ياسر بدوي

كاتب وصحفي سوري

إعادة النظر في العلاقات الدولية

كيف يمكن للمحليين والمتابعين الذين يقدمون المادة المعرفية حول السياسات الدولية وتحديدا في رؤية الصراعات والحروب، والسياسات الدولية تقوم على الدجل والكذب والنفاق، الأمثلة واضحة من جميع الأطراف الدولية الفاعلة، والإمبراطوريات التي تتحكم في العالم وتدير شؤونه، وقد فرضت الحروب الأخيرة في العقد الأخير هذا النفاق والكذب المفضوح. الصين كإمبراطورية صاعدة، تنتقد مجلس الأمن الدولي خلال الحرب في غزة وتراه لا يقوم بواجباته لإيقاف الحرب في غزة، في حين تقف مع أبشع ديكتاتور ومجرم حرب وتستقبله في الصين وتستخدم الفيتو في حمايته، روسيا تقوم في السياسة، لكن بصورة أكثر بشاعة في إجرامها في سوريا، إذ لاتزال طائراتها تقصف المدنيين في ادلب، بعد ارتكاب مئات الجرائم، واستخدمت ترسانتها العسكرية لحماية المجرمين، وإبراز مجرمين جدد في الساحة السورية، وشنت حربا مدمرة ضد أوكرانيا، أما الولايات المتحدة الامريكية فهي داعية حقوق الانسان فأنها تحمي إسرائيل منذ العام 1956 دون الالتزام في إحلال السلام و منح الفلسطينيين دولة قابلة للحياة، والطامة الكبرى في السياسة الأمريكية، أنها تترك راس الافعى في طهران، لدغ وتبث السموم في عموم المنطقة.

العرب في حالة عجز وسكون سياسي وعسكري، وفي وضع سيء سياسيا، الرأي العام مضلل عن وعي وعن جهل، الواعي للصراع في وضع صعب، إن أيد حماس فهو بالمحصلة يؤيد إجرام إيران التي جعلت اللعبة القائمة ضمن سياستها، وإن امتنع عن هذا التأييد فهو يقف سلبا اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني، والجاهل اندفع لخدمة الافعى الإيرانية دون تفكير، وبالتحديد يا يزال الجرح ينزف جراء الإجرام الإيراني في الشام واليمن والعراق. بينما النظام العربي في وضع معقد نتيجة هذا السكون السياسي، والعطالة العسكرية تجعل مصر مجرد متفرج لم يحدث على حدوده وكذلك المملكة العربية السعودية، بانتظار ما ستفعله أمريكا في إيران في اللعبة السياسية التي يدفع ثمنها العرب، وتظهر هذه الحرب، أن أي من كان المنتصر فهو انتصار أعداء العرب.

بيت القصيد في واشنطن، التي راكمت الأخطاء، ولم ترسم سياسة نافذة في المنطقة، بكل ما يتعلق بملفات المنطقة، عدم جدية واشنطن، وتغليب القوة العسكرية تارة، والدبلوماسية فقط، أدت إلى الحالة الراهنة، أزمة قابلة للانفجار كل لحظة وكل يوم في فلسطين، وجرح نازف في سوريا، وتمدد إيراني لا يعجز واشنطن، لكن الميوعة السياسية والعسكرية، أوصلت هذا التمدد إلى تغوله الراهن، ويكفي التذكير بخطأ أوباما، عندما أوقف الضربة لنظام بشار الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي، وكان وقتها تم حلحلة ملفات متعددة دفعة واحدة، تخليص سوريا من مجرم حرب، وقطع صلة الوصل بين أذرع إيران، وصياغة مشروع سلام بين الفلسطينيين و إسرائيل.

وفي النفاق المتولد عن النفاق في السوق السياسي الدولي، انقلاب وسائل الاعلام من دورها في الوعي إلى التحريض، دون اعتبار للمهنية الإعلامية والصورة الفاقعة، التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة التي تحتاج لوقفة خاصة، لكن في مقام النفاق هذا، القصف على غزة، والقصف على ادلب، غاب القصف على ادلب كليا، وبدأت كاميرات الجزيرة تحلل الغبار في غزو للتميز بين الدخان المتولد من قذيفة وبين غبار التربة، وتحليل الألوان في الجو؟

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: