
سليمان رافع
كاتب وصحفي سوري
السوري المُحْبط
استطاعت مدينة السويداء لملمة الجراح والفوضى التي أحدثها النظام، واستطاعت تجاوز الخوف من بطش النظام وتهديداته بإفلات داعش والشبيحة على جبل العرب، واستطاع أهلها تجاوز الفاقة والعوز و التفرقة و الإحباط المتولد من الفشل الدولي و العربي من إيجاد حل للمأساة السورية، وخرج أهلها يداً واحدة، لتشارك أهل سوريا ثورتهم للتحرر من الاستبداد و الاحتلال الأجنبي الذي ملأ الأراضي السورية، وقال أهل السويداء كلمتهم، كلمة السوريين ارحل يا بشار لنبني بلدنا و نعيش حياة كريمة ونهيئ البيئة السليمة لأولادنا و احفادنا، ليساهموا في بناء ذواتهم وبلدهم، ويتخلصوا من حلم الرحيل عن الوطن والعيش ذل اللجوء، لكن لم نجد الاستجابة المطلوبة من المجتمع الدولي والمحلي والإقليمي، لا أريد أن أقول أن ثورة السويداء، ستقلب الموازيين بين ليلة وضحاها، ونعلم أن مشروع التحرر طويل وشائك، لكن كنت أتوقع ومثلي أبناء جيلي و النخب التي أعرفها، أن يكون هناك تحرك دولي فاعل يضع سوريا في طريق الحل، حتى نبدأ في الطريق الشائك، ولا نبقى هكذا على الهامش و العطالة في السياسة و البناء والبناء الاجتماعي والنفسي لنصل الى مجتمع الأمن و السلام.
النقاشات تدور حول كيف ومن أين نبدأ، يقول خبير بالحل السياسي، ويأتي الاستفسار، كيف؟ تتعدد الإجابات بين لتحقيق أو الانطلاق بالحل في سوريا، منها من يقول: يجب توجيه ضربة عسكرية للنظام لأنه لن يأت بأي فعل يقود للحل السياسي، ومنهم من يقول يجب تشكيل قوات عربية تشرف على تحقيق هذا المسار، ويتدخل أهل الخبرة محذرين من أي وجود خارجي، الذي سيؤدي إلى صدامات قد تعقد الأزمة أكثر، ولا بد من لملمة ما تبقى في سوريا، لإطلاق حل سياسي، لكن بالرغم ما يخيفني من طرح مشروع التحرر مهما كانت التضحيات، إلا أنني في قرارة نفسي لم أجد بديلا عنه بشرط ضروري أن يجتمع عليه عموم السوريين، ويجب أن يعي السوريين أنهم في وضع أسوء من الوضع الذي فجر الثورة السورية عام 1925، لذلك لا بد من أن يعي السوريين أنهم بحاجة لقيادة فاعلة تمتد من السويداء إلى ادلب وعموم الأراضي السوري لتقود العمل الوطني التحرري، وإعطاء جرعات الأمل للخروج من المأساة، والدور الدولي و الإقليمي هو المساعدة في نجاح هذا المشروع، بعد أن تقاسمت الدول الإقليمية و العالمية النفوذ العسكري والسياسي والفصائلي في الوطن، ولا بد من الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري الضمانة الوحيدة لحماية حركة التحرر وحماية الوطن وحماية الأرض والطرقات والناس والجامعات دون ترهيب ولا انتهاكات، فالسياسة والتحرر لن يستمر مسارها دون بندقية تعمل ضمن إطار مؤسسة عصرية ومنضبطة بالقانون والعلم، هكذا يستقر الرأي على الرغم من معارضة المحبطين، لكن وسط هذه النقاشات يبقى الأمل موجود بأن هناك أناس يعملون مخلصين ليأتي اليوم وندحر الإحباط.
المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها