حسين علي البسيس

محامي سوري-عضو المجلس التأسيسي لحزب بناة سوريا

خلط أورق وهروب للأمام

حالة من التوتر والترقب وضجيج أعلامي لما يحدث في سوريا وغزة ولبنان والعراق وغيرها ولا تزال الكارثة السورية مستمرة , قتل وتدمير للمدن السورية وأستنزف للكثير من المال والوقت والدم , وأنهاك وتلاعب بأعصاب الناس على مسمع العالم اجمع , كل ذلك سببه ذلك المعتوه بشار الاسد وداعميه الايرانيين والروس, ان استمرار طريقة وأسلوب خلط الأوراق والهروب إلى الأمام من قبل الاسد وداعميه يؤكد على أن الخيارات التي لديهم لا يستطيعون تغييرها ولا يوجد بدائل عنها في الوقت الراهن مع حالة الانسداد السياسي المهيمنة على المشهد السوري, فأسلوب خلط الأوراق أسلوباً يتكرر لكسب الوقت ولعدم القدرة على الحسم العسكري , ان ما يقوم به الاسد وداعميه من افعال واعمال على مدار سنوات ضد السوريين الاحرار هو جريمة كبرى بحق الإنسانية , فالأسد المجرم لازال عازم على عدم تنفيذ أي مطلب للثورة السورية أو أي مطلب دولي متعلق بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالملف السوري , بل حتى عدم القدرة على تنفيذ مطالب الجامعة العربية , فالحقيقة هو وداعميه بارعين بخلق بؤر توتر في العالم والمنطقة العربية, ووصل بهم الامر أن تآمروا على قتل مواليهم كما حدث في الكلية الحربية بحمص والاستغناء عنهم لمخطط وضعوه مسبقاً تمثل اوله بضرب مناطق في ادلب ومناطق ريف حلب , وتلازم ذلك بتحريك ايران لشيء اكبر في المنطقة وهو اعطاء الاشارة لحركة حماس وحزب الله اللبناني لفتح معارك مع اسرائيل , رغم معرفتهم وإدراكهم بانعكاسات مالذي سيحدث بعد تلك المعارك ومن إشعال بؤر التوتر على المنطقة برمتها , أن الذي يحدث من خلط للأوراق يشير دائماً إلى استراتيجية الهروب للأمام المتمثل بطريقة لفت الانظار للتخلص من الاستحقاقات والمواقف الصعبة والمشاكل الكبيرة بين الشعب السوري ونظام الاسد بل حتى داخل النظام السوري وتفريعاته وداخل تركيبة النظام الايراني نفسه , وذلك دون وجود معالجة جذرية للمشكلة الحقيقية في سوريا ألا وهي تحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الأممية , في الواقع الحالي فأن الهروب للأمام سيؤدي إلى تفاقم المشاكل بشكل اوسع واكبر ليس فقط في سوريا فحسب بل سيتم احداث تغيرات كبيرة على مستوى الشرق الأوسط , فنحن أمام شرق أوسط جديد بتحالفات وتفاهمات جديدة ستظهر للعلن بعد فترة قد تطول أو تقصر لكن بالمحصلة هي استراتيجية طويلة سترسم المنطقة لفترة قادمة.

أن التعمد بتجاهل النصائح والتحذيرات التي تم تقديمها لنظام الاسد على مدار اثني عشر عام ادى بسوريا إلى ما آلت إليه , وكذلك اتباع نهج الخداع والتسويف والتأجيل المستمر لوعود يقطعها هذا النظام على نفسه لدول عربية وغربية للقيام بالحل فهو مجرد كذب ودجل من قبل الاسد , لأنه يتقن فن الكذب والهروب للأمام الذي ورثه عن الاسد الأب , فهي سياسة ومنهجية يتبعُها النظام تقوم على الهروب من قراءة الواقع والأسباب الحقيقية للكارثة السورية وعدم وضع الحلول السياسية المنطقية والواقعية لها , فنظام الاسد دائما يقفز فوق الحقيقة ويبدع باختراع أوضاع جديدة تبريراً لعدم استجابته لكل الاستحقاقات الوطنية والدولية فهو يحاول وداعميه الانتقال لوضعية هجوم معاكس ضد ما يطلب منه تحقيقه دولياً وعربياً ووطنياً, إن الدافع أولاً وأخيراً من سياسة خلط الأوراق والهروب للأمام هو البحث عن طوق للنجاة والعثور على مجالات حيوية جديدة , لكن اجزم بأن نظام الأسد وداعميه مهما حاولوا من خلط للأوراق لن ينجو وسيسقط قريباً ويعيش السوريين كمواطنين بدون نظام الاستبداد .

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: