهيدا للقدس، وإسماعيل قاني بطل القدس! فهل الحق هناك في غزة حق، وفي سوريا باطل، ولو كانت إيران تريد حقا، لماذا لم تحرك حزب الله، ولماذا لم تجرؤ على إطلاق طلقة واحدة من سوريا نحو إسرائيل لتخفيف الضغط عن غزة، والتهديد الإسرائيلي كان، إذا اشترك حزب الله ستدمر بشار، صلة الوصل بين إيران وحزب الله، وهل إسرائيل واثقة لهذه الدرجة لتحمي بشار عراب الطريق بين إيران وحزب الله؟ وبناء على هذه المعادلة لماذا استرخاص الدم الفلسطيني فقط، وما الحكمة والسياسة والأخلاق لتكون الدماء الفلسطينية وقود لمشاريع إيران الحاقدة على العرب والإسلام، وليس هذا وحسب، إنما لم تتوقف عن قتل العرب السنة في سوريا واليمن وكل فرصة متاحة للقتل.

قضية الشعب الفلسطيني، قضية محقة وفي وجدان كل عربي ومسلم وصاحب ضمير في الغرب والشرق، وليست ورقة متجرة إيرانية، لحرف مزاج الرأي العام عن الجريمة الإيرانية المستمرة، الحق موجود والمشكلة في رؤية الحق والطريق المؤدي إليه، التحرر وطني مفهوم راسخ، ينطلق من فكر متجانس، وتصورات مستقبلية قائمة على الواقع والحقوق المتسقة من سوريا إلى فلسطين الى الصين مرورا بروسيا ووصولا الى أمريكا الجنوبية، لا يكون هنا فكرا تحرريا وفي بقعة ثانية نصيرا للإجرام والقتل وتشريع الإجرام والاستبداد.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: