
ياسر بدوي
كاتب وصحفي سوري
هل تعيد روسيا حساباتها في سوريا ؟
تبين الأحداث الجارية اليوم في المنطقة وأوكرانيا، حجم المأزق العسكري الروسي، أو بأقل تقدير عجزه عن التدخل أو الحلول، بل إن تطورات المواقف منذ شهور حتى حرب غزة زادت من التحديات التي تواجه روسيا، أهمها تزايد القوات الأمريكية في سوريا ونشرها أسلحة هجومية متطورة، منها طائرات إف 35.
لن تستطيع روسيا تجاهل الوجود الأمريكي، بعد تحريك كبرى حاملات الطائرات نحو شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية، لضبط ايقاعات الحرب المفتعلة في غزة، وبعد هذا المشهد العسكري الأمريكي، لا يمكن لإيران أن تفكر مجرد التفكير في أية حرب مع إسرائيل عن طريق أذرعها في لبنان، ما يستدعي كسر إيران نهائيا، واللعبة السياسية ضبط إيران سياسيا، بينما ليس لدى روسيا إلا الحلول العسكرية المشلولة -أمام القوة الأمريكية-بالتحالف مع إيران، ما يجعل إيران في مأزق سياسي وعسكري مضاف إلى مأزقها في أوكرانيا.
على ماذا تبني روسيا سياستها الشرق أوسطية برهانها على ميليشا إيران، لدور تخريبي يؤهلها لانتزاع أوراق سياسية، ومكاسب وقتية، بالرهان على زعيم عصابة منتهي الفعالية، وهذا تحدي كبير أمام روسيا البوتينية، زعيم العصابة الحاكمة التي حمته روسيا للابتزاز، لم تجد مشتري لبضاعة فاسدة منهية الصلاحية، والمناطق التي تسيطر عليها تعاني من الجوع والعجز الاقتصادي، أضيف إلى هذا الوضع المزرى، الثورة في السويداء وارتفاع الأصوات في المناطق السورية التي يسطر عليها زعيم العصابة، ومع عدم وجود أفق لهذا الوضع، إلا عبر الحل السياسي، إضافة إلى تقاسم النفوذ مع إيران، وزيادة القوات الأمريكية، ليس أمام روسيا إلا إعادة الحسابات في سوريا وتقديم التنازلات أمام الأمريكي الذي يتعامل بعقلانية مع ملفات المنطقة والعالم، فالقوة الأمريكية يستحيل هزيمتها، وبقاء الأوضاع كما هي تفرض تحديات كل يوم، لذلك الرهانات الروسية فاشلة سياسيا و اقتصاديا، حتى تبدأ بالدخول في اللعبة السياسية، والتخلي عن العنجهية والغرور العسكري والأوهام.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.